دعونا في البداية نعرِّف التسوُّل، كما أوضحته المادة الأولى للقانون في فقرتها الخامسة، مفهوم التسوُّل: «مَن يستجدي للحصول على مال غيره دون مقابل أو بمقابل غير مقصود بذاته نقدًا أو عينًا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في الأماكن العامة أو المحال الخاصة، أو في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، أو بأي وسيلة كانت»، وبهذا فإننا نتفق بدءًا على أن التسول مجرَّم نظامًا بكافة أشكاله.
وحديثي معكم اليوم عن ظاهرة «التسوُّل الإلكتروني» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أهمها «تويتر»، وإنني أكاد أجزم بأنه لا يوجد شخص ذو مكانة اجتماعية، وله متابعون إلا وقد غصّ الخاص لديه برسائل مَن يستجدون مالًا، ولا يكاد يغرد تغريدة إلا وتجد غالبية الردود هم أولئك الذين يطلبون المال، سواء بصور فواتير الكهرباء ونحوها، أو بطريقة مباشرة، ويطلبونه بدون خجل متسترين خلف هذه المعرّفات المستعارة، والغريب أنه أو أنها يقول لك أريد أن أشتري جوالًا أو أحتاج ملابس أو نِفسي في عِطر..!
فلماذا انتشرت هذه الظاهرة، وهل هي معرِّفات وهمية وعصابات تتقمص دور فتاة أحيانًا، وشاب أحيانًا أخرى، لاستعطاف الضحية؟ أم أنهم فعلًا شباب وفتيات وجدوا هذه الطريقة سهلة لجلب المال..!
ولن أتحدث هنا عن المعرِّفات المشبوهة المدعية للسهرات والمساج واشتراطهم التحويل على بنوك محلية، أو الذين يرسلون صورًا «فاضحة» بدعوى أنها صورهم لإيقاع الضحية، ولكي يتمادى في الحديث أو لعله يرسل فيديو، ثم يتم ابتزازه به، وبلا شك هناك مَن يدفع لمثل هؤلاء، ولو لم يجدوا بيئة خصبة تدرُّ عليهم أموالًا كثيرة، ما تكاثرت هذه المعرِّفات بشكل كبير جدًّا.
وهنا أتساءل عن الدور الرقابي الحكومي على وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يتم التقصِّي من خلال الباحث الخفي بجمع المعلومات لهذه المعرِّفات، وأرقام الحسابات البنكية، ثم يتم استدعاء أصحاب هذه الحسابات والتحقيق معهم، ونشر مَن ثبتت إدانته لكي يُعتبر كل مَن تسوِّل له نفسه الإضرار بالناس وخداعهم، وأخذ أموالهم بالباطل.
كما أن الدور التوعوي المجتمعي مهم جدًّا من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وضخّ البرامج ونشر حملات تثقيفية ذات محتوى متنوِّع، والتي سيكون لها أثر كبير؛ للحد من هذه الظاهرة، والتي تتزايد يومًا بعد يوم، لا سيما وقد أمَّنوا عدم كشفهم، وبالتالي زاد عددهم، وتنوَّعت أساليبهم.
وعلى الآباء والمربين دور مهم وكبير لتوعية الأبناء، حيال مثل هذه التصرُّفات المسيئة، والتي تشكّل شخصًا هشًّا مستعدًا لإعطاء أي شيء مقابل المال؛ مما يجعله بيئة خصبة لاختطافه فكريًّا أو لانضمامه لجماعات متطرفة، وقد يستخدم في الإضرار بمجتمعه ووطنه، فالأمر في غاية الأهمية والخطورة، ويجب أن نتصدَّى له، كلٌّ حسب دوره واستطاعته.
@jailanishaiq
وحديثي معكم اليوم عن ظاهرة «التسوُّل الإلكتروني» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أهمها «تويتر»، وإنني أكاد أجزم بأنه لا يوجد شخص ذو مكانة اجتماعية، وله متابعون إلا وقد غصّ الخاص لديه برسائل مَن يستجدون مالًا، ولا يكاد يغرد تغريدة إلا وتجد غالبية الردود هم أولئك الذين يطلبون المال، سواء بصور فواتير الكهرباء ونحوها، أو بطريقة مباشرة، ويطلبونه بدون خجل متسترين خلف هذه المعرّفات المستعارة، والغريب أنه أو أنها يقول لك أريد أن أشتري جوالًا أو أحتاج ملابس أو نِفسي في عِطر..!
فلماذا انتشرت هذه الظاهرة، وهل هي معرِّفات وهمية وعصابات تتقمص دور فتاة أحيانًا، وشاب أحيانًا أخرى، لاستعطاف الضحية؟ أم أنهم فعلًا شباب وفتيات وجدوا هذه الطريقة سهلة لجلب المال..!
ولن أتحدث هنا عن المعرِّفات المشبوهة المدعية للسهرات والمساج واشتراطهم التحويل على بنوك محلية، أو الذين يرسلون صورًا «فاضحة» بدعوى أنها صورهم لإيقاع الضحية، ولكي يتمادى في الحديث أو لعله يرسل فيديو، ثم يتم ابتزازه به، وبلا شك هناك مَن يدفع لمثل هؤلاء، ولو لم يجدوا بيئة خصبة تدرُّ عليهم أموالًا كثيرة، ما تكاثرت هذه المعرِّفات بشكل كبير جدًّا.
وهنا أتساءل عن الدور الرقابي الحكومي على وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يتم التقصِّي من خلال الباحث الخفي بجمع المعلومات لهذه المعرِّفات، وأرقام الحسابات البنكية، ثم يتم استدعاء أصحاب هذه الحسابات والتحقيق معهم، ونشر مَن ثبتت إدانته لكي يُعتبر كل مَن تسوِّل له نفسه الإضرار بالناس وخداعهم، وأخذ أموالهم بالباطل.
كما أن الدور التوعوي المجتمعي مهم جدًّا من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وضخّ البرامج ونشر حملات تثقيفية ذات محتوى متنوِّع، والتي سيكون لها أثر كبير؛ للحد من هذه الظاهرة، والتي تتزايد يومًا بعد يوم، لا سيما وقد أمَّنوا عدم كشفهم، وبالتالي زاد عددهم، وتنوَّعت أساليبهم.
وعلى الآباء والمربين دور مهم وكبير لتوعية الأبناء، حيال مثل هذه التصرُّفات المسيئة، والتي تشكّل شخصًا هشًّا مستعدًا لإعطاء أي شيء مقابل المال؛ مما يجعله بيئة خصبة لاختطافه فكريًّا أو لانضمامه لجماعات متطرفة، وقد يستخدم في الإضرار بمجتمعه ووطنه، فالأمر في غاية الأهمية والخطورة، ويجب أن نتصدَّى له، كلٌّ حسب دوره واستطاعته.
@jailanishaiq