نوير الحارثي

أحببت هذا المثل الذي يقال إن أصله (صيني)..

عند قراءتي لهذا المثل شدني وزادني إعجابا به على أنه يحتوي على خمس كلمات ولكن المعنى عميق جدا يحمل الكثير من المفاهيم حول هذه الظاهرة، ويلامس واقع الكثير من حولنا لذلك قررت كتابة كلمات عنه تحمل توافقي مع هذا المثل واحتمالاتي لصدق هذا المثل.

قيل إن البيوت السعيدة ليس لها صوت؟ لماذا؟

أعتقد أن من يكون لديه أي أمر تجده ينشغل به، ويترك الآخرين ولا يبالي لهم، من يملك سعادة في بيته غالبا ينشغل عن الآخرين وعن المظاهر والتوثيق المبالغ به لأنه يعيش هذه السعادة.

في الآونة الأخيرة كثرت المثاليات، والصور، والسعادة الزائفة، التي تحمل صورا خادعة للعالم الخارجي التي دمرت الكثير من الناس، والعوائل، وأصابهم هوس المقارنة بينهم وبين الآخرين، بقول انظروا ما لديهم، انظروا ما عندهم، ولا يتفكرون ماذا حدث خلف كواليس هذه الصور الموثقة توثيقا مبالغا به، ليس كل من يظهر جميع ما لديه سعيدا؟ قد يمثل ذلك، وقد يملأ صدره الهم، وقد يكون لديه من الهموم ما يثقل كاهله لدرجة تصعب على أجفانه أن ترف إذا حان موعد النوم، لذلك لا بد علينا من عدم التسرع، والحكم على ما نراه من مثاليات وسعادة زائفة، لأنه انتشر في الآونة الأخيرة، الكثير من السعادات الزائفة، فلا نستقبلها بالتصديق، والحسد، والتقليد، وهدم حياتنا من أجل ما نراه ظاهرا على الشاشات، لأنه لا يوجد في الواقع حياة تتصف بالمثالية، ولأن السعيد حقا ينشغل بالسعادة، ويعيشها في لحظتها، ولا يتفرغ للتوثيق المستمر، وحتى إن قام بذلك فسوف يقوم بتوثيق جزء بسيط من هذه اللحظة، لتبقى ذكرى سعيدة يسترجعها في أحد أيام حياته.

ختاما:

* من يعيش ساعات سعادته مشغولا بالتوثيق فمتى سيعيش هذه الساعات؟

* لا يوجد في الواقع حياة مثالية لأن الله خلق المشاكل والهموم ملازمة للإنسان فلا نعتقد أن الآخرين يعيشون المثالية.

@Noir_saud50