شيخة العامودي

تعودت أن تهاتفه صباح كل يوم عندما يصل لمكتبه فهواجس الطريق تتآكلها وإن تقاسمت معه لقيمات الصباح، كالمنبه تحسب الوقت وتضيف له وقتا ثم تحادثه، انشغلت يوما وشغل هاتفه يوما وتأخرت يوما لتنظر هل يتفقدها، مضت الأيام لم يفتقد اتصالها أصبحت تستودع الله هواجس الطريق وبقي هاتفه يفتقد اتصالها.

كانت دائمة السؤال تتفقد أحوال الأخوة والأخوات باستمرار البعض يجيب والبعض يفوته الاتصال فتعاوده الاتصال، تفرح مطمئنة إن كان الحال تماما وتطمئن إن شكا عن الحال وتبادر للإشارة بكل جميل من الأخبار، لا تخفي خبرا فهي لا تخشى من عين تصيبها من الأخوة والأخوات، تمضي الأيام يتعثر حالها لشهر لشهرين لثلاثة، تعاني أمراضا واعتلالا يقعدها بعد حين عن جمعة الأحباب، لم يردها إلى أن استصحت سؤالا ولم يفتقد اتصالها، عادت لجمعة الأحباب وبقت هواتفهم تفتقد من كان يطمئن أو يطمئن.

ظروفه كانت بين فراغ وازدحام، أحيانا يلبي المناسبات وأحيانا يكتفي باتصال، تجده أحيانا أول المعزين وأول من يواسي الفاقدين بالمفقودين فإذا ازدحم غاب عن مناسبات وناب عنه اتصال، وقدر لذلك ظروف الغائبين فقد جعل أحواله سببا لعذر متين وغيب عن أرشيفه حديث عتاب للمعتذرين، بعد حديث عتاب تكرر في مناسبات لماذا تواسي ذاك ولم تواسينا ولم شاركت فلانا فرحه وغبت عن أخينا، وتأزم الوضع بينه وبين المعاتبين وأصبح الكل يعتب فمن زاره اليوم تغيب عنه بالأمس ومن واسه أو جامله بالأمس غاب عنه اليوم، اتخذ قرارا فغاب عن المكان وأبقى هاتفه دون تطبيقات تحمل له الأخبار.

إن طرحت سؤالا من هو الملام في القوالب الثلاثة ستتباين الإجابات حسب الشبه والاختلاف، حسب فهمنا للمشاعر لأحد الأطراف حسب شخصياتنا وكيف تنظر للأمور ولن تتفق الإجابات إلا بشيء واحد ربما، وسائل الاتصال عقدت العلاقات والمشاعر إن بالغت الاهتمام أهدرت والعتاب له بنود فهو أحيانا ملزم مرة وثلاث ثم يسكت عنه وأحيانا تجنبه أولى.

* اتصال

دائما ضع نفسك محل غيرك قبل أن تصدر الأحكام وأعد قراءة المواقف كأنك مشاهد محب للإنصاف ولا تتعذر بالإقامة الجبرية في قالب لا يبادلك الاهتمام أو تفهم زوايا نظرك إن لم يعد لك متسع من الاحتمال.

@ALAmoudiSheika