غدير الطيار

حقيقة نعيش في بلاد عظيمة، وتحت أرض طالما سُعدنّا بها، وعشنا على أرض كانت وما زالت مصدر سعادة لنا.

نعم الوطن وحبه مطلب لابد لنا من تعزيزه لدى الجيل، خاصة في زمن تعيش به الدول بأفكار تعج بها العقول ومناهج متغيرة تهدف إلى تعزيز الفكر وتغذيته بالفكر الإخواني، فالإِخْوَانُ المُسْلِمُون هي جماعة إسلامية عالمية، تصف نفسها بأنها «إصلاحية شاملة»، وتقوم على شمولية الإسلام فتعرفه بأن «الإسلام عقيدة وعبادة، ووطن وجنسية، ودين ودولة، وروحانية وعمل، ومصحف وسيف»، تعتبر أكبر حركة معارضة سياسية في كثير من الدول العربية، لذا كان لها دور كبير في تغذية الأجيال ومحاولة زرع ذلك الفكر بهم وبعقولهم، لذا لابد من الوقوف ضد أي فكر، ومن المعلوم أن الفكر الإخواني يرى أن جماعة الإخوان كتنظيم هم فوق الوطن، وهل حب الوطن يعادله شيء؟

حاولوا زرع ذلك في نفوس الأجيال وطرقهم كثيرة في ذلك، لذا يجب علينا الاهتمام بالجيل؛ لأنهم عماد الوطن، وكذلك تعليمهم الطريقة التي يتعلمون بها.

فحقيقة يجب أن نعلمها: أن حبُّ الوطن يولد مع المواطن منذ الولادة؛ لذلك يُعتبر حبُّ الوطن أمراً فطريَّاً ينشأ عليه الفرد؛ حيث يشعر بأنَّ هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض، التي ينمو ويدفأ في حضنها.

وحبُّ الوطن ليس حكراً على أحد؛ حيث إنَّ كلَّ فرد يعشق ويحبُّ وطنه، وإنَّ ديننا الإسلاميَّ يحثُّنا على حبِّ الوطن والوفاء له، ولعلَّ أكبر مثال نورده في هذا الموضوع حين أُجبر رسولنا الحبيب -صلَّى الله عليه وسلَّم- على فراق وطنه الغالي مكَّة، فعندما خرج منها قال: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليََّ، ولولا أنَّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ»؛ فمن كلام رسولنا الكريم يتبيَّن لنا واجب الحبِّ الذي يجب أن يكون مزروعاً في قلب كلِّ شخصٍ سواء كان صغيراً أم كبيراً.

ويعتبر حبُّ الوطن رمزاً وفخراً واعتزازاً؛ لذلك يجب علينا أن ندافع عنه ونحميه بكلِّ قوَّة، وأن نحفظه كما يحفظنا، وأن نقدِّره لتوفيره الأمن لنا؛ فلهذا الوطن حقوقٌ يجب على كلِّ فرد أن يلتزم بها.. وأتذكر قول أحد جبابرة التاريخ «أحسوا بحب الوطن»، ولقد قال نابليون بونابرت في منفاه وهو على سرير الموت: «خذوا قلبي ليُدفن في فرنسا». لذلك نعتز ونفخر بهذا الوطن، الذي لم يبخل علينا بشيء، ونستشعر أهميته وأن من أسباب أهمية الوطن أن الإنسان ولد وتربى وتعلم فيه، وفيه توجد أسرته وعائلته ويحمل جنسيته وتتاح له الفرصة للعمل فيه مع تمتعه بالحقوق الأخرى كحق التملك وحق التقاضي وحق التجارة والاستثمار، كما أن الإنسان في وطنه يقوم بممارسة واجبات عقيدته بحرية تامة.

وهنا أحب أن أكتب لابد من زرع المواطنة الحقة وحب الوطن في الأجيال لتحقيق الآمال والتطلعات لمستقبل الوطن ورفاهية المواطن، وهذا ما تتطلبه رؤية 2030 وما يجب أن يكون عليه طلابنا وطالباتنا وأجيالنا الواعدة من حب وولاء، ونكرر (دمت يا وطني شامخًا).

Ghadeer020@