أحمد الجبير

ضمن رؤية المملكة 2030م، هناك توجه مستقبلي نحو اهتمام مخطط له بالبيئة، وأنسنة المكان، وهذا الأمر تزامن مع توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- منذ العام 2016م، وبدأت ثماره تتجسد في الحدائق، والتشجير، وصولا إلى خطط الرؤية السعودية 2030م، و(السعودية الخضراء)، والشرق الأوسط الأخضر.

تحت رعاية كريمة من سمو ولي العهد افتتح معالي وزير الزراعة والبيئة، والمياه المهندس عبدالرحمن الفضلي الأسبوع الماضي في مركز معارض الرياض الدولي بالعاصمة الرياض (المعرض، والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير)، الذي نظمه المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر بالتعاون مع وزارة الزراعة، والبيئة والمياه.

ويمثل المنتدى ملتقى علميًّا، ويعكس جهود المملكة في دعم الغطاء النباتي، وحماية البيئة محليًّا، وإقليميا وعالميا، وشارك في المنتدى عدد كبير من الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والجمعيات البيئية والمنظمات الدولية، ونخبة من الخبراء، والمهتمين بالبيئة، والزراعة والمياه، وتضمن المنتدى 20 جلسة حوارية، وورشة عمل في قضايا التشجير، والبيئة والمناخ.

كما قدم فيه نحو 50 ورقة علمية، وأكثر من 80 عارضًا لمنتجاتهم ومشروعاتهم، وابتكاراتهم فـي مكافحـة التصحر، وتنمية الغطاء النباتي وحمايته، وأكد معالي الوزير/ الفضلي في كلمته بحفل الافتتاح أن المملكة تمضي نحو تحقيق طفرة نوعية، وغير مسبوقة في المملكة، ومنطقة الشرق الأوسط في مجال حماية البيئة، وتنمية الغطاء النباتي.

وسوف تنعكس آثارها عالمياً في الحد من التصحر، وتعزز التنوع الإحيائي، مما يدفع في اتجاه مستقبل بيئي نظيف، وأكثر استدامة، ويرتقي بجودة حياة الإنسان، ويعزز رفاهيته، وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني الدكتور/ خالد العبد القادر أن المعرض، والمنتدى يسعى إلى التعاون، والتواصل بين أكثر من 80 عارضاً من الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والمنظمات والجهات الدولية.

فيما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة نيوم المهندس/ نظمي النصر خلال الجلسة الافتتاحية عن مبادرة أطلقتها نيوم بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر بزراعة 100 مليون شجرة محلية كجزء من العشرة مليارات شجرة، التي ستتم زراعتها حول العالم، وإعادة تأهيل 1.5 مليون هكتار من الأراضي والمحميات الطبيعية، وإصلاح الحياة البرية في نيوم.

وهناك دور للمساحات الخضراء في تعزيز جودة الحياة، والصحة العامة في المملكة، وتأثير التشجير في الأنظمة البيئية والمائية، وأساليب وتقنيات تحسين خصائص التربة لتنمية الغطاء النباتي، واستخدام تقنية الاستمطار الصناعي، وتعزيز موارد المياه في المناطق الجافة، والتجارب الدولية في المشاركة المجتمعية والتشجير الزراعي، ودوره في تحقيق مستهدفات المملكة.

كما أن تنمية المجتمعات المحلية، والتعرف على ممارسات التشجير عالميا، وحماية مواقع الغطاء النباتي والرقابة عليها، وتأهيل المتدهور منها حول المملكة، والكشف عن التعديات عليها، ومكافحة الاحتطاب، إضافة إلى الإشراف على إدارة أراضي المراعي والغابات، والمتنزهات الوطنية واستثمارها، مما يعزز التنمية البيئية المستدامة، ويسهم في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.

فكل ما ذكر في المنتدى سوف يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للبيئة محليا، وإقليميا وعالميا ودعم مشاريع الأمم المتحدة، والبحوث والدراسات في مجال التشجير، ومكافحة التصحر، وتقريب الخبرات العالمية، والتعرف على نماذج النجاح المطبقة عالميا، وتأثير التشجير في الأنظمة البيئية والمائية، وإبراز دور المملكة في ذلك، وأهمية المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، ومكافحة التصحر.

ahmed9674@hotmail.com