وليد الأحمد

في رمضان حيث لا يزال التليفزيون يسجل أعلى مشاهداته في المنطقة العربية، ما زالت مؤسسات إعلامية محلية وإقليمية تعيد تكرار برامجها دون أي ابتكار حتى على مستوى الفكرة.

فنجد الحوار مع المشاهير من ممثلين ولاعبين ومشايخ وشعراء ومثقفين إضافة إلى الإعلاميين في منصات السوشيال ميديا، هو أكثر البرامج التي حرصت القنوات على أن يكون ضمن باقتها في رمضان، في تقليد وتكرار لبرامج حوارية سبق أن سجلت نجاحات في سنوات سابقة، بل إن إحدى القنوات حين حاولت أن تبتكر اختارت أن تعمل أن تستبدل المذيع بلاعب كرة مشهور ليكون هو المحاور للضيوف.

في المقابل جسد برنامج «أنت كفو» على تليفزيون البحرين قيمة الفكرة المبتكرة في نجاح البرامج التليفزيونية.

إذ سجل نجاحاً لافتاً بسب إبداعه في ملامسة الناس وتسليط الضوء على نماذج بسيطة ومغمورة من المجتمع ولكنها عظيمة في أثرها والخدمات التي قدمتها.

وفي حين يحمل البرنامج طابع المفاجأة كتلك في برامج المقالب، إلا أنه يحمل فكرة مطورة وإيجابية لا تبتذل ولا تسيء للضيوف، بل إنها تهدف لتكريمهم. فمثلا دعا البرنامج في إحدى الحلقات رجلا يدعى خليل أبو الأيتام لتجربة سيارة جديدة، وبينما هو متوقف عند الإشارة المرورية، يمر من أمامه شباب يحملون لافتات كتب عليها شكرا لك على ما قدمت في حياتك من أجل خدمة الأيتام، وكذلك تفعل السيارة المجاورة له، والشاشات الكبيرة في زاوية التقاط المروري، وفي ذات الوقت ترصد الكاميرا المركبة داخل السيارة تعابيره وردة الفعل لمبادرات الامتنان.

نجح البرنامج في تقديم أناس بسطاء لكنهم أبطال حقيقيون لمجتمعاتهم، ويستحقون لمَن يقول لهم شكراً على الملأ.

تقليد برنامج ناجح لا يصنع نجاحاً بالضرورة في معايير الإعلام، بل يصنعه الفكرة الخلاقة، التي تقترب من وجدان الجمهور.

@woahmed1