الوكالات - بروكسل

دعت الجامعة العربية المجتمع الدولي لمواصلة دوره في تقديم كل الدعم لمواجهة أزمة النازحين واللاجئين السوريين، لا سيما في ظل ما يشهده الوضع الدولي من اضطراب غير مسبوق. وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي في كلمته أمام مؤتمر بروكسل السادس لدعم مستقبل سوريا والمنطقة، إن الأزمة السورية تمر بمرحلة شديدة التعقيد من مراحل تطورها، مُحَذّرًا من أن يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم حدة الصراع على الأرض، ويسهم في إطالة أمد تلك الأزمة لسنواتٍ أخرى، بما يبدد الآمال في إمكانية التوصل لتسوية سياسية تنهي هذه المأساة الإنسانية الكبرى.

وأضاف السفير زكي: إن الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ الوضع في سوريا بجميع أبعاده وتدرك انعكاسات الوضع الإنساني على الكثير من الدول المجاورة وغير المجاورة لسوريا، لا سيما الدول العربية المستضيفة للاجئين السوريين، كما تناشد المجتمع الدولي تقديم مزيد من الدعم لهذه الدول للتخفيف من الأعباء الضخمة التي تتحملها جراء هذه الاستضافة.

وأعرب الأمين العام المساعد للجامعة العربية عن تطلع الجامعة إلى تجديد الآلية الأممية لإيصال المساعدات الإنسانية داخل سوريا، مشددًا على التزام الجامعة العربية بالتعاون مع المجتمع الدولي في سبيل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية يُنهي الصراع، ويسهم في توفير ظروف العودة الآمنة والكريمة والطوعية لأبناء الشعب السوري.

تعهدت وزارتا التنمية والخارجية الألمانيتان خلال مؤتمر للمانحين بتقديم 1.05 مليار يورو كمساعدات لسوريا خلال السنوات المقبلة.

وذكرت وزارة التنمية أمس الثلاثاء أن «الأموال تهدف إلى تحسين آفاق الحياة لسكان سوريا والدول المجاورة التي تضررت بشدة من الحرب السورية واستقبلت ملايين اللاجئين»، مضيفة أن الأزمة الشديدة بالفعل تتفاقم حاليا بسبب ارتفاع أسعار القمح نتيجة للحرب في أوكرانيا.

وقالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه في بيان: «حتى لو كانت أوروبا تنظر بالطبع إلى أوكرانيا الآن، فلن ننسى الحرب الأهلية السورية والمعاناة التي تسببها»، مضيفة أنه يجري التخطيط لمزيد من الأموال للتعاون الإنمائي.

وذكرت الوزيرة أنه في سوريا وحدها يعتمد ما يقرب من 15 مليون شخص على المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أن الأمن الغذائي لحوالي 12 مليون شخص معرض للخطر، مضيفة أن الوضع يزداد سوءا أيضا في بلدان مجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن والعراق، حيث يعيش العديد من اللاجئين السوريين.