جيلاني الشمراني

إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - تولي العمل الخيري اهتماما ودعما كبيرين، من خلال الحرص على تمكين وصول الدعم لمستحقيه وبأعلى درجات الكفاءة والموثوقية، عبر منصة إحسان التي أعادت تعريف العمل الخيري باحترافية وتنظيم وموثوقية وتطويع التقنية لتحقيق ذلك، وهذا ما كنا نحتاجه لضمان وصول التبرعات لمستحقيها بشكل صحيح وسريع وموثوق، كما سهلت المنصة على الجهات الخيرية وذللت الصعوبات، فأصبح من السهولة إطلاق المبادرات التطوعية والمجتمعية بشكل دقيق وآمن وسريع بأعلى درجات الحوكمة.

وما كان لهذا العمل الجبار أن ينجح ويكتمل لولا توفيق الله، ثم إيمان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهو الرائد في الأعمال الخيرية منذ عقود، وكلنا يعلم علاقته بالجمعيات الخيرية في المملكة ودعمه للعمل الخيري لا يخفى على أحد، وقد شهدنا خلال الأيام الماضية إطلاق الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي للحملة الوطنية الثانية للعمل الخيري بموافقة كريمة من لدنه - أيده الله - بعد النجاح الكبير الذي حققته الحملة الأولى في رمضان الماضي وإقبال أهل العطاء والخير للتبرع عبر منصة «إحسان» لهو أكبر دليل على ريادة المملكة العربية السعودية في العمل الخيري، وهذه الحملة تفك الكربات عن المعسرين، فكم من أب اجتمع شمله مع أبنائه على سفرة الإفطار في هذا الشهر الكريم، بعد سداد دينه من خلال هذه الحملة المباركة، وقد أعلنت «إحسان» أن التبرعات من إطلاق الحملة الثانية تجاوزت ٤٠٠ مليون ريال، إنها تحقق أسمى معاني التكافل الاجتماعي وتترجم عمليا معنى الحديث الشريف الذي رواه النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

فهذه الحملة المباركة التي أتت بموافقة مولاي خادم الحرمين الشريفين تعزز التكاتف والتعاضد بين أبناء هذا الوطن العظيم الذي تأسس على التوحيد والقيم والمبادئ الإسلامية الراسخة والمتجذرة في نفوس أبنائه من أربعة قرون لا تتغير ولا تتبدل لهي أعظم دليل على التلاحم بين أبناء هذا المجتمع الكريم المحب للخير والسخي بطبعه بقيادة آل سعود - أيدهم الله -.

@jailanishaiq