شيخة العامودي

قمر السماء في استدارته مشرق الإضاءة وبهي خافت إن أصبح هلالا، وما بين أطواره دلالات وأحاديث تقول «إن بداية الأشياء لا بد أن تلحقها نهايات» كشهرنا الكريم عندما قارب في مسيرته الحثيثة المنتصف علمنا أن أيامه الباقية ستهرول سريعا وسيصبح البدر في لمحة بصر هلالا، فنبادر بالاجتهاد ونردف الجيد بالتجويد ونجود على الكثير بالغزير.

شهرنا الكريم هذا شهر إحسان وإن عم الإحسان كل الشهور إلا أن في رمضان تكثر وجوهه فمثلا أنت تحسن على نفسك وعلى أهل دارك على القريب والغريب بالدعاء في أوقات كثيرة وفي كل حين تدعو لمحيطك الصغير وللعالم الكبير وتسأل القدير أن تتسع مغفرته لتشمل موتى المسلمين من مشارق الأرض لمغاربها وبذاك الدعاء قد يفرح ميت لا يملك من يجود عليه بدعاء.

منصة إحسان وليدة «سدايا» والتي انطلقت الحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري في رمضان من أروقتها وجه من تلك الوجوه التي سكبت في روحي فخرا وأجرت منطوقي بالدعاء بعد أن تابعت افتتاح التبرعات بتبرع ملكنا سلمان - حفظه الله - وولي عهده المؤتمن الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد - حفظه الله - كيف تتابعت التبرعات بوتيرة سريعة من كل شرائح المجتمع السعودي بسخاء، الكل يريد أن يشارك في مبادرة الخير، تشعر وأنت تراقب الأرقام وهي ترتفع بحب المانحين للخير وكله في النية لله ومن أجل ثواب الله، شعور إيجابي يتضمن معنى البركة يجتاحك، فالكل يمنح حبا وليس في حب الخير كبلادي بلاد.

بلادي قصص تلاحمها كثيرة يتجول في ربوعها الإحسان ويفخر بها الفؤاد تراها في أوجه عديدة أبرزها جنود الوطن أبطال القصص والملاحم والحكايات ثم في التكافل الاجتماعي والدعوة والإرشاد والأعمال التطوعية وكل خير يبادر إليه عبر مختلف الجهات، قد ترى كما أرى كيف تمد سفر الإفطار ليفطر الصائمون في مكة ويسقوا عطش الصوم ماء ثم في لحظات تراهم يتهيأون للصلاة ولا يبقى من تلك السفر أثر سوى ما ثبت من أجر وما رافقه من دعاء.

بلدي بلاد الخير والعطاء ملكها معطاء وولي عهده بحر في العطاء وشعبها كرام، ملكها حزم ووليه عزم وجنوده ملاحم فخر وشعبها رواد، بلادي جود وحمية وأخوة موسوم على جبينها الوفاء وعقيدة صحيحة لا تطالها بدع أو خرافات، بلد الإنجازات والسباقة في البذل والمسعفة في النكبات، بلادي بلد ليس كسائر البلدان فحديثها سلام ومواقفها كرامة وأفعالها طيب، بإخلاص تخدم الحرمين حبا وتقديسا وتقدم لزوارهما نظاما ييسر عباداتهم وأمنا لا يغفل فيؤدون طاعتهم مطمئنين بسلام، وبمشيئة الله ثم من أجل ذلك وبذلك ستبقى محاطة بحفظ الله.

* مبادرة

بادر في شهر الخير لنفسك وصلها بالدعاء ذاكرا أمك وأباك وتصدق عليها بالحلم وكظم الغيظ وأقبل على أوجه الذكر دون كل وأهجر ما يلهيك وإن قل.

@ALAmoudiSheika