يقال إن بين الإبداع والجنون شعرة رقيقة ولذا تتشابه ظروف وأحوال المبدعين مع المجانين، فقد قرأت ذات مرة أن الروائي الفرنسي الشهير بلزاك كان يسير دائما في شوارع باريس، فينشغل عن كل مفاتن هذه المدينة الرائعة بجمع أرقام البيوت، فإذا شكل له المجموع أحد مضاعفات الرقم ثلاثة اعتبره فألا حسنا وإلا فإنه يعود إلى بيته ليبدأ مشواره عبر شارع جديد وأرقام جديدة، ولكم أن تتخيلوا أن أديبا كبيرا كبلزاك يهيم في الشوارع يطرح ويجمع ويضرب ويقسم قبل أن يصل إلى غايته !!.
كما كان لبلزاك عادة جنونية في الكتابة، فكان لا يكتب إلا ليلا، فيغلق النوافذ عليه بدءا من الساعة العاشرة مساء ثم يحضر طنجرة كاملة من القهوة ويبتدئ بالكتابة حتى الصباح دون توقف، وهكذا كان يشتغل خمس عشرة ساعة يوميا بعد أن يبتلع عشرات الفناجين من القهوة، ولذلك كان يقول: إن حياتي تتلخص في خمس عشرة ساعة أضنيها في العمل والعذاب وهموم المؤلف وصقل العبارات وتصحيحها !!.
ولم يكن الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو بأحسن حال من بلزاك، فلقد كان مصابا بمرض الوسواس القسري الذي من أشهر أعراضه الشك في كل شيء، فلم يكن روسو يأكل إلا من الطعام الذي يطبخه بنفسه خشية أن يدس له أحدهم السم، وقد تمادى به الوهم إلى الدرجة التي كان يظن بأنه وحده المهدد بزمجرة الرعد ووهج البرد !!.
لقد كان روسو مصابا بعقدة الاضطهاد، وكان يعتقد أن هناك مؤامرات تحاك ضده، فكان يغير سكنه بين الحين والآخر، ويشك حتى في أقرب الأقربين له، وقد انتهت صداقات حميمة بينه وبين أعز أصدقائه بسبب بعض الأوهام الخاطئة والمترسخة في ذهنه.
أما تشارلز ديكنز وهو أشهر كتاب الرواية في زمنه بلا نزاع، فقد كان يخرج من منزله ليلا ويسير بلا هدى لمسافات تصل إلى خمسة أميال في الليلة الواحدة، والأغرب من هذا أنه كان يدخل على زملائه من نوافذهم بحجة مفاجأتهم !!.
وفي المقابل، نجد أن بعض هؤلاء المبدعين قد أدخلوا مستشفى المجانين ظلما وعدوانا، يأتي في مقدمتهم الشاعر السوداني الكبير إدريس جماع، وهناك أيضا الدكتور العبقري عبدالسلام المصري والذي شخصت حالته الصحية بالجنون على الرغم من اكتمال قواه الذهنية، فشطحات عبقريته المتوقدة قد أفزعت الأطباء حينها حتى احتاروا في تشخيصه، فأدخلوه مستشفى المجانين ولمدة عشر سنوات، وبعد خروجه نشر مذكراته في مجلة المصور، ومن الطريف أنه نوه بزملائه في مستشفى المجانين، وقد جزم أن بعضهم كانوا شعراء مبدعين ورسامين عباقرة وكذلك أدباء كبار وفلاسفة عظماء !!.
@albakry1814
كما كان لبلزاك عادة جنونية في الكتابة، فكان لا يكتب إلا ليلا، فيغلق النوافذ عليه بدءا من الساعة العاشرة مساء ثم يحضر طنجرة كاملة من القهوة ويبتدئ بالكتابة حتى الصباح دون توقف، وهكذا كان يشتغل خمس عشرة ساعة يوميا بعد أن يبتلع عشرات الفناجين من القهوة، ولذلك كان يقول: إن حياتي تتلخص في خمس عشرة ساعة أضنيها في العمل والعذاب وهموم المؤلف وصقل العبارات وتصحيحها !!.
ولم يكن الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو بأحسن حال من بلزاك، فلقد كان مصابا بمرض الوسواس القسري الذي من أشهر أعراضه الشك في كل شيء، فلم يكن روسو يأكل إلا من الطعام الذي يطبخه بنفسه خشية أن يدس له أحدهم السم، وقد تمادى به الوهم إلى الدرجة التي كان يظن بأنه وحده المهدد بزمجرة الرعد ووهج البرد !!.
لقد كان روسو مصابا بعقدة الاضطهاد، وكان يعتقد أن هناك مؤامرات تحاك ضده، فكان يغير سكنه بين الحين والآخر، ويشك حتى في أقرب الأقربين له، وقد انتهت صداقات حميمة بينه وبين أعز أصدقائه بسبب بعض الأوهام الخاطئة والمترسخة في ذهنه.
أما تشارلز ديكنز وهو أشهر كتاب الرواية في زمنه بلا نزاع، فقد كان يخرج من منزله ليلا ويسير بلا هدى لمسافات تصل إلى خمسة أميال في الليلة الواحدة، والأغرب من هذا أنه كان يدخل على زملائه من نوافذهم بحجة مفاجأتهم !!.
وفي المقابل، نجد أن بعض هؤلاء المبدعين قد أدخلوا مستشفى المجانين ظلما وعدوانا، يأتي في مقدمتهم الشاعر السوداني الكبير إدريس جماع، وهناك أيضا الدكتور العبقري عبدالسلام المصري والذي شخصت حالته الصحية بالجنون على الرغم من اكتمال قواه الذهنية، فشطحات عبقريته المتوقدة قد أفزعت الأطباء حينها حتى احتاروا في تشخيصه، فأدخلوه مستشفى المجانين ولمدة عشر سنوات، وبعد خروجه نشر مذكراته في مجلة المصور، ومن الطريف أنه نوه بزملائه في مستشفى المجانين، وقد جزم أن بعضهم كانوا شعراء مبدعين ورسامين عباقرة وكذلك أدباء كبار وفلاسفة عظماء !!.
@albakry1814