مريح جدًا أن تستيقظ في الصباح، تقوم بأعمالك المعتادة، تفتح هاتفك، تحافظ على مساحتك الروتينية، وتمشي هكذا حتى نهاية العمر ربّما...
هذه ما يلقون عليه مؤخرًا بمنطقة الراحة، فما يجلبه الاسم إثر قراءته من إشارات بأنّ مَن يعيش ضمن هذه المساحة يحصل على أموره بأحسن شكل وبأسهل ما يمكن أن يناله، وبأنّه لا حاجة له لأخذ الكثير ليعيش مرتاحًا مؤمَنًا ما يحتاج إليه للعيش، فيقولون لك: الثبات نبات!
في توضيح لما ذكرنا، ماذا تفهم من معنى الثبات، وإلى أي قصد تأخذك؟ وما المقصود بكلمة نبات؟
تخرج الجملة في معناها المجازي من معنى الثبات المراد به الالتزام أو الصّمود إلى معنى نقيضٍ تمامًا، فالثبات هنا يعني وجودك في دائرة مغلقة تحوم فيها حول نفسك، لا تتكلّف بالبحث عن نافذة فيها، أو عن ثقب أو حتّى تبذل عناية لتخلّص نفسك من مأزق مشاكلك المعتاد عليها ولا حلّ لها، وأنت هكذا وجدتَ من الدائرة مكانًا آمنًا مريحًا يجنّبك عناء البحث والمواجهة والتحسين.
الذين عاشوا في ثبات لم يحصلوا على أيّ شيء من النبات، أي لم يغيّروا من مستوى معيشتهم في شيء، ويتعلّلون في الظّروف المحيطة، وفي تقلّباتهم النفسيّة، والخوف المتشبّث به من فكرة الفشل وفكرة المحاولة وفكرة أنّ الذي تعرفه أفضل من الذي لا تعرفه، ويرتبط ذلك بكلّ ما هو محيط بك، سواء دراسيًا أو مهنيًا أو حياتيًا.
وهذا لا يعني أنّه على كلّ إنسان فينا يعيش تحت ظروف معيّنة يتوجّب عليه قلب الطاولة، ويعيش مغرقًا في التفكير حتّى ينسى الرضا، ويتكلّف في صنع مراكب جديدة لحياته، أبدًا لا ترمي العبارة إلى هذا، بل إلى أولئك الذين لم يزالوا خائفين من أن يجدوا حلًا يحتاج لبعض المواجهة والقليل من المجازفة، وألّا تنصاع للاحتمالات المؤرّقة التي تركّبها في خيالك خوفًا من إخفاق أو انتكاس، فالمشكلات والظّروف الأفضل تتطلّب تفكيرًا ومحاولات جديدة وإرادة للإقدام عليها.
وعلى مرّ الأيّام كانت التجربة خير دليل لكلّ الحقائق والنتائج، بينما لو بقيتَ في مكانك ترضخ للعادة وتقنع نفسك بها فلن تحصل على أيّ فوارق وتغييرات، وبالتالي ثباتك هذا لن يدخلك إلّا في حيّز الرتابة والملل والمأزق المتطوّر، ولن يصير لك نباتًا بالمُطلق.
@saleh_hilayel
هذه ما يلقون عليه مؤخرًا بمنطقة الراحة، فما يجلبه الاسم إثر قراءته من إشارات بأنّ مَن يعيش ضمن هذه المساحة يحصل على أموره بأحسن شكل وبأسهل ما يمكن أن يناله، وبأنّه لا حاجة له لأخذ الكثير ليعيش مرتاحًا مؤمَنًا ما يحتاج إليه للعيش، فيقولون لك: الثبات نبات!
في توضيح لما ذكرنا، ماذا تفهم من معنى الثبات، وإلى أي قصد تأخذك؟ وما المقصود بكلمة نبات؟
تخرج الجملة في معناها المجازي من معنى الثبات المراد به الالتزام أو الصّمود إلى معنى نقيضٍ تمامًا، فالثبات هنا يعني وجودك في دائرة مغلقة تحوم فيها حول نفسك، لا تتكلّف بالبحث عن نافذة فيها، أو عن ثقب أو حتّى تبذل عناية لتخلّص نفسك من مأزق مشاكلك المعتاد عليها ولا حلّ لها، وأنت هكذا وجدتَ من الدائرة مكانًا آمنًا مريحًا يجنّبك عناء البحث والمواجهة والتحسين.
الذين عاشوا في ثبات لم يحصلوا على أيّ شيء من النبات، أي لم يغيّروا من مستوى معيشتهم في شيء، ويتعلّلون في الظّروف المحيطة، وفي تقلّباتهم النفسيّة، والخوف المتشبّث به من فكرة الفشل وفكرة المحاولة وفكرة أنّ الذي تعرفه أفضل من الذي لا تعرفه، ويرتبط ذلك بكلّ ما هو محيط بك، سواء دراسيًا أو مهنيًا أو حياتيًا.
وهذا لا يعني أنّه على كلّ إنسان فينا يعيش تحت ظروف معيّنة يتوجّب عليه قلب الطاولة، ويعيش مغرقًا في التفكير حتّى ينسى الرضا، ويتكلّف في صنع مراكب جديدة لحياته، أبدًا لا ترمي العبارة إلى هذا، بل إلى أولئك الذين لم يزالوا خائفين من أن يجدوا حلًا يحتاج لبعض المواجهة والقليل من المجازفة، وألّا تنصاع للاحتمالات المؤرّقة التي تركّبها في خيالك خوفًا من إخفاق أو انتكاس، فالمشكلات والظّروف الأفضل تتطلّب تفكيرًا ومحاولات جديدة وإرادة للإقدام عليها.
وعلى مرّ الأيّام كانت التجربة خير دليل لكلّ الحقائق والنتائج، بينما لو بقيتَ في مكانك ترضخ للعادة وتقنع نفسك بها فلن تحصل على أيّ فوارق وتغييرات، وبالتالي ثباتك هذا لن يدخلك إلّا في حيّز الرتابة والملل والمأزق المتطوّر، ولن يصير لك نباتًا بالمُطلق.
@saleh_hilayel