راكان العازب

المؤثرات التي تحيط بالإنسان طوال حياته هي في الحقيقة ما يشكل صورته النهائية، مع أننا قد نرحل عن هذه الحياة وما زالت صورنا لم تكتمل إلا أنه لا يمكن أن يكون الإنسان ساكنا مع مرور الزمن، جميع أفكارنا ومشاعرنا تتغير في أجزاء من الثانية وهذا التغير لا يحدث عن طريق المصادفة هناك عنصران أساسيان في إحداث هذا التغير، وكلاهما يحتاجان إلى أن نعرف ذواتنا بشكل عميق، العنصر الأول وهو الذي لا يصبح بين يديك إلا في مرحلة متقدمة من عمرك وهو المحيط الخارجي الذي تعيش فيه، قد لا يكون باستطاعتك أن تضع نفسك في محيطك الخاص عندما تكون في سن صغيرة، ولكن عندما تصبح أكثر استقلالية فإن محيطك الذي تقضي فيه وقتك يكون بين يديك، وهو أحد العناصر التي تساهم في هذه التغيرات التي تمر بك لتكون شخصيتك وصورتك الحقيقة أمام نفسك وأمام من هم حولك، والعنصر الآخر هو أفكارك والذي يجب قبل أن تحاول استخدامه فإنه يجب عليك الإجابة عن سؤال واحد وهو ما يعزز قدرتك في أن تتحكم بالعنصر الأول وهو أين أريد أن أكون وإلى أين سأذهب؟ غالبية الأشخاص يملكون أفكارا جذابة وشغفا للوصول إلى أهداف سامية إلا أن جميع هذه الأفكار الجميلة تحتاج إلى محيط مناسب ليسهل ترجمتها إلى واقع ملموس، وعلى سبيل المثال لا يمكن أن تتكلم عن مشروعك التجاري وأنت في وسط مجموعة من الأشخاص الذين يظنون أن الثراء هو مجرد ضربة حظ مهما كان حافزك وحماسك لمشروعك التجاري ودقة خطتك في تنفيذه إلا أن وجودك في مثل هذا المحيط سوف يتسبب في خسارتك وفي أفضل الحالات لن تحصل على النجاح الذي كنت تتخيله، سألت أحد الأصدقاء ذات يوم عن سبب نجاح أبناء رجال الأعمال فأجاب بأن الأمر يتعلق بوفرة المال وأنه لا يوجد ما يخسره في حال الفشل لكن في الحقيقة أن السبب لا يتعلق بوجود المال فقط بل بالمحيط الذي عاشوا فيه فقد عاشوا في محيط مليء بالتجارب التجارية الناجحة والفاشلة، رأوا كيف يكون العمل الجاد من ذويهم حتى أصبح النجاح بالنسبة لهم أمرا سهلا، قد تكون هناك تحديات أكثر صعوبة لدى بعضنا لكن معادلة النجاح لا تختلف فعندما تمتلك تلك الأفكار الرائعة تأكد أن تكون في المكان الصحيح فإن لم تكن في المحيط الذي يساعدك للوصول لهذا الهدف فالأجدر بك أن ترحل إلى مكان يناسب طموحاتك، لم يعد الأمر صعبا فمتطلبات الحياة قد تكون تحديا آخرا لتستطيع التفكير بشكل طموح، فالمحيط المليء بالطموحات والأحلام كفيل بخلق هذه الأفكار عوضا عن محيط يكتظ بالرسائل السلبية، في نهاية الأمر جميع مراحل حياتنا ومحطاتنا التي نمر بها، الأشخاص والأماكن التي نقضي بها وقتنا هي في الحقيقة جزء من شخصيتنا المستقبلية لذلك من المهم أن نسأل أنفسنا دائما من نحن؟ وإلى أين سنذهب؟ وأخيرا، ماذا سنكون؟

تويتر: @Rakanalazeb