د. شلاش الضبعان

ما زال مقاطعا قريبه أو جاره أو زميله، بل ويتفنن في الغيبة ويسعى في النميمة، ومع ذلك يردد بين لحظة وأخرى: اللهم إني صائم!

يأكل مال يتيم أو يتيمة، ومع ذلك مشغول في رمضان بالسؤال عن قطرة العين هل تفطر، ويردد بين كل مراجعة للرصيد وأخرى: اللهم إني صائم!

حول معرفه في مواقع التواصل الاجتماعي إلى إيذاء الآخرين، ومع ذلك يكتب: اللهم إني صائم، واللهم إني أسألك الإخلاص في القول والعمل!

يعقد معاملات المراجعين فيرهقهم بطلباته التي تتوالد، ومواعيده التي لا تنتهي وكأنه لا يعرف إلا: «راجعنا بكرة»، ومع ذلك إذا ناقشه المراجع تمعر وجهه ورد: «خلنا نشوف شغلنا، اللهم إني صائم».

تمر عليه أيام رمضان بدون أن يستفيد ومع ذلك يردد بين كل حين وآخر: اللهم إني صائم!

يسير بسيارته في الشوارع - خصوصا قبل الفطور- فيؤذي هذا، ويشتم هذا، ومع ذلك يردد بين حين وآخر: اللهم إني صائم!

هؤلاء يجب أن يعيدوا تعريفهم للصيام، فقد يكونوا أخذوه تقليدا أو خوفا أو لأي سبب غير البحث عن فضائل رمضان، فرمضان سعي لرضا الكريم الجواد، والعتق من النيران، ومغفرة ما سبق من الذنوب، فمن صام رمضان، ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولذلك يجب أن يكون كل ما في رمضان دليلا على هذه النية العظيمة، وسعيا لتحقيق الأهداف الكبرى.

أما «اللهم إني صائم» وهو مقيم على الخطأ بدون أي تفكير بالتخلص منه، فهذه إشكالية تحتاج إلى علاج عاجل.

في الحديث الشريف يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه».

وسأل رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه «أتدرون ما المفلس؟»، قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار».

@shlash2020