عبدالرحمن المرشد

جهود المملكة في مكافحة الإرهاب لا يمكن إنكارها أو تجاهلها، بل تعد بلاد الحرمين من أكبر الدول الداعمة إقليمياً ودولياً للتخلص من هذه الآفة التي تضرر منها الجميع، وربما نستطيع القول إن المملكة عانت كثيراً من الإرهاب الذي ضرب محلياً بأشكال متعددة، ولكنها ولله الحمد استطاعت التعامل مع هذه الجائحة بكل قوة وحزم وتمكنت من تجفيف منابعه بالكثير من الخطوات الاستباقية التي أصبحت مثالاً يحتذى لدى الكثير من الدول التي عانت من الإرهاب.

شراكة المملكة مع المجتمع الدولي ـ من خلال الأمم المتحدة ـ حول موضوع التصدي للإرهاب كثيرة ومتعددة، ولعل من أبرزها أن السعودية تعتبر أكبر مساهم في إنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، الذي أسس عام 2011م فضلاً عن استنكارها وشجبها في الكثير من المناسبات للإرهاب بكافة أشكاله وصوره، كما أن المملكة بادرت بإنشاء أول تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب والتطرف، وكانت أول دولة وقعت على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي بمنظمة المؤتمر الإسلامي في مايو 2000م.

سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- قال عام 2018 خلال افتتاحه الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، الذي عقد في الرياض (ليس أكبر خطر حققه الإرهاب والتطرف قتل الأبرياء أو نشر الكراهية، أكبر خطر عمله الإرهاب هو تشويه سمعة ديننا الحنيف، وتشويه عقيدتنا، لذلك لن نسمح بما قاموا به، فاليوم بدأت ملاحقة الإرهاب، واليوم نرى هزائمه في كثير من دول العالم، خصوصاً في الدول الإسلامية) حكومة المملكة أكدت مراراً وتكراراً أن التنظيمات الإرهابية لا علاقة لها بالإسلام ولا بأية ديانة سماوية فهي تمثل مصالحها.

ونتيجة لذلك الجهد الكبير للقضاء على هذه الآفة تعرضت المملكة لعشرات الاعتداءات والهجمات الإرهابية منذ السبعينيات الميلادية كما واجهت عمليات واعتداءات إرهابية بعد 11 سبتمبر، بدءا بتنظيم القاعدة ثم التنظيمات الإرهابية في العوامية وأخيراً داعش.

قامت المملكة بجهود كبيرة لتوعية وتنبيه الشباب من خطر تلك التنظيمات الإرهابية وضرورة الحذر منها حتى أثمرت ولله الحمد تلك الجهود من خلال جيل واعٍ مدرك بما يحاك ضد بلده ودينه، ليقف صفاً واحداً مع قادته ضد كل عابث وفاسد، لنصل جميعاً بإذن الله إلى بر الأمان.

@almarshad_1