فهد الخالدي

استعرت عنوان هذا المقال من العنوان الذي انعقد تحته مؤتمر ومعرض تطوير التعليم في الرياض الأسبوع الماضي بحضور ممثلي ثلاث وعشرين دولة مثلتها (262) جهة من بينها مائة جامعة من أمريكا وبريطانيا، وعقدت خلاله أكثر من مائة وثلاثين ورشة عمل، وتحدث خلال إحدى عشرة جلسة منها مائة وثمانون متحدثا، هذا الاهتمام العالمي بالمؤتمر يؤكد أهمية الموضوعات التي يتناولها وعلى إصرار الدول والمؤسسات على مواجهة التحديات التي تهدد مسيرة التعليم وعلى التعاون الدولي في تحقيق أفضل المخرجات لصالح الأجيال القادمة من خلال التواصل وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات التربوية وإتاحة الفرصة للدول الأخرى للاستفادة منها باعتبار التراث العلمي والتربوي هو تراث إنساني ينبغي أن يتم تمكين كافة الأمم والشعوب من الاستفادة منه والتعرف على أفضل مخرجاته وتطبيقها وتوظيف الحلول الإبداعية لمواجهة الأزمات والتحديات التي قد يكون بعضها مفاجئا كما حدث من تحدي الاستمرار في ظروف الجائحة وتجنيب الطلبة والمتعلمين مخاطر الانقطاع عن التعليم مما يستدعي الاطلاع على الحلول التي وظفتها الدول لتقليل الآثار السلبية لهذه الظروف. ويجيء إصرار المملكة على تبني مثل هذا المؤتمر والموضوعات التي تناولها ضمن جهود وزارة التعليم لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 مما يستدعي تعزيز الشراكة مع أفراد المجتمع المحلي وبناء الشراكات مع المؤسسات التعليمية حول العالم لحشد الخبرات والمبادرات العالمية التي تدعم الجهود التي تبذلها القيادة الحكيمة لبناء الوطن والإنسان في كافة المجالات وفي مقدمتها التعليم ومؤسساته، ولعل نظرة فاحصة لشعار المؤتمر ومحاوره وأهمها «السياسات التعليمية في ظل التحديات»، بما في ذلك تحديات الأوبئة وضمان استدامة العملية التعليمية عند حدوثها، و«التحول الرقمي والابتكار في التعليم والتعليم الإلكتروني في المملكة» إضافة إلى رؤى وموضوعات حول تطوير المناهج التعليمية وتجارب دولية ناجحة والاتجاهات الحديثة في التعليم والتعلم وأفضل الممارسات في جودة مخرجات التعليم والمواءمة بين أهداف التنمية المستدامة والتمويل والاستثمار في التعليم وكذلك المحاور التي عمل من خلالها المؤتمر على بحث ما يخص كافة مراحل التعليم ومستوياته بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة وصولا إلى التعليم الجامعي بهدف تعزيز جودة المخرجات ورفع مستوى الأداء، والتكيف السريع والذكي في التعليم لمرحلة ما بعد كورونا وفق رؤية واضحة ترسم خطة طريق استعرضها الحضور من خلال الجلسات والورش تؤكد أن التعليم يتحول سريعا إلى تعليم جديد ساهمت الجائحة في صنعه وتحولاته السريعة للاستجابة لظروفها وما يستدعيه ذلك من توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم بمراحله المختلفة.. وإذا كان ذلك كله يدل على الرؤية الثاقبة التي كانت وراء فكرة انعقاد المؤتمر والتخطيط لتنفيذه وحسن اختيار محاوره والموضوعات والأفكار وكذلك حشد هذه النخبة من الحضور فإن ذلك كله يدفع إلى الثقة أن مخرجات المؤتمر ونتائجه ستعزز تطلعات الوطن وقيادته لتعليم متميز توفر له كل أسباب النجاح -بإذن الله-.

@Fahad_otaish