خالد السبع

لم يكن مساء الإثنين الماضي يومًا عاديًا على ضفاف الساحل الشرقي، وتحديدًا في مدينة سيهات، بعد أن توج الفريق الأول لكرة اليد بنادي الخليج ببطولة كأس اتحاد اليد، التتويج الذي يأتي بعد غياب الكأس عن خزائن الدانة لمدة 18 عامًا، أتى وكأنه العرس الذي أبقى المدينة ساهرة حتى الصباح. احتفلت جماهير الخليج لساعات في صالة الأمير نايف بن عبدالعزيز الرياضية في القطيف، ثم زفت الفريق إلى مقر النادي، حيث توافد أبناء وبنات سيهات بالآلاف يباركون لبعضهم البعض تحقيق الكأس الغالية، وكأن التاريخ يعيد نفسه للحقبة الذهبية ليد الخليج.

لم تكن هذه البطولة لتأتي لولا وجود رئيس ناد قل مثيله، وهو المهندس علاء الهمل، الذي استطاع هو ومجلس إدارته الشاب أن يعيد للخليج مكانته وهيبته المفقودة منذ سنين في فترة وجيزة، ويتميز الهمل بقدرته القيادية العالية، الأمر الذي جعل الخليج، كل الخليج، يعمل كخلية نحل في كل الاتجاهات، ويحق لأبناء سيهات اليوم أن يفرحوا بالهمل ومجلس إدارته، بعد أن عاد وضع الخليج كما كان، (رياضي، ثقافي واجتماعي).

ونجاح مجلس إدارة الهمل في تحقيق هذه البطولة يأتي في وقت حساس جدًا، خصوصا لكسر الحاجز النفسي الملازم للفريق منذ سنوات، لكن البطولة بلا شك لم تأت بمحض الصدفة، حيث العمل المتواصل من إدارة النادي، وإدارة الفريق التي وفق الهمل ومجلس إدارته في استقطابها، فاكتمل المثلث وكان لجماهير الخليج أن تفرح بالكأس وبهوية البطل التي صنعت في الفريق.

هوية بطل، ولاعبون أبطال، نجحوا في تحقيق حلم طال انتظاره، سواعد أبناء الدانة حققت لجماهير الخليج حلما طال انتظاره. سطر لاعبو الخليج ملحمة بطولية في مشوارهم في الكأس، وقاوموا الإرهاق والتعب، ونهضوا بعد خسارتهم بطولة الدوري ليعلنوا الخليج بطلًا بعد غياب طويل. الجميل أن من أركان الفريق عدد لا يستهان به من الوجوه الشابة، التي أثبتت استحقاقها بالدفاع عن ألوان الدانة، وسيشكل هؤلاء اللاعبون نواة فريق المستقبل، أو الأحلام، لنادي الخليج، ولعل هذا الفريق بهؤلاء الشباب سيكون هو من يعيد الدانة لتاريخه المجيد.

في غمرة الأفراح، على الخلجاويين جميعًا أن يقفوا مع الهمل وإدارته في الاستحقاقات المقبلة، حيث يخوض فريق كرة اليد بطولة النخبة، والتي لم يحقق الخليج لقبها في تاريخه أبدًا، كما أن الفريق الأول لكرة القدم ينافس على الصعود لدوري الأضواء، وهذا العمل الذي تبذله إدارة الخليج بحاجة إلى دعم سخي وكبير من جميع رجالات سيهات حتى تتحقق الآمال المنشودة.