عبدالله محمد اللحيدان

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة»، ومن هنا دأب الصالحون على تتبع خطى نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- بالإكثار من أصناف الجود في هذا الموسم العظيم والشهر المبارك شهر رمضان شهر البر والإحسان، وشهر المواساة والرحمة، والإنفاق والصدقة، وشهر التواصل والتكافل، وشهر تغمر فيه الرحمة قلوب المؤمنين، وتجود فيه بالعطاء أيدي المحسنين متمثلين قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾، ولذلك نجد معظم المسلمين يحددون شهر رمضان موعدا لانتهاء الحول، الذي يجب فيه إخراج الزكاة حتى تقع زكواتهم في هذا الشهر المبارك، وإن مما مازال عالقا من ذهن الطفولة منظر مهيب كان يتكرر كل عام في رمضان عندما يقوم الشيخ عبدالمحسن الهريش -رحمه الله وأجزل مثوبته- بتوزيع زكاته آخر الشهر للمستحقين وإذ لا حسابات بنكية ولا بيانات مكانية أو شخصية، فترى توزيع الأنس يسبق الفلس يرافقهما الدعاء والثناء من الأدنين والأبعدين، وهو بلا شك منظر مؤثر فيه دافع للاقتداء بعمل البر وحب نفع الناس لما ترى من الأثر المعلن الظاهر، وفي عصرنا الحديث تتيسر الأمور أكثر فأكثر لنجد مَن يوظف تقنيات العصر في سبيل الخير والبر، وليس لهذا أولى من قائد البر مذ عرفناه «سلمان بن عبدالعزيز» وتلكم أرامل الرياض ومحتاجوها يشهدون، وأهل البوسنة وغيرهم متنعمون من أيادي بر سلمان في شتى صوره لهم -أحسن الله إليه وأجزل مثوبته-، وليمتد خلق العطاء ونبل السخاء في عهده -أيده الله- حتى غدى ممثلا في منصة «إحسان»، التي جمعت تحت منبرها أذرع الخير الموصلة للبر من جميع أوجهه للمحتاجين في شتى أنواعهم وبقاعهم في هذه البلاد المباركة برعاية ودعم منه -حفظه الله وأيده- وبمتابعة وعناية من ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله ورعاه-، وليمتد سخاء العطاء إلى خارج المملكة لكل بقاع الأرض من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فحي على الإسهام والمشاركة والجود في شهر الجود وربنا يقول: ﴿وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا واستغفروا الله إن الله غفور رحيم﴾. اللهم أدم علينا نعمك الظاهرة والباطنة وارزقنا شكرها واجعلنا من المحسنين.