موسى يحيى

وأنا أشاهد ردة فعل العالم الغربي على صفعة الممثل ويل سميث لمقدم إحدى فقرات حفل الأوسكار كريس روك بعد سخرية الأخير من زوجة ويل سميث، التي تعاني من داء الثعلبة، الذي يؤدي إلى الصلع، تخيلت لو أن ويل سميث مسلم، وماذا حينها سيحدث، وكيف أن قاعة الحفل ستتحول خلال دقائق إلى أسطول من الشرطة الأمريكية، واحتمال فرقة المتفجرات تكون حاضرة وكيف سيسحب ويل سميث المسلم من القاعة وسيغطى رأسه بالكيس الأسود وسينطلق موكب مهيب للشرطة تحرسه طائرة عسكرية، تخيلت ماذا ستكتب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في صفحتها الأولى، وكيف ستعنون صحيفة «الديلي ميل» البريطانية أولى صفحاتها عن هذا الحدث الإرهابي الجلل، وكيف ستخصص «سي إن إن» الساعات الطويلة للبث المباشر وبكل اللغات، واستضافة أكبر الكتّاب والمحللين على كل الأصعدة السياسية والفنية، وكيف ستتحول هذه الصفعة إلى جينات إرهابية ورثها عن أجداده المسلمين ونمت داخله حتى انفجرت في هذه اللحظة؟.

تخيلت حجم البرامج، التي ستدعم الاحتجاجات الواسعة، التي ستنطلق في شوارع أمريكا وأوروبا تنديداً بهذا العمل الإرهابي وهذه الصفعة، التي تخبرنا بأن هذا هو دين التطرف والرأي الواحد.

تخيلت صور ويل سميث وهي تُحرق في هذه الشوارع وحجم الدموع، التي ستذرف على كريس روك، وكمية التعاطف البالغ حد النفاق مع خده.

تخيلت أعلى سلطة للسينما بأمريكا وهي تلغي رخصته المهنية طيلة الحياة، وتطلب من شركات الإنتاج حذف كل أفلامه، بل وتسمي حفل الجائزة للسنة المقبلة على اسم كريس روك.

كل ذلك جال في خاطري وأنا أشاهد انشطار الرأي الغربي في هذه الصفعة بين مؤيد لردة فعل ويل سميث، وبين معارض للعنف، الذي تعرض له كريس روك بشتى أشكاله.

شخصياً لست مع ويل سميث، وكنت أتمنى أن يكتفي بالرد من خلال الكلمات أو تسجيل موقف من خلال الخروج من القاعة كنوع من الاحتجاج.

ولكن يبقى أن أي فعل خارج الإسلام هو حرية الرأي والتعبير عن الذات ولحظة انفعال ومجرد دخول الإسلام فيه، فهو تطرف وإرهاب ووراءه تاريخ كبير من الإجرام.

بينما في الحقيقة هي مجرد صفعة لا دين لها ولا ملة.

@mosa135