أكد النائب اللبناني زياد حواط أن «اللبنانيين اختاروا الشرعية في وجه محور الممانعة، أي المحور الإيراني ـ المدمر للبنان»، معلنا أنه «سنشكل حكومة من الأكثرية ورئيس جمهورية من القوى السيادية، وعودة لبنان إلى المجتمع العربي والشرعية الدولية»، ويشير إلى أن «ثنائية الرئيس ميشال عون ـ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، هذه الثنائية التي دمرت لبنان وثقافته وأخذت البلاد إلى محور لا يشبهنا».
وفي حوار خص به (اليوم)، يشدد على أنه «لا يمكن لحزب الله أن يكرر 7 مايو جديدا بعد ما حصل في عين الرمانة»، داعيا «حزب الله إلى احتساب خطواته بعدما أثبت الشعب اللبناني أنهم غير موافقين على محور الحزب الذي أخذ لبنان إلى الانعزال الدولي والحصار»، قائلا: «على حزب الله أن يفهم أن ليس باستطاعته حكم لبنان بسلاحه، ليس مقبولا الاستمرار بزرع الخوف في قلوب اللبنانيين جراء هذا السلاح، لا يمكنه الاستمرار في فرض أجندته على اللبنانيين».
ويجزم بأن «المعركة بالنسبة لنا هي معركة استرجاع لبنان الذي لطالما عهدناه، من خلال رفع وصاية «حزب الله» عنه، ورفع ارتهان لبنان إلى المشروع الإيراني الذي دمر المنطقة بأكملها»، ويلفت إلى أن «حزب الله حول لبنان من سويسرا الشرق إلى منصة لتهريب المخدرات والتطاول على الخليج العربي»، وأوضح أن «هنالك واجبا وطنيا لبنانيا يقع على عاتقنا؛ ألا وهو القول للمجتمع العربي والدولي وللأمم المتحدة بأن لبنان يرفض الاحتلال الإيراني، ويرفض أي سلاح خارج إطار الشرعية».. وهنا نص الحوار:
اللبنانيون اختاروا الشرعية
- تمكنت الانتخابات النيابية من إعادة رسم المشهد السياسي وأسقطت الأكثرية من يد «حزب الله» وحلفائه، كيف ترى انعكاسات هذه النتائج على أرض الواقع؟
حصل استفتاء عند اللبنانيين بين أن يبقى لبنان في محور الممانعة، وهو المحور الإيراني ـ المدمر، وعودة لبنان إلى الشرعية الدولية، إلا أن اللبنانيين اختاروا الشرعية الدولية، وأن تكون أكثرية المجلس النيابي من القوى السيادية. «القوات اللبنانية» هي رأس حربة في هذا المشروع، لذلك حصدت وحصلت على أكبر تكتل سيادي في البلد.
- كيف سيكون انعكاس هذا الكلام في المرحلة المقبلة؟
سوف نسعى إلى تشكيل حكومة من الأكثرية، ورئيس جمهورية من القوى السيادية، وعودة لبنان إلى المجتمع العربي والشرعية الدولية، وإطلاق يد القضاء والبدء بسلة إصلاحية كاملة متكاملة من أجل إنقاذ الوضع الاقتصادي، لن ننتظر انتخاب رئيس مجلس ونائبه، وتكليف رئيس حكومة جديد لحين نرى الأمور تتجه في أي اتجاه.
- ألا تخشون من استخدام «حزب الله» سلاحه من أجل فرض شروطه في المجلس النيابي، ومن ثم في تأليف الحكومة؟
ما الخيار الذي يفكر بأن يسلكه «حزب الله»؟ فهل سيهدد النواب مثلا؟ حاولوا أن يقوموا بـ7 مايو جديد في عين الرمانة، ورأوا ما حصل، أعتقد أن «حزب الله» يحسب خطواته جيدا قبل القيام بأي عمل عسكري في الشارع، أثبت اللبنانيون أنهم غير موافقين على محور «حزب الله»، وبالتالي بات يتوجب عليه أن يعيد حساباته، ليس بإمكانه الاستمرار في خطف اللبنانيين في محور لا يريده الشعب اللبناني، على «حزب الله» أن يدرك ويفهم أن المحور الإيراني الذي أخذ لبنان عليه، والذي يدفع ثمنه الشعب اللبناني، فهم لا يرغبون بهذا المحور الذي لم يجنوا منه إلا الممانعة والانعزال الدولي والحصار، ولهذا صوت الشعب اللبناني لعودة لبنان إلى الشرعية الدولية.
النائب حواط شدد على ضرورة قراءة «حزب الله» لنتائج الانتخابات وفهمها جيدا (اليوم)
حكم «حزب الله» بالسلاح
- هل لبنان أمام إعادة الأمور إلى نصابها من حيث الامتثال إلى الدولة والقانون وانتهاء حكم الدويلة؟
إن خضوع «حزب الله» لإرادة الناس لن يكون سهلا؛ فهذا الحزب اعتاد على فرض الأمر الواقع وأجندته وخياراته على الشعب اللبناني، إلا أنه في الانتخابات قال هذا الشعب كلمته لإجباره على التوقف، لهذا، نحن سنمر بمرحلة دقيقة وصعبة وخطيرة، علينا أن نكون واعين وجاهزين للمواجهة الحقيقية.
- هل تعتقد أن عودة لبنان إلى الشرعية يستلزم أولا نزع سلاح «حزب الله»؟
لا دولة، لا مؤسسات ولا إصلاح، ولا عودة للثقة بلبنان، ولا مكافحة للفساد، طالما أن هنالك حزب الله يحمل سلاحا غير شرعي، فهذا السلاح يعطل كل شيء، أول بند سيكون ما يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية، على حزب الله أن يفهم أن ليس باستطاعته حكم لبنان بسلاحه، ليس مقبولا الاستمرار بزرع الخوف في قلوب اللبنانيين جراء هذا السلاح، لا يمكنه الاستمرار في فرض أجندته على اللبنانيين، بداية أي إصلاح سياسي ـ اقتصادي ـ مالي واجتماعي يبدأ بتسليم «حزب الله»، فهذا السلاح هو الذي يعطل القضاء، وخير دليل على ذلك هو انفجار بيروت، فالحزب لم يسمح للمحقق العدلي الإعلان عمن فجَّر بيروت.
- يبدو أنكم ستدخلون إلى معركة وليس إلى مجلس النواب.
نحن نتمنى أن يقرأ «حزب الله» نتائج الانتخابات ويفهمها جيدا، نحن ليس هدفنا إلغاء أحد، لكن على «حزب الله» أن يفهم أن فاتورة هذا السلاح أصبحت باهظة جدا ولن نستطيع الاستمرار في سدادها، وعليه الخضوع لإرادة اللبنانيين الذين في غالبيتهم صوتوا ضد سلاح «حزب الله».
زعيم حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب حواط بإحدى الفعاليات (اليوم)
مشروع مواجهة «حزب الله»
- تخوضون معركة مواجهة «حزب الله» في وقت مفصلي من تاريخ لبنان، هل ستتمكنون من وضع حد لمشروعه؟
المعركة بالنسبة لنا هي معركة استرجاع لبنان الذي لطالما عهدناه، من خلال رفع وصاية «حزب الله» عنه، ورفع ارتهان لبنان إلى المشروع الإيراني الذي دمر المنطقة بأكملها، معركتنا اليوم هي بين مشروعين، مشروع قاده «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وأوصلا لبنان إلى ما وصل إليه حاليا من وضع اقتصادي مأزوم إلى وضع اجتماعي ومعيشي صعب، وانهيار وتحلل المؤسسات الرسمية، وصولا إلى عزلة عربية ودولية وحصار مالي ـ اقتصادي على لبنان، نتيجة لتدخل «حزب الله» في صراع المنطقة، ونتيجة عدم اعتماد الحياد الإيجابي، وعدم التمسك بإعلان بعبدا الذي سبق وطرحه الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في العام 2014، وبالتالي كل هذه الأمور مقابل مشروعنا، ألا وهو مشروع استرجاع السيادة ورفع الوصاية الإيرانية.
- إلى أي مدى يحتاج لبنان إلى نجاح المعركة السيادية التي تحملون لواءها، بعدما تمكن «حزب الله» من الإطاحة بكل أشكال هذه السيادة؟
هذه معركة وجود أو لا وجود، بقاء أو زوال لبنان، هذه ليست معركة مسايرات وخدمات خاصة، هذه معركة كيانية ـ وجودية، فإما يبقى لبنان كما عرفناه، أو أن لبنان سيصبح مثل قندهار، وبلدا في عزلة عن العالم أجمع.
لبنان منصة تهريب المخدرات
- ما رأيك في تحويل لبنان إلى منصة لتهريب المخدرات والتطاول على دول الخليج؟
لقد حول «حزب الله» لبنان من سويسرا الشرق إلى منصة لتهريب المخدرات والتطاول على الخليج العربي، فلقد أصبح لبنان منصة لتهريب المخدرات، والسمسرات والسرقة، كما أصبح منصة للتهجم على الخليج العربي الذي لم يقدم للبنان إلا الخير والدعم والمساعدة.
لبنان ومحيطها العربي
- هل تعتقد أنه آن الأوان ليستعيد لبنان علاقته بأشقائه العرب؟
بكل تأكيد، فلبنان لا يمكنه أن يستمر دون العلاقة الأخوية الممتازة مع الأشقاء العرب، والتي هي طبيعتنا وتاريخنا وتراثنا وصداقتنا التي نتغنى بها منذ ما يزيد عن 50 عاما، لهذا لن نسمح لـ«حزب الله» أن يسلخنا عن محيطنا العربي، ولن نقبل أن نكون منصة للتهجم ودعم الحوثيين، التي هدفها ضرب الخليج، لن نكون منصة للتهجم على الدول العربية.
- توجه بوصلة تصريحاتك دائما إلى أداء «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في الحياة السياسية، ما أهمية التوعية في هذا الإطار؟
من الضروري أن يكون الشعب اللبناني واعيا لذلك؛ فهي معركة خيارات كبيرة، ولهذا أدعو الشعب اللبناني لأن يكون تصويته تصويتا وطنيا ـ سياديا، هنالك مشروعان؛ مشروع يمثله «حزب الله» وهو تدمير لبنان، ومشروع يمثله «القوات اللبنانية» وهو استعادة السيادة والعلاقات الممتازة مع الخليج العربي، وإعادة بناء الدولة والمؤسسات واستقلالية السلطة القضائية، ومحاسبة كل الذين تركوا لبنان أو ارتهنوا لمصالح خارجية على حساب لبنان واللبنانيين، وبالتالي هناك أبيض وأسود، ولا يوجد ما بينهما، فأي صوت يذهب ما بين هذين المحورين يكون يخدم المشروع الإيراني ـ الفارسي في المنطقة دون أن يعلموا.
«القوات» تسعى لتشكيل حكومة من الأكثرية ورئيس جمهورية من القوى السيادية (اليوم)
نهاية «حزب الله» سياسية وعسكرية
- سبق وأعلنت أن «حزب الله» تسبب في انهيار مقومات الدولة ونهايته باتت قريبة، هل تعتقد أن نهايته ستكون سياسية أم عسكرية؟
أعتقد أن النهاية ستكون على الصعيدين، فالنهاية السياسية ستتفجر في صناديق الاقتراع في 15 مايو، أما النهاية العسكرية ستكون في التسويات الكبيرة التي تحصل وفي المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية في فيينا، فقد تكون نتائج هذه المفاوضات نزع سلاح «حزب الله»، هنالك واجب وطني لبناني يقع على عاتقنا؛ ألا وهو القول للمجتمع العربي والدولي وللأمم المتحدة بأن لبنان يرفض الاحتلال الإيراني، ويرفض أي سلاح خارج إطار الشرعية، ولبنان لا يحتاج لأحد يحميه، لدينا أجهزة أمنية وجيش لبناني يحمينا ولسنا بحاجة إلى سلاح ميليشياوي مدعوم من إيران تحت إطار المقاومة، ولم نرَ منه إلا حرس حدود، في الوقت الذي دمروا فيه الاقتصاد اللبناني، وأرجعوا لبنان إلى العصر الحجري من خلال سلوكهم والعمالة للمشروع الإيراني في البلد.
لا لرئيس جمهورية تابع للممانعة
- هل تعتقد أن بدء الانفراج السياسي في لبنان سيكون بعد الانتخابات وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون؟
نعم، في حال حصل الفريق السيادي وعلى رأسهم «القوات اللبنانية»، على الأكثرية النيابية، لم يتبق من عهد ميشال عون إلا أشهر قليلة، وبالتالي «المدماك الأساسي» هو إسقاط هذه الثنائية (عون ـ نصرالله)، هذه الثنائية التي دمرت لبنان وثقافته وأخذت البلاد إلى محور لا يشبهنا.
- ما مدى مساهمة عهد عون في تثبيت جذور «حزب الله» في مفاصل الحياة السياسية في لبنان؟
كان المطلوب من ميشال عون لإعطائه رئاسة الجمهورية أمرا واحدا؛ ألا وهو منح «حزب الله» الشرعية المسيحية أولا، واللبنانية ثانيا لـ«حزب الله».
- هل تتخوفون من تعطيل البلاد مرة أخرى من أجل وصول رئيس للجمهورية على شاكلة عون؟
فليتعطل البلد 50 عاما ولن نسمح بوصول رئيس للجمهورية يكون من خيار الممانعة و«حزب الله».
وفي حوار خص به (اليوم)، يشدد على أنه «لا يمكن لحزب الله أن يكرر 7 مايو جديدا بعد ما حصل في عين الرمانة»، داعيا «حزب الله إلى احتساب خطواته بعدما أثبت الشعب اللبناني أنهم غير موافقين على محور الحزب الذي أخذ لبنان إلى الانعزال الدولي والحصار»، قائلا: «على حزب الله أن يفهم أن ليس باستطاعته حكم لبنان بسلاحه، ليس مقبولا الاستمرار بزرع الخوف في قلوب اللبنانيين جراء هذا السلاح، لا يمكنه الاستمرار في فرض أجندته على اللبنانيين».
ويجزم بأن «المعركة بالنسبة لنا هي معركة استرجاع لبنان الذي لطالما عهدناه، من خلال رفع وصاية «حزب الله» عنه، ورفع ارتهان لبنان إلى المشروع الإيراني الذي دمر المنطقة بأكملها»، ويلفت إلى أن «حزب الله حول لبنان من سويسرا الشرق إلى منصة لتهريب المخدرات والتطاول على الخليج العربي»، وأوضح أن «هنالك واجبا وطنيا لبنانيا يقع على عاتقنا؛ ألا وهو القول للمجتمع العربي والدولي وللأمم المتحدة بأن لبنان يرفض الاحتلال الإيراني، ويرفض أي سلاح خارج إطار الشرعية».. وهنا نص الحوار:
اللبنانيون اختاروا الشرعية
- تمكنت الانتخابات النيابية من إعادة رسم المشهد السياسي وأسقطت الأكثرية من يد «حزب الله» وحلفائه، كيف ترى انعكاسات هذه النتائج على أرض الواقع؟
حصل استفتاء عند اللبنانيين بين أن يبقى لبنان في محور الممانعة، وهو المحور الإيراني ـ المدمر، وعودة لبنان إلى الشرعية الدولية، إلا أن اللبنانيين اختاروا الشرعية الدولية، وأن تكون أكثرية المجلس النيابي من القوى السيادية. «القوات اللبنانية» هي رأس حربة في هذا المشروع، لذلك حصدت وحصلت على أكبر تكتل سيادي في البلد.
- كيف سيكون انعكاس هذا الكلام في المرحلة المقبلة؟
سوف نسعى إلى تشكيل حكومة من الأكثرية، ورئيس جمهورية من القوى السيادية، وعودة لبنان إلى المجتمع العربي والشرعية الدولية، وإطلاق يد القضاء والبدء بسلة إصلاحية كاملة متكاملة من أجل إنقاذ الوضع الاقتصادي، لن ننتظر انتخاب رئيس مجلس ونائبه، وتكليف رئيس حكومة جديد لحين نرى الأمور تتجه في أي اتجاه.
- ألا تخشون من استخدام «حزب الله» سلاحه من أجل فرض شروطه في المجلس النيابي، ومن ثم في تأليف الحكومة؟
ما الخيار الذي يفكر بأن يسلكه «حزب الله»؟ فهل سيهدد النواب مثلا؟ حاولوا أن يقوموا بـ7 مايو جديد في عين الرمانة، ورأوا ما حصل، أعتقد أن «حزب الله» يحسب خطواته جيدا قبل القيام بأي عمل عسكري في الشارع، أثبت اللبنانيون أنهم غير موافقين على محور «حزب الله»، وبالتالي بات يتوجب عليه أن يعيد حساباته، ليس بإمكانه الاستمرار في خطف اللبنانيين في محور لا يريده الشعب اللبناني، على «حزب الله» أن يدرك ويفهم أن المحور الإيراني الذي أخذ لبنان عليه، والذي يدفع ثمنه الشعب اللبناني، فهم لا يرغبون بهذا المحور الذي لم يجنوا منه إلا الممانعة والانعزال الدولي والحصار، ولهذا صوت الشعب اللبناني لعودة لبنان إلى الشرعية الدولية.
حكم «حزب الله» بالسلاح
- هل لبنان أمام إعادة الأمور إلى نصابها من حيث الامتثال إلى الدولة والقانون وانتهاء حكم الدويلة؟
إن خضوع «حزب الله» لإرادة الناس لن يكون سهلا؛ فهذا الحزب اعتاد على فرض الأمر الواقع وأجندته وخياراته على الشعب اللبناني، إلا أنه في الانتخابات قال هذا الشعب كلمته لإجباره على التوقف، لهذا، نحن سنمر بمرحلة دقيقة وصعبة وخطيرة، علينا أن نكون واعين وجاهزين للمواجهة الحقيقية.
- هل تعتقد أن عودة لبنان إلى الشرعية يستلزم أولا نزع سلاح «حزب الله»؟
لا دولة، لا مؤسسات ولا إصلاح، ولا عودة للثقة بلبنان، ولا مكافحة للفساد، طالما أن هنالك حزب الله يحمل سلاحا غير شرعي، فهذا السلاح يعطل كل شيء، أول بند سيكون ما يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية، على حزب الله أن يفهم أن ليس باستطاعته حكم لبنان بسلاحه، ليس مقبولا الاستمرار بزرع الخوف في قلوب اللبنانيين جراء هذا السلاح، لا يمكنه الاستمرار في فرض أجندته على اللبنانيين، بداية أي إصلاح سياسي ـ اقتصادي ـ مالي واجتماعي يبدأ بتسليم «حزب الله»، فهذا السلاح هو الذي يعطل القضاء، وخير دليل على ذلك هو انفجار بيروت، فالحزب لم يسمح للمحقق العدلي الإعلان عمن فجَّر بيروت.
- يبدو أنكم ستدخلون إلى معركة وليس إلى مجلس النواب.
نحن نتمنى أن يقرأ «حزب الله» نتائج الانتخابات ويفهمها جيدا، نحن ليس هدفنا إلغاء أحد، لكن على «حزب الله» أن يفهم أن فاتورة هذا السلاح أصبحت باهظة جدا ولن نستطيع الاستمرار في سدادها، وعليه الخضوع لإرادة اللبنانيين الذين في غالبيتهم صوتوا ضد سلاح «حزب الله».
مشروع مواجهة «حزب الله»
- تخوضون معركة مواجهة «حزب الله» في وقت مفصلي من تاريخ لبنان، هل ستتمكنون من وضع حد لمشروعه؟
المعركة بالنسبة لنا هي معركة استرجاع لبنان الذي لطالما عهدناه، من خلال رفع وصاية «حزب الله» عنه، ورفع ارتهان لبنان إلى المشروع الإيراني الذي دمر المنطقة بأكملها، معركتنا اليوم هي بين مشروعين، مشروع قاده «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وأوصلا لبنان إلى ما وصل إليه حاليا من وضع اقتصادي مأزوم إلى وضع اجتماعي ومعيشي صعب، وانهيار وتحلل المؤسسات الرسمية، وصولا إلى عزلة عربية ودولية وحصار مالي ـ اقتصادي على لبنان، نتيجة لتدخل «حزب الله» في صراع المنطقة، ونتيجة عدم اعتماد الحياد الإيجابي، وعدم التمسك بإعلان بعبدا الذي سبق وطرحه الرئيس اللبناني ميشال سليمان، في العام 2014، وبالتالي كل هذه الأمور مقابل مشروعنا، ألا وهو مشروع استرجاع السيادة ورفع الوصاية الإيرانية.
- إلى أي مدى يحتاج لبنان إلى نجاح المعركة السيادية التي تحملون لواءها، بعدما تمكن «حزب الله» من الإطاحة بكل أشكال هذه السيادة؟
هذه معركة وجود أو لا وجود، بقاء أو زوال لبنان، هذه ليست معركة مسايرات وخدمات خاصة، هذه معركة كيانية ـ وجودية، فإما يبقى لبنان كما عرفناه، أو أن لبنان سيصبح مثل قندهار، وبلدا في عزلة عن العالم أجمع.
لبنان منصة تهريب المخدرات
- ما رأيك في تحويل لبنان إلى منصة لتهريب المخدرات والتطاول على دول الخليج؟
لقد حول «حزب الله» لبنان من سويسرا الشرق إلى منصة لتهريب المخدرات والتطاول على الخليج العربي، فلقد أصبح لبنان منصة لتهريب المخدرات، والسمسرات والسرقة، كما أصبح منصة للتهجم على الخليج العربي الذي لم يقدم للبنان إلا الخير والدعم والمساعدة.
لبنان ومحيطها العربي
- هل تعتقد أنه آن الأوان ليستعيد لبنان علاقته بأشقائه العرب؟
بكل تأكيد، فلبنان لا يمكنه أن يستمر دون العلاقة الأخوية الممتازة مع الأشقاء العرب، والتي هي طبيعتنا وتاريخنا وتراثنا وصداقتنا التي نتغنى بها منذ ما يزيد عن 50 عاما، لهذا لن نسمح لـ«حزب الله» أن يسلخنا عن محيطنا العربي، ولن نقبل أن نكون منصة للتهجم ودعم الحوثيين، التي هدفها ضرب الخليج، لن نكون منصة للتهجم على الدول العربية.
- توجه بوصلة تصريحاتك دائما إلى أداء «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في الحياة السياسية، ما أهمية التوعية في هذا الإطار؟
من الضروري أن يكون الشعب اللبناني واعيا لذلك؛ فهي معركة خيارات كبيرة، ولهذا أدعو الشعب اللبناني لأن يكون تصويته تصويتا وطنيا ـ سياديا، هنالك مشروعان؛ مشروع يمثله «حزب الله» وهو تدمير لبنان، ومشروع يمثله «القوات اللبنانية» وهو استعادة السيادة والعلاقات الممتازة مع الخليج العربي، وإعادة بناء الدولة والمؤسسات واستقلالية السلطة القضائية، ومحاسبة كل الذين تركوا لبنان أو ارتهنوا لمصالح خارجية على حساب لبنان واللبنانيين، وبالتالي هناك أبيض وأسود، ولا يوجد ما بينهما، فأي صوت يذهب ما بين هذين المحورين يكون يخدم المشروع الإيراني ـ الفارسي في المنطقة دون أن يعلموا.
نهاية «حزب الله» سياسية وعسكرية
- سبق وأعلنت أن «حزب الله» تسبب في انهيار مقومات الدولة ونهايته باتت قريبة، هل تعتقد أن نهايته ستكون سياسية أم عسكرية؟
أعتقد أن النهاية ستكون على الصعيدين، فالنهاية السياسية ستتفجر في صناديق الاقتراع في 15 مايو، أما النهاية العسكرية ستكون في التسويات الكبيرة التي تحصل وفي المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية في فيينا، فقد تكون نتائج هذه المفاوضات نزع سلاح «حزب الله»، هنالك واجب وطني لبناني يقع على عاتقنا؛ ألا وهو القول للمجتمع العربي والدولي وللأمم المتحدة بأن لبنان يرفض الاحتلال الإيراني، ويرفض أي سلاح خارج إطار الشرعية، ولبنان لا يحتاج لأحد يحميه، لدينا أجهزة أمنية وجيش لبناني يحمينا ولسنا بحاجة إلى سلاح ميليشياوي مدعوم من إيران تحت إطار المقاومة، ولم نرَ منه إلا حرس حدود، في الوقت الذي دمروا فيه الاقتصاد اللبناني، وأرجعوا لبنان إلى العصر الحجري من خلال سلوكهم والعمالة للمشروع الإيراني في البلد.
لا لرئيس جمهورية تابع للممانعة
- هل تعتقد أن بدء الانفراج السياسي في لبنان سيكون بعد الانتخابات وانتهاء ولاية الرئيس ميشال عون؟
نعم، في حال حصل الفريق السيادي وعلى رأسهم «القوات اللبنانية»، على الأكثرية النيابية، لم يتبق من عهد ميشال عون إلا أشهر قليلة، وبالتالي «المدماك الأساسي» هو إسقاط هذه الثنائية (عون ـ نصرالله)، هذه الثنائية التي دمرت لبنان وثقافته وأخذت البلاد إلى محور لا يشبهنا.
- ما مدى مساهمة عهد عون في تثبيت جذور «حزب الله» في مفاصل الحياة السياسية في لبنان؟
كان المطلوب من ميشال عون لإعطائه رئاسة الجمهورية أمرا واحدا؛ ألا وهو منح «حزب الله» الشرعية المسيحية أولا، واللبنانية ثانيا لـ«حزب الله».
- هل تتخوفون من تعطيل البلاد مرة أخرى من أجل وصول رئيس للجمهورية على شاكلة عون؟
فليتعطل البلد 50 عاما ولن نسمح بوصول رئيس للجمهورية يكون من خيار الممانعة و«حزب الله».