د. أحمد الكويتي

العيد مظهر من أهم المظاهر التي تدخل الفرحة والسرور والبهجة على القلوب، وقد شرع الله لنا العيد للتزاور بين الأهل والأحباب والأصحاب، وفي نفس الوقت تكون فرصة عظيمة لصفاء النفوس والتسامح بين الناس. فلا توجد فرصة لإزالة أي شحناء إلا في اغتنام فرصة العيد فنسارع إلى مسامحة الآخرين. فالتسامح هو الذي يجعل للعيد بهجة حقيقية تنير حياتنا بأنوار ومصابيح السعادة، فهو علاج مضمون لبعث رسائل حب إيجابية تنعكس على صحتنا النفسية وعلى سلوكيات المجتمع.

وبنظرة فاحصة ومدققة نجد أن العيد يحمل في طياته العديد من الرسائل والقيم الإيجابية التي يجب أن نلتزم بها ونضبط سلوكيتنا فيها، فليس معنى العيد أن نتجاوز ونترك بعض الأخلاقيات، بل على العكس نرى أن العيد فرصة طيبة لنعرف أن يوم العيد هو من الأيام التي تدعونا لتبني العديد من المواقف الإيجابية، والتي ينبغي أن تتجدد كل عام لتتجدد معها الحياة وما تتضمنه من تعديل لكثير من المواقف، فتجعل الحياة أكثر إيجابية وأروع سحرا وأكثر عطاء.

يجب أن نستشعر جميعا أن العيد كمفهوم عام لا ينحصر فقط في الفرحة والسرور، فهو مفهوم أعم وأوسع وأشمل يتضح في إظهار كل ما يؤدي إلى بسط النفس وترويح البدن وهو مظهر من مظاهر الفرح والتعبد لله -عز وجل- وله مقاصده السامية بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لعدم الإخلال بالواجبات، أو التقصير في الطاعات.

العيد ليس مجرد احتفال فقط، فله آثار إيجابية لعل من أهم مظاهرها البحث عن المحتاج وغير القادر والتواصل معه ففي عيد الفطر نجد التكافل الاجتماعي، والإحساس بالفقراء وإعطاءهم من زكاة الفطر، وقد أوجدت الدولة -أيدها الله- منصة إحسان لدفع زكاة الفطر، وهي تسهل عملية التبرع بسهولة وأمان للفئات الأشد احتياجا ولا شك أن ذلك له أثر كبير على المحتاجين فيدخل عليهم الفرحة والسرور.

وبهذا نرى أن العيد من أوثق عرى الترابط بين كافة طبقات المجتمع، وأنهم كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وخلاصة القول نستطيع أن نقول وبكلمات موجزة أن الأعياد، إذا لم يوجد إلا قيمة التسامح والتكافل الاجتماعي لكفت فخرا واعتزازا حتى يرى العالم أن المسلمين حتى في أعيادهم لديهم قيم إيجابية ومبادئ ورسائل يلتزمون بضوابطها، ويعملون بهديها.

@Ahmedkuwaiti