لمي الغلاييني

لا وجود لخلطة سحرية تمنحك ما تريده في الحياة، بل كل ما ترغب فيه يكمن في داخلك، بأن تتعلم كيفية إعادة صياغة تفكيرك، فمهما كانت ظروفك الحالية، فأنت تملك القدرة على التغلب عليها، فالسعادة ليست محطة في الحياة، أو مكانا تصل إليه، لكنها أسلوب السفر الذي تجتاز من خلاله الطريق، الذي تسلكه بحب وامتنان مع كل خطوة، وإن تغيير طريقة نظرك إلى الأشياء سوف يساعدك ويقودك في النهاية لمرحلة الاستنارة، فالسعادة مفهوم داخلي، أي أنك قادر على الحصول عليها في حال قررت ذلك، لكن الأمر يختلط قليلا على الكثير من الناس، فهم يميلون إلى وضع مسؤولية الطريقة، التي يشعرون بها على شيء خارج أنفسهم، فتجدهم يقولون «لقد أفسدت يومي»، أو «فلان جرح مشاعري»، «متابعة سوق الأسهم تقلقني»، والواقع أنه لا يمكن لأي شخص أو شيء أن يجعلني مستاء إلا بموافقتي، وإن أردت أن تكون كائنا سعيدا بحق فأول ما يتوجب عليك فعله هو استيعاب فكرة المسؤولية، وأن كل شيء تختبره في حياتك يعتمد على طبيعة إدراكك وتفسيرك له، ويمكنك استيعاب الأمر أوضح حين تفكر لدقيقة في برتقالة، فعندما تعصرها بأقصى ما يمكنك ما الذي سيخرج منها؟، إنه عصير البرتقال بالطبع، لأن هذا هو ما في داخلها، فهل تهم طريقة قيامك بذلك، أو الشخص الذي يقوم بالعصر؟، أو الأداة التي استخدمت؟، أو الوقت الذي تمت فيه العملية؟، فعندما تعصر برتقالة فإن ما يخرج منها دوما هو ما في داخلها، وعلى نحو مشابه فعندما تعصر شخصا بأن تمارس عليه أي نوع من الغضب والكراهية والتوتر والاكتئاب فالسبب لا يمكن فيمن يقوم بالعصر، أو متى يقوم بذلك، أو الطريقة التي يختارها لفعل هذا، لأن هذا ما يوجد داخل ذلك الشخص، وإن لم يكن موجودا بداخلك فلن يكون في وسعه الخروج على الإطلاق، مهما كانت الظروف، فعندما يقطع أحدهم طريقك وتغضب بشدة، فإن ما يزعجك ليس قطع الطريق، بل لأن هذا هو ما تحمله بداخلك، وعندما تتوقف عن حمله، فلا يمكن لأي شخص أن يزعجك، ولا يستطيع أحد إحباطك، أو جرح مشاعرك، أو أن يجعلك تشعر بأي شيء سوى ما تسمح بوجوده في داخلك، وكائنا مَن كنت، فإن لك دورا في كل ما يحدث لك وأنت مَن تصنعه، فإن كنت لا تنسجم مع شخص ما، أو تواجه صعوبة في علاقاتك، أو كان البعض يقلل من احترامك، فانظر إلى نفسك وأسألها، «ما الذي يمكنني تغييره لأساعد نفسي حتى لا تشعر بأنها ضحية؟»، ولا تقل «كيف أجعلهم يتغيرون؟»، فأي شيء تكرهه أو يزعجك أو يغضبك هو في الحقيقة انزعاجك الخاص، أو غضبك الخاص، فالأمر يقع على عاتقك فقط.

@LamaAlghalayini