الأسبوع الأخير من شهر أبريل 2022م شهد حادثة بسيطة وعادية وتتكرر في أفق المشهد الحدودي البحري الكويتي العراقي، ويخطئ مَن يعتقد أن التوتر غاب عن الفضاء العام للعلاقات بين الكويت والعراق منذ حادثة الغزو المشؤومة في العام 1991م إلا أن آخر الحوادث المتعلقة باحتجاز القوات الكويتية المسؤولة عن آمن وسلامة الحدود البحرية لبعض متجاوزي الحدود، والتصدي لمهربي السلاح والمخدرات إلى الكويت ودول الخليج، أشعل موجة مفتعلة من ردود الأفعال في العراق، هذه الموجة ركبها بعض النواب وشيوخ العشائر والقادة الميليشياويين التابعين للنسق السياسي والفكري الإيراني، الذين يعملون تحت المظلة الثانية لما يسمى بالحرس الثوري الإرهابي، وتحت تشكلات ومسميات أخرى مثل الحشد الشعبي العراقي.
اللهجة التي ردت بها هذه القوى العراقية وجدت انتشارا على وسائل التواصل الاجتماعي وأفرزت ردود فعل كويتية منها رد بعض الشخصيات الوطنية الكويتية على التهديد، والتعالي العراقي غير المبرر، والدعوة للعقل، والإخوة وتغليب مصلحة الجانبين العراقي، والكويتي.
في البصرة وهي المدينة، التي ينتمي إليها نائب أساء للكويت وأهلها خرجت أصوات متناغمة مع النهج الإيراني التقليدي طالبت باعتذار القنصل الكويتي في البصرة للشعب العراقي أو مهاجمة القنصلية ومَن فيها! الجانب الرسمي العراقي مصاب بحالة من الخرس تعكس أمرين اثنين الأول أن غياب الدولة أمر طبيعي في غياب القدرة على تشكيل حكومة لا تجد مظلة ولائية إيرانية داعمة لها، الشيء الثاني بروز نفوذ القوى الميليشياوية الإيرانية على القرار وعلى الشارع، والإعلام. حتى إننا لم نسمع صوتاً رسمياً عراقياً يناقش الأمر من قريب، أو من بعيد. في الكويت تم استدعاء السفير العراقي من قبل السلطات الكويتية وربما سمع كلاماً يعبر عن رفض الكويت للذي يحدث من تهديد وتطاول، وفي مسار آخر عبر وزير الخارجية الكويتي أن ما يحدث يعد غريبا على العلاقات التقليدية ويتنافى مع مصلحة الطرفين. من موقعي كمراقب يمكنني القول، إن الأصوات العراقية، التي تتطاول اليوم على دول ذات سيادة تعيد نغمة كان البعض يعتقد أنها توارت في العلاقات الكويتية العراقية، وهي نغمة أن الكويت أرضاً عراقية، ويجب استعادتها! الأمر الآخر الجدير بالملاحظة استمرار التهديد للكويت وشعبها، وربما لدول الخليج الأخرى كون هناك اعتقاد عراقي أن هذه الدول ستقف في جانب الكويت من مختلف التيارات العراقية، أو من أغلبها، من رجال الدين، ومن القيادات العشائرية، ومن الميليشيات وقادة الفصائل الحركية، وقد يستغرب البعض أن هناك مقاطع فيديو منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة تظهر فيها نساء كبيرات في السن يقلن كلاماً يسيء للكويت ولمستقبل العلاقات، في حال كانت هذه هي الصور النمطية المستقرة في عقول الناس. الشارع العراقي اليوم محتقن والجانب الإيراني ببعده الصفوي يغذي هذه الحالة من منطلق تاريخي ومعروف في الفكر التوسعي الإيراني وهو أن الحشد الشعبي، الذي هو من فراخ الحرس الثوري الجيش السادس العربي، الذي يؤمل منه تحقيق الأطماع الإيرانية الانتقامية في المنطقة العربية، وفي دول الخليج بشكل مباشر. الكويت تعرف ما هو المطلوب منها كدولة ومجتمع، وتعرف مرارة التجربة السابقة مع الأطماع والجنون العراقي، ودول المنطقة والدول العربية بدرجة أعم عليها دور يجب أن يستخدم ويفعل قبل أن تدفع إيران الأمور في المنطقة إلى مرحلة إطلاق الشرارة.
@salemalyami
اللهجة التي ردت بها هذه القوى العراقية وجدت انتشارا على وسائل التواصل الاجتماعي وأفرزت ردود فعل كويتية منها رد بعض الشخصيات الوطنية الكويتية على التهديد، والتعالي العراقي غير المبرر، والدعوة للعقل، والإخوة وتغليب مصلحة الجانبين العراقي، والكويتي.
في البصرة وهي المدينة، التي ينتمي إليها نائب أساء للكويت وأهلها خرجت أصوات متناغمة مع النهج الإيراني التقليدي طالبت باعتذار القنصل الكويتي في البصرة للشعب العراقي أو مهاجمة القنصلية ومَن فيها! الجانب الرسمي العراقي مصاب بحالة من الخرس تعكس أمرين اثنين الأول أن غياب الدولة أمر طبيعي في غياب القدرة على تشكيل حكومة لا تجد مظلة ولائية إيرانية داعمة لها، الشيء الثاني بروز نفوذ القوى الميليشياوية الإيرانية على القرار وعلى الشارع، والإعلام. حتى إننا لم نسمع صوتاً رسمياً عراقياً يناقش الأمر من قريب، أو من بعيد. في الكويت تم استدعاء السفير العراقي من قبل السلطات الكويتية وربما سمع كلاماً يعبر عن رفض الكويت للذي يحدث من تهديد وتطاول، وفي مسار آخر عبر وزير الخارجية الكويتي أن ما يحدث يعد غريبا على العلاقات التقليدية ويتنافى مع مصلحة الطرفين. من موقعي كمراقب يمكنني القول، إن الأصوات العراقية، التي تتطاول اليوم على دول ذات سيادة تعيد نغمة كان البعض يعتقد أنها توارت في العلاقات الكويتية العراقية، وهي نغمة أن الكويت أرضاً عراقية، ويجب استعادتها! الأمر الآخر الجدير بالملاحظة استمرار التهديد للكويت وشعبها، وربما لدول الخليج الأخرى كون هناك اعتقاد عراقي أن هذه الدول ستقف في جانب الكويت من مختلف التيارات العراقية، أو من أغلبها، من رجال الدين، ومن القيادات العشائرية، ومن الميليشيات وقادة الفصائل الحركية، وقد يستغرب البعض أن هناك مقاطع فيديو منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة تظهر فيها نساء كبيرات في السن يقلن كلاماً يسيء للكويت ولمستقبل العلاقات، في حال كانت هذه هي الصور النمطية المستقرة في عقول الناس. الشارع العراقي اليوم محتقن والجانب الإيراني ببعده الصفوي يغذي هذه الحالة من منطلق تاريخي ومعروف في الفكر التوسعي الإيراني وهو أن الحشد الشعبي، الذي هو من فراخ الحرس الثوري الجيش السادس العربي، الذي يؤمل منه تحقيق الأطماع الإيرانية الانتقامية في المنطقة العربية، وفي دول الخليج بشكل مباشر. الكويت تعرف ما هو المطلوب منها كدولة ومجتمع، وتعرف مرارة التجربة السابقة مع الأطماع والجنون العراقي، ودول المنطقة والدول العربية بدرجة أعم عليها دور يجب أن يستخدم ويفعل قبل أن تدفع إيران الأمور في المنطقة إلى مرحلة إطلاق الشرارة.
@salemalyami