اليوم - الوكالات

«كييف» تحت القصف.. وزيلينسكي يشكر دعم بايدن وسط تحذير روسي

كثفت الصين دعمها الخطابي لروسيا، متحدية الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تريد من بكين إدانة موسكو لحربها في أوكرانيا، وهو دعم يأتي في وقت دمرت فيه روسيا منشأة لإنتاج صواريخ الفضاء في العاصمة كييف، بينما أقرت الأخيرة بأنها تتكبد خسائر فادحة في الهجوم على شرقه.

في غضون هذا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان: «إحدى النتائج المهمة لنجاح العلاقات الصينية الروسية هي أن الجانبين يرتقيان فوق نموذج التحالف العسكري والسياسي في الحرب العالمية الباردة»، مضيفا إنهما «يلزمان أنفسهما بتطوير نموذج جديد للعلاقات الدولية».

وقال تشاو في موجز دوري الجمعة، في بكين: إن النموذج المشار إليه لا يتسبب في مواجهات أو يستهدف دولا أخرى، وتابع إن هذا نهج مختلف عن «عقلية الحرب الباردة» التي جسدتها دول معينة؛ في إشارة إلى النقد المعياري الذي تستخدمه بكين للتعاون الأمريكي مع تكتلات مثل حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تقول بكين إن توسعه هو ما أدى إلى هجوم روسيا.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر نظيره الصيني تشي جين بينغ الشهر الماضي من «الآثار والتداعيات» إذا ما دعمت بكين موسكو بشأن الغزو، وقال الرئيس الصيني إن بلاده لا تريد الحرب.

وإضافة إلى عدم إدانة روسيا لغزوها أوكرانيا، لم تفرض الصين أي عقوبات على موسكو على غرار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى.

وفيما قالت روسيا «إن قواتها دمرت منشأة لإنتاج صواريخ الفضاء في العاصمة كييف بصواريخ طويلة المدى عالية الدقة»، أدانت الحكومة الألمانية بشدة ذلك في يوم زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، في برلين: «تصرف الجانب الروسي يعبر عن ازدراء للإنسانية، إنه يكشف مجددا أمام أعين المجتمع الدولي أن بوتين ونظامه لا يحترمان على الإطلاق القانون الدولي».

وبحسب مصادر أوكرانية، فإن الهجمات الروسية، التي أسفرت عن مقتل شخص واحد على الأقل، وقعت مساء الخميس بينما كان غوتيريش لا يزال في كييف.

وقال غوتيريش في تصريحات لشبكة «بي بي سي» البريطانية: «لقد صدمت عندما علمت أن صاروخين انفجرا في المدينة التي أتواجد بها».

الروس استهدفوا العاصمة كييف أثناء تواجد غوتيريش ولقائه بزيلينسكي (د ب أ)


خطة «ماريوبول»

إلى ذلك، أفادت صحيفة أوكرانية، نقلا عن مصدر في ديوان الرئاسة، أنه يجري إعداد خطة لإجلاء المدنيين من مصنع آزوفتسال للصلب في مدينة ماريوبول الساحلية الجمعة.

وذكرت صحيفة «أوكراينسكا برافدا» أن المحاولة الأولية التي جرت الخميس لإجلاء المدنيين من مصنع آزوفستال قد باءت بالفشل بسبب تعمد استهداف القوات الروسية مستشفى عسكريا هناك.

ولم يصدر أي تأكيد رسمي بشأن خطة الإجلاء.

وتشير تقارير إلى أن هناك عدة مئات من المقاتلين الأوكرانيين، إلى جانب مدنيين، يتحصنون داخل مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول الإستراتيجية، والتي تعرضت للتدمير بشكل كبير نتيجة الهجمات الروسية الشرسة.

ورفضت روسيا إنشاء ممر إنساني لإجلاء جميع المحاصرين في المصنع، مدعية أنه يمكن للمدنيين المغادرة، لكن القوات الأوكرانية لن تُمنح حرية الخروج.

من جهتها، أقرت أوكرانيا أمس بأنها تتكبد خسائر كبيرة في الهجوم الروسي على شرقها، لكنها قالت: إن الخسائر الروسية أفدح بينما دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونغرس لإرسال مساعدات قيمها 33 مليار دولار لإعانة كييف على التصدي للهجوم.

وأشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بعرض بايدن للمساعدة، والذي يصل إلى ما يقرب من عشرة أمثال المساعدات التي أرسلتها واشنطن حتى الآن منذ بدء الحرب في 24 فبراير.

واعترفت أوكرانيا بخسارتها السيطرة على بلدات وقرى هناك منذ بدأ هجوم الشرق الأسبوع الماضي، لكنها قالت: إن المكاسب التي حققتها موسكو جاءت بثمن باهظ للقوات الروسية المنهكة بالفعل من هزيمتها السابقة قرب العاصمة.

ومن خلال تعهده بتقديم عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات لأوكرانيا، زاد بايدن من مشاركة الولايات المتحدة في الصراع بشكل كبير، وترسل الولايات المتحدة وحلفاؤها حاليا أسلحة ثقيلة بما يشمل المدفعية، وتقول واشنطن: إن الهدف ليس فقط صد الهجوم الروسي بل أيضا إضعاف القوات المسلحة الروسية حتى لا يتسنى لها تهديد جيرانها مرة أخرى.

طفلة أوكرانية أمام منزلها الذي تقابله مبان مدمرة في ماريوبول الساحلية (رويترز)


شكرا أمريكا

من جهته، كتب زيلينسكي في تغريدة يقول: «شكرا لرئيس الولايات المتحدة والشعب الأمريكي لقيادتهم المساعدات لأوكرانيا في قتالنا ضد العدوان الروسي، ندافع عن قيم مشتركة وهي الديمقراطية والحرية، نقدر المساعدة، اليوم هي مطلوبة أكثر من أي وقت مضى!».

وقالت روسيا: إن وصول أسلحة غربية لأوكرانيا يعني أنها الآن تحارب حلف شمال الأطلسي في معركة بالوكالة.

وهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد هذا الأسبوع دون أن يحدد طبيعته، بينما حذر وزير الخارجية الروسي من خطر اندلاع حرب نووية.

وفي تحرك من المؤكد أن يثير غضب الروس، تشارك قوات بريطانية قوامها نحو 8000 جندي في تدريبات عبر مناطق شرقي أوروبا في واحدة من أكبر عمليات إرسال الجنود منذ الحرب الباردة.

وسيتم إرسال عشرات الدبابات إلى دول، من فنلندا إلى مقدونيا الشمالية هذا الصيف بموجب خطط تم تعزيزها منذ غزو روسيا أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».

وقال وزير الدفاع بين والاس: «إن إظهار التضامن والقوة» سيشهد انضمام قوات بريطانية إلى الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتحالف قوة المشاة المشتركة التي تضم فنلندا والسويد، للمشاركة في التدريبات.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية: إن هذه الخطوة تم التخطيط لها قبل أمد بعيد، لكن جرى تعزيزها منذ بدأت روسيا حربها على أوكرانيا في 24 فبراير.

وتدور أكثر المعارك دموية وأسوأ كارثة إنسانية للحرب في ماريوبول، وهي مدينة ساحلية في شرق البلاد تحولت إلى منطقة يعمها الدمار والخراب بعد شهرين من القصف والحصار الروسيين.

وتقول أوكرانيا: إن 100 ألف مدني ما زالوا في المدينة التي تحتل روسيا معظمها، ويتحصن المئات من المدنيين مع آخر المدافعين المتبقين في مخابئ تحت الأرض أسفل مصنع كبير للصلب.

لاجئة أوكرانية في بروكسل تحمل لافتة تطالب بالحرية لبلادها (رويترز)


العاصمة كييف

وفي العاصمة، عادت مظاهر الحياة الطبيعية إلى حد كبير بعد أسابيع أجبر فيها السكان على الاحتماء من القصف داخل محطات المترو.

لكن لا يزال بإمكان روسيا قصف المدينة بصواريخ بعيدة المدى، كما فعلت الخميس، خلال زيارة غوتيريش، فيما وصفه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رزنيكوف بأنه «هجوم على أمن الأمين العام والأمن العالمي».

ولم يقتل أحد لكن أربعة أشخاص على الأقل أصيبوا في الضربة الصاروخية في العاصمة التي هشمت النوافذ وأدت لتناثر الحطام في الشوارع.

وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف الذي يشرف على عملية التنظيف «كييف لا تزال مكانا خطيرا وبالطبع لا تزال هدفا للروس، عاصمة أوكرانيا هي الهدف وهم يريدون احتلالها».

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني: إن القوات الروسية أوقفت ليلا، وبشكل مؤقت، هجومها البري في شرق أوكرانيا.

وذكرت هيئة الأركان في أحدث تقاريرها بشأن الوضع الميداني: «لم ينفذ (العدو) أي عمليات هجومية في اتجاه إيزيوم»، مشيرة إلى أن أنشطة القوات الروسية تقتصر على الاستطلاع ونيران المدفعية.

أوكراني يجمع حاجياته بعد تدمير قصف روسي لمبنى يسكن فيه (رويترز)


وركزت القوات الروسية هجماتها خلال الأيام الأخيرة على المنطقة المحيطة ببلدة إيزيوم في خاركيف.

وفي جنوب أوكرانيا، يبدو أن الهدف الرئيسي للقوات الروسية هو محاصرة القوات الأوكرانية في إقليم دونباس.

وأوضحت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني أن الوضع في مناطق أخرى على طول خط المواجهة لا يزال هادئا نسبيا، ولكنها أفادت بوقوع إطلاق نيران للمدفعية الروسية بالقرب من مدينة دونيتسك مع توقف محاولات اقتحام المدينة.

وفي سياق متصل، غردت وزارة الدفاع البريطانية على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «المكاسب الروسية على الأراضي محدودة وتحققت بتكلفة كبيرة للقوات الروسية».

وأضافت وزارة الدفاع البريطانية إن المناطق حول مدينتي ليسيتشانسك وسيفيرودونتسك بشرق أوكرانيا شهدت قتالا عنيفا، مع محاولة القوات الروسية التقدم جنوبا من بلدة إيزيوم باتجاه بلدة سلافيانسك.