علاقات المملكة العربية السعودية الخارجية علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والاتزان وتغليب المصلحة الشاملة في مشهد يلتقي مع مكانة المملكة وتأثيرها إقليميا ودوليا.. مشهد معهود ونهج راسخ منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله».

ترتبط المملكة العربية السعودية مع جمهورية السنغال بعلاقات وطيدة وعريقة يعود تاريخها إلى استقلال السنغال في العام 1960، وتوقيع البلدين اتفاقية إنشاء العلاقات الدبلوماسية في ستينيات القرن الماضي، وقد تطورت تلك العلاقات بشكل متصاعد في جميع المجالات.. وقد وضعت الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه - للسنغال في العام 1972، في عهد الرئيس السنغالي الراحل ليبول سيدار سنغور، الأسس الرئيسة للتعاون المثمر بين البلدين.

منذ تولي الرئيس السنغالي الحالي ماكي سال رئاسة الجمهورية في العام 2012، شهدت العلاقات بين البلدين تطورا في مجال التعاون الثنائي، مع تبادل الزيارات بين مسؤولي البلدين، وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة في العديد من المجالات.. وتعد المملكة من أكبر وأهم الدول الداعمة لجمهورية السنغال، وتسهم بشكل مستمر في تمويل المشروعات التنموية في المجالات والقطاعات كافة، بجميع المناطق الإدارية السنغالية، حيث قدمت عبر الصندوق السعودي للتنمية 27 قرضا و4 منح لمشروعات تنموية بقيمة إجمالية 1748.4 مليون ريال.

المملكة داعم رئيسي لخطط التنمية في السنغال، وتحرص على تعزيز التعاون بما يحقق الاستقرار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي في السنغال، كما تدعم المملكة الإصلاحات الجارية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي السنغالي وبناء المقومات التنموية في البلاد، من خلال البرامج القائمة على التعاون مع صندوق النقد والبنك الدوليين..

حرص المملكة العربية السعودية والسنغال على تعزيز علاقات التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، لا سيما وأن البلدين شريكان في عضوية التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب.. أمر يعكس عمق العلاقة بين البلدين ويرسم ملامح المشهد المتكامل للعلاقات الخارجية للمملكة العربية السعودية التي تلتقي مع دورها القيادي الرائد إقليميا ودوليا.