تغير العالم فتغيرت معه الاهتمامات الإنسانية، إلى درجة أن رجلاً في شارع خلفي بالزلفي، وامرأة في قرية نائية في صعيد مصر، ومراهقاً في غابة استوائية، تفاعلوا مع محاكمة جوني ديب لطليقته إمبر هيرد وكأنها قضيتهم!!
لم تمنعهم الحرب الروسية الأوكرانية، ولا شح الغذاء العالمي، ولا التضخم وغلاء الأسعار الذي ضرب أطنابه في أسواقهم، عن متابعة هذه المحاكمة لحظة بلحظة وساعة بساعة، حتى إن البعض، ممن ليس له ناقة ولا جمل في هذه القضية، صار أول ما يفرك عينيه في الصباح يذهب إلى أخبار الطليقين وفضائحيات علاقتهما الزوجية المضطربة والملتبسة!!
اللافت أن وسائل التواصل الاجتماعي، اليوتيوب بالذات، حضرت بكل اللغات في هذه المحاكمة ونقلتها كلمة بكلمة وابتسامة بابتسامة، وتفننت في اطياد ما يثير شهية الجماهير ويدفعهم إلى المزيد من الفضول والمتابعة. بل واتخاذ المواقف الشخصية مع جوني ديب أو ضده!!
هذا يعني، من وجهة نظري، أن عادة الاستهلاك للمعلومة استشرت وطغت حتى على شكل تلقي المعلومة ونوعية هذا التلقي، حيث لم يعد للمعلومة قيمة إلا بقدر ما هي مثيرة، وليس بقدر ما هي مهمة. والمعلومات الفضائحية المثيرة في قضية الطليقين الأمريكيين الشهيرين، هي التي ساقت الجماهير إلى الانتماء للحدث، واعتباره حدثاً يستحق الاهتمام والمتابعة.
يعني هذا، مرة أخرى، أن ماكينة الاستهلاك طحنت المتلقي على مستوى العالم، وجعلته يهتم بقضية تافهة بين زوجين منعمين أكثر مما يهتم بزيادة دخله ومستقبل أولاده. وأظن أننا نتجه إلى مزيد من حشد التفاهات الإعلامية، التي طالما أنتجها الأمريكيون وصدروها إلى الشعوب الأخرى.
@ma_alosaimi
لم تمنعهم الحرب الروسية الأوكرانية، ولا شح الغذاء العالمي، ولا التضخم وغلاء الأسعار الذي ضرب أطنابه في أسواقهم، عن متابعة هذه المحاكمة لحظة بلحظة وساعة بساعة، حتى إن البعض، ممن ليس له ناقة ولا جمل في هذه القضية، صار أول ما يفرك عينيه في الصباح يذهب إلى أخبار الطليقين وفضائحيات علاقتهما الزوجية المضطربة والملتبسة!!
اللافت أن وسائل التواصل الاجتماعي، اليوتيوب بالذات، حضرت بكل اللغات في هذه المحاكمة ونقلتها كلمة بكلمة وابتسامة بابتسامة، وتفننت في اطياد ما يثير شهية الجماهير ويدفعهم إلى المزيد من الفضول والمتابعة. بل واتخاذ المواقف الشخصية مع جوني ديب أو ضده!!
هذا يعني، من وجهة نظري، أن عادة الاستهلاك للمعلومة استشرت وطغت حتى على شكل تلقي المعلومة ونوعية هذا التلقي، حيث لم يعد للمعلومة قيمة إلا بقدر ما هي مثيرة، وليس بقدر ما هي مهمة. والمعلومات الفضائحية المثيرة في قضية الطليقين الأمريكيين الشهيرين، هي التي ساقت الجماهير إلى الانتماء للحدث، واعتباره حدثاً يستحق الاهتمام والمتابعة.
يعني هذا، مرة أخرى، أن ماكينة الاستهلاك طحنت المتلقي على مستوى العالم، وجعلته يهتم بقضية تافهة بين زوجين منعمين أكثر مما يهتم بزيادة دخله ومستقبل أولاده. وأظن أننا نتجه إلى مزيد من حشد التفاهات الإعلامية، التي طالما أنتجها الأمريكيون وصدروها إلى الشعوب الأخرى.
@ma_alosaimi