ماجد السحيمي

تقبل الله طاعاتكم، وقبل أن أبدأ مقالي هذا أحب أن أشدد أنني شخص يحب العلم والعلماء، فالله سبحانه تعالى قال في أول آية نزلت من القرآن الكريم: (اقرأ) وهي أول خطوة في طريق العلم، كما ذكر العلم والعلماء في عدد من الآيات في كتاب الله الكريم، أعتقد حنا للآن حلوين؟ حلوين، ولكن هذا لا يمنع أن نتناقش وننتقد بعض العلوم سواء نظريا أو تطبيقيا على الأقل من وجهة نظري ككويتب متواضع أنثر أحرفي على ورق هذه الصحيفة الغراء وفضائها الإلكتروني، بفضل من الله أحمل درجتي البكالوريوس والماجستير في التسويق، ولا أقول ذلك مراء ولا شوفة للنفس ولكني لأثبت أنني كمتخصص أعلم بأن أقرب العلوم لهذا التخصص هو علم النفس، بل وسنده الأول، وحتى الآن ليس لدي أي مشكلة مع النفس ولا النفسيين لكن مشكلتي تقع من النفسيين الجدد، وهم مَن ظهروا في الفترة الأخيرة ليضعوا (كاتالوج) الحياة بين أيدينا فيعلمومننا متى نفرح ومتى نغضب ومتى نقعد ومتى نقف، هؤلاء الجدد حاولوا اقتحام منصات التقنية ليصلوا إلى الناس ولكنهم في نظري لم يفلحوا، فحاولوا تلميع اطلالتهم بصوت قطرات الماء والشموع الهادئة ليدسوا آراءهم الشاطحة، أتفهم أن علم النفس مهم جدا لحياتنا كخط عريض، ولكن علم النفس لا يأمر أحدا أن يفعل كذا أو يترك كذا إلا إذا عرف تاريخه وحاضره ومختلف جوانب حياته. هنا من الممكن أن يصف لك حلا، أما أن يمطر مسامعنا بالتنظير الدقيق، وكأننا لا نملك عقلا ولا حسا ولا إدراكا لما علينا فعله.

فمثلا، آخر موضات النفسيين الجدد هي موضوع (ماذا لو عاد معتذرا) وكالعادة دائما وتر العاطفة ومن بعده الأبراج هما أكثر وتران جذابان للمتابعين، المهم ما علينا، نعود إلى الأستاذ العائد المعتذر، فيطرح السؤال ماذا لو عاد معتذرا هل تقبلينه أم لا؟ وبعده خذ لك اقتراحات مرة عن تاريخه معك وعدد غلطاته وهل اعتذر مع ندم أو بدون، وهل هو يستاهل أم لا، وكأنهم يشخصون حياة وموقف شخص واحد وردة فعله لينسخوه على كل البشر.

لا يروق لي إطلاقا لا هذا الكلام ولا أصحابه، فقناعتي الشخصية أن البشر كالبصمات مختلفون ولا يشبه أحدهم الآخر، فهم قد يلتقون في بعض التفاصيل ولكنهم يبقون مختلفين، وبالتالي فردة الفعل مختلفة ومتفاوتة لنفس الموقف، هناك أناس لا يقبلون الاعتذار مهما كان، وهناك مَن يقبلون الاعتذار مرة ومرتين وألف مرة، وهناك مَن يضع شروطا، وهناك مَن يقسو، وهناك مَن يلين، ومنهم مَن لا يطلب اعتذارا البتة، كل هؤلاء ليسوا بحاجة لمَن يعلمهم كيف يتصرفون من خلال كم (سنابة)، مَن يريد فعلا أن ينفعك يجلس معك ويعرف كل حكايتك من مختلف جوانبها أما غير ذلك فهو كلام كاسد للبيع.

أنا أرفع راية التحدي لكل النفسيين الجدد، وأقول لن أعود معتذرا وسأعود بمزاجي وبكيفي وسأجد مَن يسامحني، وش عندكم بعد؟. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا: (النيات الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi