عبدالعزيز الذكير يكتب:

على المستوى الإجرائي يندر استعمال الكنية عندنا وربما عند كل العرب، وتؤكد الأعراف على كتابة الاسم الثلاثي للشخص.

أبو وأم وربما أخ وولد نسمعها في نواحٍ من بلادنا، وتأتي من حرص المتكلم على ألا يفوته إضفاء التكريم على السامع.

الممارسة لا توجد في الغرب باللغة الإنجليزية

إذا سمعت عراقيا ينطق بهذه العبارة فاعلم أنه يقصد نشرة أخبار البي بي سي، أي راديو لندن، أو الإذاعة البريطانية العربية. وتسمعهم يقولون «أبو الشربت» أي: بائع العصير، وأبو الصمون أي بائع الخبز. وأظن أننا أخذنا منهم مفردة صامولي.

والموسوعات تحوي الكثير من الأسماء التي تأخذ الكنية وتُعرف بها لا بغيرها.

يقول ابن مالك: واسما أتى وكنية ولقبا === وأخر ذا إن سواه صحبا (الألفية) يقول النحاة: فالكنية ما كان في أوله أب أو أم كأبي عبدالله وأم الخير.... ونحن في لهجتنا وأيضًا ما نشاهده في المنتوجات والمصنوعات الكثير والكثير مثل: أبو بنت للأرز، وأبو شجرة للثوب، ومن المسميات والأمكنة مثلا: أبو رأس، وأم الدود، وأم السلم.... وغير ذلك، والذي يلاحظ على تلك الأشياء أنها جمادات، ولا يمكن أن تكون بنتًا أو ابنًا.

ويحب الكثير في هذه البلاد أن ينادى بأبي فلان أو حتى فلانة، والبعض يفخر بالكنية، ولا يريد أن يسمع اسمه «حاف» كما يقول المصريون.

البعض يعلن أنه لا يحب أن ينادى بأبي فلان لأن ذلك يذكره بأسماء كان يعرفها في طفولته مثل: أبو خشم، أبو خيشه، أبو أذان. وفي هذا لديه بعض الصواب.

وغضب هشام بن عبدالملك من رجل نطق اسمه مجردًا من عبارة أمير المؤمنين، ولم يكنه. وسأل الرجل لماذا لم تكنني؟ فأجاب: إن الله -عز وجل- سمَّى أنبياءه فقال: يا داود، يا يحيى، يا عيسى. وكنى أعداءه فقال: تبت يدا «أبي لهب».

والملاحظ في أيامنا هذه أن الشباب الذين لم يبلغوا بعد يفضلون استعمال الكنية.

في أعراف الأسماء في الغرب عامة لا توجد هذه الميل، أقصد زيادة تبجيل الشخص بإلحاق اسم أكبر أبنائه.