اليوم - الوكالات

«خيرسون وزابوروجيا وخاركيف» تحت قبضة الانفصاليين وعينهم على «دونباس»

قصفت موسكو أكثر من 40 بلدة في منطقة دونباس، ودمرت بعض المباني المرتفعة مع سعيها لحصار القوات الأوكرانية، مع وقوع خيرسون وزابوروجيا وخاركيف تحت قبضة الانفصاليين، في وقت هاجمت ألمانيا شروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قائلة على لسان مستشارها: «لن يكون هناك سلام مفروض، لن تقبل كييف هذا ولن نقبله نحن».

وبعد الفشل في الاستيلاء على كييف، تحاول روسيا بسط السيطرة الكاملة على دونباس، التي تتألف من مقاطعتين في الشرق، لصالح الانفصاليين.

وأرسلت روسيا آلاف القوات إلى المنطقة، حيث تهاجم من ثلاث جهات على أمل تطويق القوات الأوكرانية المتمركزة في مدينة سيفيرودونيتسك على الضفة الشرقية لنهر سيفيرسكي دونيتس ومدينة ليسيتشانسك المقابلة لها على الضفة الغربية، وسيؤدي سقوطهما إلى وقوع منطقة لوجانسك بأكملها تحت السيطرة الروسية، وهو هدف رئيسي للكرملين.

سيطرة الانفصاليين

من جانبه، قال دينيس بوشيلين رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية: إن قواتهم الموالية لروسيا دخلت مناطق خيرسون وزابوروجيا وخاركيف، منوهًا باستحالة حماية دونباس إلا من خلال الوصول إلى حدود الجمهوريتين.

وأضاف بوشيلين: «وحداتنا موجودة في عدد من المناطق، أتحدث عن منطقة خيرسون ومنطقة زابوروجيا ومنطقة خاركيف»، وشدد على أن الأمر لا يتعلق بتحرير خاركيف، ولكن يتعلق بحماية الجمهوريتين (دونيستك ولوجانسك الشعبيتين) بالكامل.

وتابع قائلا: «كان من المستحيل حماية الجمهوريتين فقط من خلال الوصول إلى حدود جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، كنا ببساطة نرد على العدو، لكن ذلك القصف، وذلك العدوان من أوكرانيا، كان سيستمر إلى ما لا نهاية».

بينما قال فاديم دنيسنكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية في إفادة «كل شيء يتركز الآن في دونباس».

وأضاف: «إن الوضع شديد التوتر، حيث تحاول 25 كتيبة روسية مقاتلة حصار القوات الأوكرانية».

وقالت قوة المهام المشتركة بالقوات المسلحة الأوكرانية على «فيسبوك»: قصف المحتلون أكثر من 40 بلدة في منطقة دونيتسك ولوجانسك؛ مما أدى إلى تدمير 47 موقعا مدنيا أو وقوع أضرار بها، بما يشمل 38 منزلا ومدرسة واحدة. ونتيجة لهذا القصف، قُتل خمسة مدنيين وأصيب 12 بجروح.

وذكر بيان القوة أنه تم صد عشر هجمات وتدمير أربع دبابات وأربع طائرات مسيّرة وقتل 62 من «جنود العدو».

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن القوات الروسية «تفوقنا كثيرًا في العدد» في بعض مناطق الشرق، مضيفًا «إن كييف فشلت في محاولات ترتيب اتفاقية تبادل أسرى مع موسكو».

إلى ذلك، ذكرت وكالة «تاس» للأنباء نقلًا عن روديون ميروشنيك المسؤول في لوجانسك «أن عدد أسرى الحرب الأوكرانيين المحتجزين في جمهوريتي لوجانسك ودونيتسك الانفصاليتين يزيد على نحو يومي».

سكان محليون في بلدة سفيتلودارسك التي سيطرت عليها القوات الموالية لروسيا


إحكام قبضة

وفي أحدث دلالة على سعي موسكو لإحكام قبضتها على الأراضي التي استولت عليها، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين مرسومًا يسهل عملية حصول سكان المناطق التي تم الاستيلاء عليها حديثًا على الجنسية وجوازات السفر الروسية.

وألغى البرلمان الروسي، الأربعاء، الحد الأقصى لسن الخدمة التعاقدية في الجيش، مما يبرز الحاجة إلى قوات تحل محل القوات المفقودة.

وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في وقت متأخر من الليل، تعليقًا على قواعد التجنيد الروسية الجديدة «لم يعد لديهم عدد كافٍ من الشباب، لكن لا تزال لديهم إرادة القتال، سيستغرق الأمر بعض الوقت لسحق هذه الإرادة».

كما قال هذا الأسبوع: إن الصراع لا يمكن أن ينتهي إلا بمحادثات مباشرة بينه وبين بوتين.

في حين قال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك: إن الشرطة في ليسيتشانسك تجمع جثث القتلى لدفنها في مقابر جماعية، وأضاف إن نحو 150 شخصًا دفنوا في مقبرة جماعية بأحد أحياء ليسيتشانسك.

وتابع جايداي قائلا: إن عائلات القتلى المدفونين في المقابر الجماعية سيكون بوسعهم إعادة دفنهم بعد الحرب وإن الشرطة تصدر وثائق تمكن الأوكرانيين من الحصول على شهادات الوفاة لأحبائهم.

ويقول روديون ميروشنيك المسؤول في لوجانسك بحسب ما نقلته وكالة «تاس» للأنباء: «هناك الكثير من الأسرى، العدد الكلي الآن في نطاق 8 آلاف، هذا كثير، ويزيد يوميًا بالمئات».

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من التقارير الخاصة بالمعارك.

يأتي هذا، فيما قال المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس: إن روسيا لن تربح حربها في أوكرانيا وإنه لا يمكن أن يملي الرئيس فلاديمير بوتين شروط أي اتفاق للسلام.

المستشار الألماني يرفض شروط بوتين في التفاوض مع أوكرانيا (رويترز)


انتزاع «دونباس»

وتحاول القوات الروسية انتزاع السيطرة الكاملة على منطقة دونباس الشرقية وتقدمت أيضًا في الجنوب على الرغم من المقاومة الأوكرانية الشديدة، وذلك بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف في حربها المستمرة منذ ثلاثة أشهر في أوكرانيا.

وقال شولتس في كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع «دافوس» السويسري: «بوتين يجب ألا ينتصر في حربه وأنا مقتنع بأنه لن ينتصر، يبدو أن الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها أمر بعيد المنال الآن عما كان عليه في بداية الحرب».

وعلى الرغم من أن البعض اقترح أن تتفاوض أوكرانيا مع بوتين وتفكر في التنازل عن أراض يرفض شولتس فكرة السماح لبوتين بإملاء شروط أي اتفاق.

وأضاف شولتس: «لن يكون هناك سلام مفروض، لن تقبل أوكرانيا هذا ولن نقبله نحن».

وقال: إنه من المرجح أن يتفاوض بوتين بجدية فقط إذا ما سلَّم بأنه لن يكسب الحرب مما يجعل استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا أمرًا ضروريًّا.

في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: إن روسيا تنتظر قبول أوكرانيا لمطالبها، وكذلك تنتظر من كييف أن تدرك حقيقة تطور الأوضاع حاليا.