كلمة اليوم

الأشجار لها قيمة متنوعة فهي ذات مكانة تاريخية وثقافية ورمزية ترتبط بالزمان والمكان وتلتقي مع الموروث الذي تعتز به شعوب العالم في مشارق الأرض ومغاربها، أضف إلى ذلك مكانتها الدينية فهي واردة الذكر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، أضف لذلك قيمتها الصحية وما تضفيه على أي موقع تزدهر فيه بكثافة من اعتدال في الأجواء ونقاوة في الهواء وغيرها من الصفات والمزايا.

اختتمت جلسات اليوم الثالث والأخير من المنتدى والمعرض الدولي لتقنيات التشجير والتي عقدت في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بتنظيم من المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالتنسيق والتعاون مع وزارة «البيئة».. والذي سلط الضوء على عدة جوانب منها دور التشجير الزراعي في تحقيق مستهدفات المملكة، وأدواره البيئية والاقتصادية والاجتماعية، وعوائده الاقتصادية، والاستثمار في النباتات متعددة الأغراض، واستخدام تقنيات صديقة للبيئة لترشيد الري، ودور الأنظمة والتشريعات في حماية الغطاء النباتي.. المنتدى جاء ضمن الجهود الرامية لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 وطموحات القيادة الرشيدة في هذا الجانب.

لتكن لدينا وقفة هنا عند أهمية التشجير إجمالا وعند دور الجهات المسؤولة عن هذا الجانب، ومن البديهي أن يقفز إلى الأذهان أن هذا الأمر يأتي ضمن نطاق مسؤوليات الأمانات والتي تبذل جهودا ملموسة في مختلف مناطق المملكة ولكن السؤال.. هل هذه الجهود كافية؟ لو كان الجواب نعم لتم اختزال الطموح فيما يرصد الآن من مناظر جميلة ومساحات تدل على الاهتمام بين هنا وهناك ولكن لنكن أكثر واقعية.. هل ما يتم فعلا كاف لنقول إننا وصلنا إلى المستوى المأمول.. لماذا لا يتوسع دور الأمانات من حيث الأفكار وبالمبادرات والتعاون مع التعليم والمساجد ومختلف الجهات الحكومية المعنية.. لماذا لا يكون التشجير ثقافة مجتمع لكي ينعم الجميع بالمساحات الخضراء والساحات الغناء.. وليتوافر لدينا غطاء أشجار يجمل المدن بالصورة التي ترتقي إلى طموح القيادة، ويلتقي مع مستهدفات رؤية 2030.. لنترك لهم الإجابة التي نفضل أن نراها على أرض الوطن.