بدر الخالدي

ليس بالضرورة أن أعامل فقيرا بكل احترام لأنه فقير فتجعل سبب الاحترام هنا فقره أو أن تبجل غنيا فيكون سببية الأمر هنا أن لديه أموالا، فليس الفقر أو الغنى مغزى الاحترام إنما هذه من الشكليات، التي تعبر عن الإطار الخارجي للمجاملة أو النفاق الاجتماعي المقنن، إما أن تكون إنسانا بحق يجب أن تتعامل مع الجميع بود، حيث إن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلا إلى قلوب العباد، فبالتالي هذه السنة الكونية لابد أن يتبعها الناس، حيث إنك تمارس إنسانيتك سواء من أمام الكاميرات أو لوحدك قبل ذلك، حيث الصلاة ليست مجرد حركات محفوظة إنما استشعار لموقف أمام الله، وأيضا الزكاة ليست مجرد مبلغ أو أرز تحسب لها إحصائيا وكأنها معادلة لأن الواجب استشعار الموقف، وهنا تكمن الغاية من أن تكون إنسانا بحق حينما تكون مدرك سمو الروح بحيث تكون تلقائيا مستشعرا قدسية الإله في خلقه للنفس وبذلك تعظم الصدق والرحمة والإحساس بالآخر، وهذا مكمن تمام الإيمان وللتفرقة بين ذلك كان بالسابق توجد طائفة تسمى البوهيمية وهم ناس هجروا من رومانيا وعندما وصلوا إلى التشيك تعاملوا معهم على أنهم غجر فقط؛ لأن أشكالهم متشردة فنظروا إلى الظاهر وليس إلى جوهرهم لكن عندما ذهبت البوهيمية إلى فرنسا وخصيصا إلى باريس تغير مفهوم البوهيمية، حيث فرضوا نفسهم على المجتمع الفرنسي فيه منتصف القرن التاسع عشر ونثروا إبداعهم بالرسم والفن والأدب، حيث إنهم كانوا لا يكترثون إلى التقاليد، حيث ملابسهم العشوائية وأفكارهم غير المقيدة، وذلك لأنهم منغمسون في فنهم وليس للمنظر الخارجي، فهم اهتموا بإبداعهم، فاهتم الفرنسيون بهم ولمصلحتهم أيضا، حيث أصبحت باريس منارة للفن والأدب، حيث ظهر تأثر الكتاب الفرنسيون مثل فكتور هوجو، الذي كتب روايته الذائعة الصيت (البؤساء)، التي انبثق منها أكثر من عشرين إلى خمسين عملا سينمائيا، فهل ستكون إنسانا تهتم بدواخل الإنسان لاهتمامك بالإنسان نفسه، وأنه مثلك لولا اختلاف البيئة والثقافات أم تهتم للشكليات وتقيم حسب تفكيرك النمطي؟

TW:Bdrqo