عبدالعزيز بن عبدالرحمن

بعض العقول قابلة للتأجير، وبعض الألسن تقبل الإيجار.. القناعات لدى البعض في وسط الإعلام الرياضي تموج بغرابات، والمبادئ تتقلب بحسب القربات..

حين يبرز أحدهم أنه مهتم بشأن نادٍ ما «ع» مثلا، ويتم وصفه وتصنيفه وحسابه إعلاميا على لون ذلك النادي، ويتكلم بلين وهشاشة عن ناديه ليدافع عنه أو يقلب الحقائق حوله وينافح بهوى.. أو يتحدث عن النادي المنافس «ت» مثلا بحدة وشدة وقسوة، ويجذب كل التفاهات حوله ليصنع منها مادة خشنة يريد أن يجعلها حقيقة لتقديم قربان ولائه المزعوم لناديه «ع» قد يقبل ذلك في حدود الوعي الرياضي واضطراب الحال الإعلامية.

لكن أن تنقلب ميول أحدهم فجأة فيقدم نفسه ويظهرها أنه مشجع ومهتم بشأن نادٍ آخر «ش» مثلا، وحنينه للأول الذي هو «ع» ثم تجد خارطة طريقه يمشيها متسكعا لينفذ أجندة وطلبات وخطاب النادي الأول «ع»، ويجعل من نفسه مطية الانحاء، ويتجاهل زعمه بحبه وذوده عن ناديه «ش» فيبقى الوضع زائغ العقل، ومشقق للوعي فينضم إلى جوقة مشجعي ورابطة نادي «ع» الإعلامية، ويطلق الترهات ويقاتل ويضج كأنه منهم وتراه يتحدث عن «ع» ويترك ناديه الذي صنف عليه «ش» فذلك يقدم عقله للتأجير.

تشجع ناديا وتهاجم منافس ناديك الأساسي قد تمرر، لكن تترك قضايا منافس ناديك

الأساسي، وتتجه كبيدق شطرنج لتهاجم ناديا ينافسه نادٍ آخر، وتصف معهم ولا تدري لماذا فهم قالوا لك ذلك وأخبروك بضريبة تواجدك واستمرارك.

الأمر من ذلك من يدعي تشجيع نادٍ وهو معروف بتوجهه الأول، ثم يركز على خصوم ناديه المعشوق الأول، وليس الذي ادعى عشقه فذلك عقله قابل للبيع والترهيم.

واقعنا الإعلامي الرياضي اغتص في الفترة الأخيرة بمن يركب موجة الادعاء بالحيادية، وهو مفضوح الوجه والميول أساسا، فتحول الطرح الإعلامي الرياضي إلى بيادق مؤجرة تعبأ بأطروحات وطلبات قولية لتمشي مصالحهم في البقاء.

اليوم أصبحت مخرجات الإعلام الرياضي لا تصنع إعلاميين حقيقيين ومهنيين، أو تبني نقادا معتبرين ينفعون وسطهم الرياضي بالفكرة والرأي والتشخيص والحل.

هذه العقول المؤجرة سيكون محتواها رخيصا جدا، حتى لو كان سياج الإعلام الرياضي مستباحا سهل الدخول من خلاله، فتجد الممثل والمحاسب والفنان والمطبل والعازف وغيرهم يتحول لإعلامي رياضي خصوصيا بوجود قنوات وبرامج لا تمت لفلسفة الإعلام الرياضي بشيء فتسمح لهم.

تلك الألسن هي ألسن خرساء لا صوت لها في الحق والمهنية، بل مؤجرة لتردد ما يردده الكورال لضمان البقاء على طاولات البرامج الإسفنجة فلا طائل من السماع لترهاتهم.

ليعلم أولئك أن الادعاء أو التلون هو حيلة عاجز ما استطاع صناعة عقله من مكونات الفهم والإدراك والحق وقلل من ذاته، وأخذ الثمن فنقصت قيمته، وقبل أن يكون في قائمة المؤجرين، فلينظر ويقارن عائد مكسبه من التأجير مقابل ما خسره من مقام..