الأب هو السند الحقيقي لأولاده وقدوتهم في هذه الحياة، يعتني بهم وبواجباتهم ويوفي بالتزاماتهم المنزلية وغيرها، هو منبع الحب والحنان ومصدر الأمان لهم، كلنا نفتخر بآبائنا، فمنهم نتعلم كيف نعيش الحياة ونتعامل مع تفاصيلها، أتذكر حادثا وقع في وقت مضى لأسرة وفقد من خلاله الأب، وكان لديه طفلان على ما أعتقد، كثر الحديث في أوساط المجتمع المحلي، كيف يعيش هؤلاء الأطفال ومَن يقوم على تربيتهم وكثير من التصورات، هذا الحوار مضمون جوابه فقدان الأب والغياب الذي يتشكل من بعده، بلا شك أن عناية الله ثم عناية الأقرباء، الذين اعتنوا بتربية هؤلاء الأطفال حتى شقوا طريقهم بالحياة، حتى إن لم يحصلوا على نفس المميزات، التي يحظون بها من قبل والدهم، كبر الأطفال، ومنهم مَن احتل وظائف مرموقة، وبعد أن علموا بما حدث لوالدهم كانوا يتمنون لو عاش في حياتهم لقدموا له الغالي والنفيس، من الأشياء التي يمارسها بعض أفراد المجتمع أنهم يتجاهلون قيمة الآباء ولا يعتريهم الإحساس إلا بعد أن يفقدونهم، وتجدهم يطلقون الحسرات تلو الحسرات، ومن البعض منهم مَن قد يكون سبباً في وفاة والده بسوء أخلاقه وأنماطه السلوكية السيئة، بعدها يجلس يندب الحظ ويعلق كل شيء بسببه، وهو يدرك أن هو مَن كان السبب وراء كل ذلك، الآباء يبذلون الغالي والنفيس ويكدون الليل والنهار من أجل التربية، وتأمين لقمة العيش والسعادة تعلو محياهم عندما يشاهدون أبناءهم مبسوطين ومرتاحين، وكل شيء متوافر لديهم، ومن أفضل الطرق وأسهلها لإرضاء ربّك، هي إرضاء والديك، الله سبحانه وتعالى جعل رضاهما بعد عبادة الله وإفراده بالتوحيد، فالإحسان للوالدين أمر مطلوب وفي غاية الأهمية، وما نبحث عنه هنا التطبيق العملي لبر الوالدين وليس التنظير اللفظي، ولكن البعض منا ينساهما في حياتهما ونترحم عليهما ونهتم بهما بعد مماتهما ونطلق يا ليت ويا ليت يرجع من أجل نعمل كذا، هذا العمل غير مجدٍ وغير نقي، ما نشاهده في واقعنا من بعض الصور السلبية لمعاملة الآباء من قبل أبنائهم أو أسرهم شيء يندى له الجبين، فالاهتمام بهم في حياتهم أهم، لأنك أيها الابن لا تعلم متى سيكون الرحيل، وعلى الجانب الآخر نجد مَن يهتم بوالده، ويذهب معه للصلاة ويذهب معه للأماكن العامة ويسليه ولا يفارقه في المنزل ويوصله لأصدقائه ويهتم به في كل شيء، وهناك من الصور الإيجابية الجميلة في بر الوالدين لو سردنا منها لاحتجنا أكثر من مقال، أيها الابن البار اعتني بوالدك واهتم به في حياته أولاً وفي مماته مؤخراً، فإنه إذا مات قد يغلق باب من أبواب الجنة، في أحيان كثيرة يتسلل الحزن إلى جوانح أنفسنا وربما نعتاد عليه، ولكن عندما نتذكر أعمالنا الجليلة، ومنها البر بالوالدين، نجد أن هناك أشياء جميلة وكثيرة تسعدنا وتضيء لنا الطريق، فلنبحث عن عمل يمنحنا الجمال والضوء، ولا نرهق أنفسنا ونجعلها رهينة المحبسين، في بعض أسر يعيش الأب بداخلها دون أن يشعر به الآخرون، وإذا فارق الحياة عرفوا قيمته، قيمة هذه الشخصية العظيمة، التي رسمت خارطة الطريق الكريمة لهذه العائلة في الحياة.
@alnems4411
@alnems4411