عبدالرحمن المرشد

تقليد أحد الممثلين لصاحب الشخصية العفوية، الذي ينبض حباً وولاءً لهذا الوطن الشيخ حامد بن نماء الحربي راعي بلدة المحوى في منطقة القصيم، ذلك الرجل الذي عرفه الجميع من خلال بعض الفيديوهات، التي تنطق بالبساطة والارتجالية العفوية والكثير من المحبة لهذا الوطن، وبالذات حديثه في تسجيله الشهير، الذي خاطب الرئيس الروسي قائلاً: (يا لرئيس الروسي يا وزير خارجيته)، وكذلك لزمته الشهيرة (اسمع اسمع)، التي ينطقها بكل قوة معبرة عما يجول بداخله من صدق المشاعر وعدم التزييف.

هذا الرجل لا يعرف تنميق الكلام، ويتحدث بما يجول في خاطره بكل بساطة وأريحية، كما أنه رجل كبير في السن شارف الثمانين عاماً قضاها في الولاء والدعاء لبلاد الحرمين، يفترض ألا يصبح مادة للتندر والاستهزاء بهذه الطريقة غير اللائقة من قبل هذا الممثل بهدف جذب أكبر قدر من المشاهدين على حساب شخصيات نكن لها كل تقدير واحترام.

هناك شعرة بسيطة بين الفن الراقي والفن المبتذل، تقليد الأصوات موجود ومطلوب، ويعتبر من الفنون الجميلة، التي يعشقها الناس إذا كانت تلامس شخصيات متعلقة بحياتنا اليومية في مجالات الفنون والرياضة والإعلام وما شابهها، ولكن في حال تم تقليد بعض الشخصيات الدينية أو الوطنية، ومَن في حكمهم، فإن المسألة تعتبر إسفافا غير مقبول.

هذا الممثل عندما قلد الفنان الكبير طلال مداح أطلق عدة تصريحات يؤكد من خلالها أنه لم يقصد بذلك سوى أن (تترحم عليه الناس) مبدياً الاعتذار المسبق لأنه ربما يشعر في قرارة نفسه بأنه تجاوز في تقليده لهذا الفنان الكبير، إذن من باب أولى ألا تقلد مثل تلك الشخصيات الوطنية البسيطة، التي تتحدث بعفوية وارتجالية لا تعرف التزييف.

أعتقد من وجهة نظر شخصية أن موضوع التقليد يبدأ مع محبي هذا اللون منذ الصغر، وليس مجرد تعديل في شكل الممثل ليوافق الشخصية المراد تجسيدها، نتذكر جميعاً مقلدين سعوديين كانت هذه مهنتهم وبرعوا فيها جداً وما زالت أسماؤهم في الذاكرة لأنهم احترفوا وبرعوا في هذا الفن مثل (خالد البدنة وراشد السكران وغيرهما) أما البقية حالياً، فهم مجرد كومبارس في هذا اللون الفني الجميل.

@almarshad_1