صفاء قره محمد - بيروت

النائب عن «القوات اللبنانية» غياث يزبك لـ«اليوم»:

أعلن النائب عن حزب «القوات اللبنانية» غياث يزبك أنهم «في عداء سياسي مع المنظومة الحاكمة»، وقال: «نحن نتعارض معهم على مشروع وطني»، مؤكدا «إننا قادرون على مواجهة الدويلة بالصمود في وجهها»، وتابع: نحن في «معركة كسر الفساد» مع السلطة.

وفي حوار خص به «اليوم»، يتوجه يزبك إلى «حزب الله» قائلا: «أنت لم تأتِ على لبنان إلا بالخراب، فلقد فصلتنا عن عائلتنا العربية، ولم تأتِ علينا إلا بالخراب والدمار والمجاعة والتعب والهجرة ونزيف الأدمغة من لبنان».

وأعرب عن خشيته من أن «يحصل تعطيل تشكيل الحكومة والبقاء على حكومة تصريف أعمال تعطي الرئيس ميشال عون حججا بألا يتخلى عن مقعده في رئاسة الجمهورية»، وشدد على أن «المزاج العام الشعبي وكثافة الاقتراع في الانتخابات النيابية تمكنا من تحقيق تقدم كبير للمعارضة على حساب أهل السلطة والمنظومة السياسية». وهنا نص الحوار..

«النيابية» شكلت صورة لبنان

• كيف تقيم نتائج الانتخابات النيابية، وإلى أي حد حصل تزوير فيها؟

إجراء العملية الانتخابية أولا، هو عمل جيد جدا، لأن البلد كان قد ذهب في منزلقات معادية للديموقراطية ولطقوسها التي هي عزيزة جدا على لبنان والتي شكلت صورة لبنان المتميزة في المنطقة، أي أن لديه استحقاقات ديمقراطية يجب احترامها، أما في الشكل الخاص فلقد جاءت عمليات التزوير بالتدرج وبطريقة مكشوفة ومفضوحة، كل الإعاقات التي حاولوا القيام بها سابقة لعملية الانتخاب، فلقد كانت هنالك عملية مكشوفة لتغيير طبيعة العملية الانتخابية من خلال فرض الدوائر، كالدائرة 16 من خلال محاولة إقصاء المغتربين ومن ثم الإعاقات الإدارية واللوجستية التي خضعت لها العملية الانتخابية من أجل منع المغتربين من التصويت، بالإضافة إلى العراقيل الداخلية التي حاولوا القيام بها، وكذلك عمليات التزوير المكشوفة التي خضعت لها مناطق بشكل كثيف بحيث مُنع المراقبون ورؤساء الأقلام والمندوبون من الدخول بحرية لمراقبة عملية الانتخاب والفرز، إلا أن المزاج العام الشعبي وكثافة الاقتراع تمكنا من تحقيق تقدم كبير للمعارضة على حساب أهل السلطة والمنظومة السياسية.



أسلحة الانتصار في الانتخابات

• تحمل «القوات اللبنانية» لواء كسر المنظومة الحالية، ما هو برأيك أول أهدافها؟

لا تحمل بمعنى كسر المنظومة الحالية، نحن في عداء سياسي ليس نابعا من إشكالات شخصية أو فردية بل نحن على تعارض معهم على مشروع وطني بكل ما في الكلمة من معنى وساحة اللقاء الحضارية بينهم وحلبة الصراع هي المجلس النيابي وكيفية إدارة شؤون الدولة وإعادة تصويب التشريع بما يحمي سيادة لبنان وبما يعيد لبنان إلى عائلته العربية أي الدول الصديقة والمنظومة العالمية ومن الأمم المتحدة إلى الجامعة العربية وصولا إلى أصدقاء لبنان التاريخيين وخصوصا في دول الخليج العربي، هل تمكنا اليوم من الحصول على كل أسلحة الانتصار في هذه المعركة، فلقد حصلنا في النهاية على أكثرية متنوعة يجب صيانتها والعمل دائما على شدّ الوصل فيما بيننا لكي نستمر دائما في مواجهة السلطة.

جبهة سيادية موّحدة

• هل ستتحالفون مع القوى التغييرية أو تشكلون معا كتلة واحدة في وجه المنظومة الحاكمة؟

سعينا قبل الانتخابات النيابية أن تكون لدينا جبهة سياسية تفرز لوائح انتخابية تحمل هذه العناوين مع الأكثرية المتنوعة، لم تدع «القوات» يوما أنها قادرة على تعبئة كل المساحة في المجلس النيابي، لذلك هي بحاجة إلى تحالفات موضوعية مع أناس سياديين يشبهونها من الأشخاص المحاربين للفساد وصولا إلى رافضين للسلاح غير الشرعي الذي يسيطر على البلد، وقادرين على مواجهة الدويلة بالصمود في وجهها، خصوصا أنها تواجه بالدولة وبالسلاح فيما نحن نواجه فقط بالدستور وبالعملية الديمقراطية السلمية، نحن بحاجة للقيام بتحالف معهم، قد لا ننجح وقد يكون ليس المطلوب أن نكون جبهة سياسية موّحدة دائمة تحت عنوان موّحد ولكن على الأقل في العناوين الوطنية الكبرى يجب أن نكون موحّدين لكي نتمكن من تحقيق حماية لبنان واسترجاع سيادته وإعادته إلى منظومة الدول العربية والدولية.

سمير جعجع اتهم تيار باسيل بالكذب بعد الادعاء بأنهم فازوا بنتائج الانتخابات النيابية (اليوم)


«القوات» ومعركة الفساد والمفسدين

• ما مدى أهمية رصّ الصفوف لمنع تمرير صفقات واستحقاقات لصالح المنظومة؟

نعم نحن في المواضيع الوطنية والسيادية ولاحترام مندرجات اتفاق الطائف ولإقامة الدولة من خلال قضاء نزيه وقضاء صلب وإدارة غير فاسدة يجب أن نكون معهم في هذا المشروع ونحن نسعى للتوافق على هذه العناوين.

• أنتم في معركة «كسر عظم» ما بين منظومة الفساد والميليشيا، كيف ستتصدون لمنظومة تمددت في مفاصل الدولة لعقود؟

نحن في معركة قاسية نسميها «معركة كسر الفساد»، ونحن نعلم أن هذه المنظومة متجذرة في الدولة وتملك آليات تساعدها على الاستمرار والصمود في مواجهة أي محاولات إصلاح، ولكن هذا الفساد الموجود في الدولة عبر الفاسدين والذين أدخلتهم المنظومة إلى كل مفاصل الدولة أوصلنا إلى الخراب والمجاعة وخراب كل المؤسسات، نحن نستطيع أن نوظف هذه السلبيات بشكل إيجابي لكي نتمكن من النجاح عبر الاستناد على ضحايا هذا الفساد لمساعدتنا في معركتنا التي لا ندعي أنها سهلة أو ليست طويلة، ولكن نحن نتقدم والفساد يتراجع وبالإرادة الوطنية وبالعمل المجلسي وبالتشريع الجيّد نتمكن من الحصول على مبتغانا الوطني.

احتلال إيران للبنان

• لبنان محتل من إيران و«حزب الله»، ما برأيك الإستراتيجية التي ستمكن اللبنانيين من رفع هذا الاحتلال؟

نحن نعمل على خط دولتي ـ وطني ـ برلماني، يجب أن نأتي بحكومة سيادية تطالب بسيادتها، يجب أن نأتي برئيس للجمهورية لا يخشى «حزب الله» ويطالب بالسيادة، هذا لا يعني أننا نطالب بحرب ضد «حزب الله» أو بإقصائه عبر القوة، لكن نحن نقول للحزب من خلال خياراتنا الوطنية الجيدة أنت لم تأتِ على لبنان إلا بالخراب، فلقد فصلتنا عن عائلتنا العربية، لقد فصلتنا عن منظومتنا العالمية وعن ارتباط لبنان بالشرعية الدولية من خلال السيطرة المتمادية لمنظومة السلاح والفساد على هذه الدولة، لذلك، بعد كل هذه السنوات لم تأتِ علينا إلا بالخراب والدمار والمجاعة والتعب والهجرة ونزيف الأدمغة من لبنان، لهذا نقول له: لقد وفيت قسطا للمعالي، يجب أن نستعيد كمية اللبننة العالية في دمائنا ونقول لإيران «أنت في إيران ولبنان في لبنان»، ويجب انطلاقا من هذه الوقائع الدامغة على «حزب الله» أن ينحني أمام التسليم برحيل الدويلة، فالمقاومة لم يعد لديها شيء تقاومه أو أرض تحررها يجب أن تسلم سلاحها إلى مشروع الدولة، فهذا ما نقوله وما سنعمل من أجله.

رفض ازدواجية السلاح

• هل تعتقد أن الخروج من جهنم يحتاج إلى نزع سلاح «حزب الله» أم لقرار سياسي بتحجيم دور «حزب الله» وحلفائه في لبنان والمنطقة؟

ـ هو حلّ مترابط، ولكن ما يعنيني هو ليس ما يجري في المنطقة بل هو أن نعمل بألا يمكن للدويلة أن تستمر ولا يمكن لازدواجية السلاح أن تبقى ولا يمكن أن يكون للبنان دولة وسياسته الخارجية شريك، يجب أن يستعيد لبنان قرار السلم والحرب ويجب ألا يكون هنالك شريك للجيش اللبناني في السلاح، هذه هي القضايا التي سنعمل عليها وبالطبع سيكون لها صدى لدى الدول الصديقة التي ستدعمنا اقتصاديا من أجل تحقيق هذه الغاية.

«القوات» يسعى لتكوين تحالف يسترجع سيادة لبنان ويعيدها إلى المنظومتين العربية والدولية (اليوم)


تعطيل الحكومة

• كثر يتوقعون أن الاستحقاقات سيكون مصيرها التعطيل، إن كان التكليف وتأليف الحكومة، هل لبنان أمام فصل جديد من فصول التعطيل؟

لا أستبعد ذلك، أخشى ما أخشاه أن يعملوا على تعطيل تشكيل الحكومة والبقاء على حكومة تصريف أعمال تعطي الرئيس عون حججا بألا يتخلى عن مقعده في رئاسة الجمهورية، وهذه أمور ستتكشف في الأيام المقبلة، ولكن نحن لهذه المواقف بالمرصاد.

• برأيك، انتهاء عهد ميشال عون يعني بدء مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وهل ستساهم في عودة لبنان إلى الشرعية العربية والدولية؟

قد يكون بدءا لمرحلة جديدة إيجابية أو بدءا لمرحلة جديدة سلبية، لذلك نحن مستندون إلى دعم لبنان ودعم اللبنانيين المظلومين والمقهورين بعدما عاشوا هذه التجربة مع هذا العهد بشراكته مع «حزب الله» بالذهاب باتجاه الضغط لتحقيق الخيارات التي تنهي هذا العهد وتطوي معه صفحة سوداء تمهيدا لفتح صفحة بيضاء تعيد لبنان إلى ذاته ولعائلته العربية.

دويلة الفجور

• ما رأيك بتحويل لبنان إلى منصة لتهريب المخدرات؟

هذا من ضمن الاستسلام الدولي للدويلة والفجور الذي يمارسه «حزب الله» لضرب علاقات لبنان مع الأسرة العربية، ولكن نحن اليوم يجب أن نعترف بأن الدولة تحقق اليوم، فوزارة الداخلية تحقق نوعا من الانتصارات المتصاعدة نحو القضاء على هذه الآفة وتخفيف محاولات تهريب المخدرات إلى الدول العربية والصديقة ولكل العالم.

• في الختام، إذا فشلت كل المحاولات لعودة لبنان إلى ثقافته وعروبته، إلى أين سيسير لبنان؟

لدينا مشاهد سيئة نعيشها اليوم، هي الانقطاع بالمواد الغذائية، ضرب المؤسسات وانقطاع الدواء وإقفال المستشفيات وهجرة الأدمغة، ستستمر هذه العملية ولن يبقى للبنان رصيد مادي أو معنوي أو سياسي أو اقتصادي لكي يستمر في حال استمررنا في هذا الموضوع، أي نحن ذاهبون باتجاه دمار شامل، نتمنى ونعمل جاهدين لكي لا نصل إلى الدرك الأسفل.