سالم اليامي يكتب:

تابعت مثل غيري ما جرى في الجمهورية اللبنانية، وأقصد هنا تحديدا الانتخابات البرلمانية اللبنانية، ولكي أقول رأيي كمراقب ومتابع حول الحدث سأركز حديثي في نقاط ثلاث أملا أن تكون الأمور أكثر وضوحا للسيدات، والسادة القراء.

النقطة الأولى سأحاول الاقتراب من الحدث بتلمس طبيعته مقارنةً للحدث مع غيره من الأحداث المشابهة، التي تتم بشكل دوري في مناطق كثيرة من العالم، وهنا أقول إن كل هذا الصراخ، والصراع، والتنافس الذي نقلته لنا الشاشات، والمراسلون لا يساوي في ميزان الديمقراطية الحقيقية، في مسارها النظري، والعلمي الفعلي الممارس في بلدان أكثر تقدما، وتطورا أكثر من 10 %، وأن هذا النوع من الديمقراطية يسمى عادة ديمقراطية العالم الثالث أو البلدان النامية، وبعبارة أخرى البلدان الأقل تطورا، التي تقوم ديمقراطيتها على الروابط التقليدية، رابطة العرق، والدم، والمذهب، والطائفة بينما الديمقراطية الحقة، أو الأقرب إلى النموذج الحقيقي، والفعلي تقوم في أحد أوجهها على المنفعة الخالصة، والأبعاد المدنية الصرفة.

النقطة الثانية، التي أفضل تناولها في هذه المساحة، طبيعة ما حدث في لبنان البلد الصغير متعدد الهويات المنكوب بخياراته الإقليمية، وعلاقاته الدولية، وهنا أقول: إننا سمعنا كثيرا من التصريحات والآراء حتى لأشخاص عاديين من عامة الشعب، ورأوا أن هذه انتخابات التغيير، ويقصدون بالتغيير في الذهنية السياسية والاجتماعية اللبنانية مسارين، الأول تغيير تركيبة البرلمان بخسارة ما يسمى بحزب الله، الأغلبية، المسار الثاني السعي من باقي القوى السياسية العاملة على الأرض بعد خروج المكون السني المنافس التقليدي لمكون حزب الله، السعي إلى تكوين جبهة مقاومة، أو معارضة حقيقية تحد من غلواء وتغول حزب الله في كل شؤون الحياة في لبنان، ومن اللحظات الأولى شعرت بخيبة أمل لعدم قدرة مَن يقفون في وجه هذا الحزب على مقارعته على أرض الواقع لأسباب كثيرة يطول شرحها.

النقطة الثالثة، التي أود التطرق لها، كيف ستدور عجلة الحياة، والسياسة في لبنان بعد هذه الانتخابات؟ وباختصار شديد أقول، إن الخسارة المحدودة، التي مني بها حزب الله بأن خسر بعض المقاعد لا تغير كثيرا من الوضع على الأرض، حيث ما زال الحزب هو القادر على ساحة العمل الداخلي، يضاف إلى ذلك الفهم بأنه سيعوض خسارة بعض المقاعد بالقوة واللجوء إليها، وبالمال وشراء المواقف، علما بأن المرشد الإيراني أعلن قبل مدة دعم الحزب بنحو مائة مليون دولار للإنفاق على الانتخابات، في لبنان يقول الناس إن حبة من تراب وطنهم لا تعادلها كنوز الدنيا، واليوم يجدون أنفسهم أمام خيارات كلها مرة، كان الله في عون الناس.

@salemalyami