خالد العبيد

يموج العالم بصراعات شتى تجلى أبرزها في الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت تأثيرا واضحا في السياسة والاقتصاد والفكر العالمي، وقسمت العالم إلى معسكرين كبيرين، الغرب وأمريكا وأوكرانيا من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى إلى جانب العديد من الدول، التي اتخذت موقف الحياد أو تجنب الدخول في صراعات لا يعرف أحد حتى الآن إلى أين تتجه ومتى تنتهي.

في ظل تلك الظروف، التي يعرف الجميع مداها وأبعادها استخدم أطراف الصراع كل الوسائل المؤثرة اقتصاديا وسياسيا لتحقيق أهدافهم، ومنها استقطاب الدول المحايدة والمقاطعة الاقتصادية وسلاح البترول، الذي تعد المملكة العربية السعودية أبرز وأهم منتجيه والعنصر الفاعل في أوبك، التي يعرف الجميع دورها وإمكاناتها، ولذا عندما قامت أمريكا والغرب بوقف استيراد الغاز والنفط الروسي لمحاربة روسيا وإضعافها اقتصاديا، اتجهوا إلى أوبك وإلى المملكة لتعويض النقص ومحاولة حصار روسيا اقتصاديا، وهنا برز دور رجل سياسي حكيم وزعيم يعرف ويدرك ما يدور في العالم ومدى تأثيره في اقتصاد وسياسة وطنه. هذا الرجل هو ولي العهد، القائد الاستثنائي، الذي تبدت قدراته السياسية والدبلوماسية بوضوح خلال تلك الأزمة، التي يشهدها العالم، والتي كما قلنا قسمت العالم إلى معسكرين.

ولي العهد -حفظه الله- الذي أذهل العالم لم يخضع لأحد ولم يرد على رئيس أكبر دولة مؤثرة عندما اتصل به من أجل رفع إنتاج المملكة وتعويض ما فقدته أوروبا وأمريكا من نقص في الغاز والوقود، ولم يعلن العداء لأحد ولكنه اتبع سياسة حكيمة ونأى بالوطن عن مخاطر ما يدور من صراعات بحكمة، مؤكدا للجميع أن ثمة سياسة حكيمة تنتهج رؤى مستقبلية تعرف وتدرك أبعاد ما يدور في العالم وما يجب أن يكون.

ووقفة قصيرة نعيد بها أنفسنا إلى الوراء قليلا ندرك مدى ما وصلت إليه تلك الحنكة والرؤية الناضجة ولنجد أننا أمام دوائر عديدة داخليا وخارجيا تذكرنا بدور الأجداد في بناء هذا الوطن العظيم منذ توحيد المملكة على يد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- مرورا بفترات صعبة من التطرف الديني ومحاولات البعض إثارة القلائل وتخريب الإنجازات العظيمة، التي أبهرت العالم.

إن التقدم والنهضة والسياسة الحكيمة والعلاقات الدولية وحتى الصراعات في اليمن، التي ناصرت فيها المملكة الحق والعدل تؤكد حنكة ولي العهد، الذي وثق فيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ولنا أن نعود إلى الماضي القريب منذ تولي ولي العهد لمهامه ونقارن بين ما كانت عليه المملكة ومدى ما وصلت إليه الآن بشهادة العالم إذ تحولت المملكة العربية السعودية إلى دولة عصرية تساير الركب العالمي دون أن تحيد عن عقيدتها وعن كونها بلد الحرمين الشريفين، فثمة بناء ونهضة فكرية وعلمية وتطور لافت وكشف عن جوانب عديدة لم يدركها العالم، ولم يلتفت إليها أحد في المملكة من قبل تمثلت في رؤية وأهداف المملكة 2030 وأمور عديدة منها ما تملكه من ثروات غير النفط والغاز تمثلت في القوى البشرية، وفي السياحة، وفي الرياضة، وفي العلوم وغيرها، ولمَن يتابع هذه النهضة ستوقفه جوانب عديدة ليس أولها الانفتاح على العالم بحكمة، والمشاركة في فعالياته المتنوعة بعناصر موهوبة وناضجة فكريا وفنيا، ولكن أيضا بتطور مذهل وسياسة حكيمة تجلت في مواقف كثيرة، منها الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وحرب اليمن والعلاقات العربية مع دول الجوار والمساعدات المتنوعة لبعض الدول، التي اجتاحتها الظواهر الطبيعية أو المصاعب الاقتصادية، ولن أقف هنا عند دول بعينها ولكن أشير إليى دول عربية وأفريقية وآسيوية يعرفها الجميع.

ونحن كمواطنين وأبناء لهذا الوطن الطموح ندرك ونرى ونلمس أبعاد ما وصلت إليه بلادنا المملكة العربية السعودية ولله الحمد من تطور، ومن نهضة، ومن رقي، ومن انفتاح حكيم، وندعو الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، الذي نأى بالوطن عن أي صراعات خارجية ما جعل جميع شعوب العالم تحرص وتتطلع إلى زيارة المملكة ليس فقط من اأجل الحج أو العمرة، وإنما ليشهد مدى ما وصلت إليه المملكة من نهضة ورقي.

كم نحن فخورون بك سمو سيدي محمد بن سلمان -حفظك الله- وحفظ بلادنا وقيادتنا الرشيدة من كل مكروه.

@khalid_ahmed_o