رائدة السبع

في مقابلة مع أحد أشهر وأوسم فناني مصر والعالم عمر الشريف جاءت جملة «أنا ندمان اني اختلطت مع الناس اللي برا كان نفسي اني ما معملش لورانس العرب كان نفسي أبقى ممثل مصري مشهور في مصر ومتزوج وسعيد وعندي عائلة كبيرة وأحفاد».

الاسم الذي تتغنى به الشعوب العربية عند ذكره والذي ترشح للأوسكار ونال ثلاث جوائز جولدن جلوب لم يكن يعني له هذا المجد شيئا مقابل المعنى الحقيقي للحياة.

أيضا الرئيس التنفيذي لشركة جوجل السيد «ساندر بيتشاي» يكرر الفكرة ذاتها حينما وصف الحياة بخمس كرات، أربع منها زجاجية وواحدة مطاطية كلما وقعت قفزت مرة أخرى وهي عبارة عن العمل أما الزجاجية فهي العائلة، الصحة، الأصدقاء، والروح، إذا سقطت إحداها فمن الصعب عودتها.

العائلة جيشي الذي أفخر به وأعظم ما يمكن للمرء امتلاكه في زمن التفرد والتحليق والتحرر من قيود العائلة أرى أن شجرة العائلة تنمو بأفرادها المجتمعة ولا تباين في أن تكون شخصا مزدهرا في حياتك العملية والاجتماعية وعائليا في الدرجة الأولى، نعم العائلة مركز حراسة حدودي يؤمن التحاقنا بالحياة في أيامنا الرتيبة.

المنازل لا تسندها الحيطان ولا الأعمدة بل تسندها أصوات ضحكاتنا، وطقوس مناسباتنا وبهجتنا، المنازل تسند بروح أفراد عائلتها والعائلة هي الإرث العظيم.

قد يكون هذا المقال مناسبا لتوثيق امتناني لعائلتي، لوالدتي وقلبها الرؤوم وقوتها التي استمد منها قوتي ولوالدي الحنون رحمه الله الذي ورثت منه الحلم الذي لا ينافسني فيه أحد، ولعمي حسن صديق الروح والمعلم الأكبر والذي رحل قبل أن أودعه، رحل بهدوء كعادته. لأطفالي الثلاثة، أبنائي أشجار حديقتي وتربتي الأكثر خصبا كما يقول نيتشه.

لإخوتي سندي لآخر العمر لأخواتي ضلعي الثابت وسرور أيامي، لأطفال العائلة وأصدقائي المخلصين الذين تزهو بهم أيامي.. ممتنة لوجودكم في حياتي.

أخيرا تذكروا أن «العائلة أولا، ثم الأقربون قلبا لا دما، ثم أصدقاء المواقف لا سنين المعرفة».

حفظ الله أحبتكم وجعلهم ذخرا وكنزا وأفاض عليكم من بهجته وسروره.

raedaahmedrr@