د. شلاش الضبعان

فزنا ونحن أهل الفوز، ومن عرف مجتمعنا عامة وطلابنا خاصة حق المعرفة أدرك أننا مجتمع ريادي يسعى للمكانة التي يستحقها، ولذلك ففوز أبنائنا وبناتنا في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2022» والذي يعتبر أكبر معرض للمنافسة في مجال البحث العلمي والابتكار للمرحلة ما قبل الجامعية، من بين طلاب 85 دولة شاركت بأكثر من 2000 مبدع، بإحدى وعشرين جائزة هو فوز غير مستغرب وهو الأمر الطبيعي والمتناسب مع عقليات أبنائنا وبناتنا وحب مجتمعنا للعلم والصدارة.

ومن تميز هذا الفوز أنه في مجالات هامة وبمشاريع مميزة، كمشروع عبدالله الغامدي «هندسة إطار معدني عضوي ثنائي الوظيفة لإنتاج وتخزين الهيدروجين بكفاءة وفعالية عالية»، ومشروع دانة العيثان «إنتاج الهيدروجين بشكل انتقائي من حمض الفورميك باستخدام محفز خاص فعال لتوليد الطاقة»، ومشاريع أخرى في: الهندسة البيئية، وعلوم النبات والعلوم الاجتماعية والسلوكية وعلم المواد والتقنيات الهندسية وعلوم الأرض والعلوم الطبية الانتقالية.

شكرا قيادتنا الرشيدة، شكرا مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، شكرا وزارة التعليم وإدارات التعليم المشاركة، شكرا سابك، والسعودية للكهرباء، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وأرامكو، وكل شريك في هذا الإنجاز.

شكرا لعائلات هؤلاء الطلبة وكل من دعمهم في كل جانب من جوانب حياتهم، وكل ما أتمناه بعد هذا الفوز والفرحة الوطنية العارمة أربعة أمور:

الاستمرارية والبناء على هذا الإنجاز، وذلك بأن تكون مشاركتنا القادمة أفضل، فالناجحون يتميزون بتحديد الهدف وطول النفس، ويحتاج الفائزون أكثر من غيرهم للقرب منهم وتوجيههم وعدم تركهم في الفترة القادمة، فهذا الفوز تاريخي ويجب أن تبنى عليه نجاحات أخرى.

توجه الأبناء والعائلات للاستثمار الحقيقي، فالفخر هو بالعلم والفكر وهو ما يبقى ويرفع بيوتا لا عماد لها بينما يضع الجهل بيت العز والشرف، وكذلك الشهرة المزيفة التي صارت فخرا لدى البعض - أفرادا وعائلات- مع شديد الأسف، فمثل هذه الشهرة المزيفة وقتية حتى ولو سمى صاحبها نفسه مؤثرا، وسرعان ما تزول لأنها ليست مبنية على أسس متينة وراسخة، وهذا ما يجب التنبه له بشدة، والتوجه لما يحقق الفخر حقيقة.

مشاركة أكبر للقطاع الخاص فمثل هذه النجاحات الكبرى وما يتبعها لا يمكن أن تقوم على قطاع واحد، كما أن نتائجها ستفيد جميع القطاعات، ولذلك نتمنى أن يشارك الجميع في الاستثمار في الإنسان، خصوصا في المناطق التي لا تتواجد فيها مؤسسات كبرى ومؤثرة.

الحرص على تنوع الإدارات التعليمية من خلال السعي لمشاركة أكبر لبقية المناطق، فكم في الأطراف من مبدعين، والملاحظ أن الجوائز تركزت في المنطقة الشرقية (12 جائزة) ثم منطقة الرياض (7 جوائز) ثم منطقة مكة المكرمة (3 جوائز) والسؤال: أين بقية مناطق المملكة العربية السعودية؟ وأين طلابها وأولياء أمورهم ومؤسساتها؟!

@shlash2020