اليوم - الوكالات

حاكم لوجانسك: البريطانيان المحكوم عليهما بالإعدام جنديان في جيش أوكرانيا

أكد حاكم منطقة لوجانسك أن المواطنين البريطانيين الاثنين، اللذين حكم عليهما بالإعدام من قبل انفصاليين موالين لموسكو هما جنديان بالقوات النظامية الأوكرانية. في حين كثفت القوات الروسية، أمس الجمعة، هجماتها على منطقة خاركيف بتدمير مطار ومصنع دبابات شرقي الجارة الغربية.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف: «دمرت صواريخ أرض جو عالية الدقة طائرات للجيش الأوكراني في مطار دنيبرو، وفي منطقة خاركيف (جرى أيضا تدمير) مصانع لإنتاج الأسلحة وصيانتها».

وأضاف أن «أكثر من 500 جندي أوكراني قتلوا وأن 13 مركبة مدرعة وتسع قطع من أسلحة المدفعية وست قاذفات صواريخ ومقاتلتين وخمس طائرات مسيرة و16 مركبة عسكرية قد تم إلحاق أضرار بها ولم تعد صالحة للعمل، وجرى تدمير 16 مستودع ذخيرة آخر».

حكم بالإعدام

والخميس، حكمت محكمة في جمهورية دونيتسك الشعبية بالإعدام على بريطانيين ومغربي أُلقي القبض عليهم أثناء القتال في صف أوكرانيا.

من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون، أمس الجمعة: إن بريطانيا تعطي الأولوية للمحادثات مع أوكرانيا وليس روسيا حول وضع مواطنين محتجزين حُكم عليهما بالإعدام في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون شرق أوكرانيا.

ونددت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس بالحكم على إيدن أسلين وشون بينر، واصفة ذلك بأنه انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف وأثارت القضية مع نظيرها الأوكراني في محادثة هاتفية، أمس الجمعة.

وقال المتحدث باسم جونسون: «أولويتنا هي العمل مع الحكومة الأوكرانية لمحاولة تأمين إطلاق سراحهما في أسرع وقت ممكن»، مضيفا أن «انتماءهما للجيش الأوكراني يمنحهما الحماية بموجب القانون الدولي».

وقال: «لهما حق الحماية بموجب اتفاقية جنيف باعتبارهما عضوين في القوات المسلحة الأوكرانية، ولهذا السبب نريد مواصلة العمل معهم عن كثب لمحاولة إطلاق سراحهما بأسرع ما يمكن».

وردا على سؤال عما إذا كانت بريطانيا ستجري محادثات مع روسيا لتأمين الإفراج عنهما، قال المتحدث: «لا توجد اتصالات بصورة منتظمة بيننا وبين الروس».

في المقابل، قالت الخارجية الروسية: إن رد فعل بريطانيا على الأحكام يتسم بالانفعال الزائد، مضيفة أنه يتعين على لندن مناشدة سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية بشأن الجنديين.

مبنى إدارة المدينة المدمر في باشتانكا مع استمرار الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)


ارتكاب جرائم

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إن البريطانيين والمغربي إبراهيم سعدون ارتكبوا جرائم على أراضي الدولة المعلنة من جانب واحد وتسعى للانفصال عن أوكرانيا.

ولا تعترف بريطانيا بجمهورية دونيتسك الشعبية وليس للحكومة الأوكرانية سيطرة على الأجزاء الخاضعة للانفصاليين في الشرق، ونشرت روسيا قوة نيران ضخمة في المنطقة لتوسيع نفوذ الانفصاليين ضمن حربها على أوكرانيا التي تصفها بأنها «عملية خاصة».

وقال مسؤول أوكراني كبير: إن روسيا تريد استخدام الأجانب الثلاثة المحتجزين رهائن للضغط على الغرب بشأن مفاوضات السلام.

وفي السياق، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، أمس الجمعة: إن أحكام الإعدام الصادرة بحق مقاتلين أجانب في شرق أوكرانيا الذي تسيطر عليه روسيا صادمة وتعكس «تجاهل روسيا التام للمبادئ الأساسية للقانون الإنساني العالمي».

وبشأن انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى توجيه «إشارة متفائلة» لهذه الدول.

وأشار شولتس، الجمعة، خلال زيارته إلى بريشتينا عاصمة كوسوفو إلى المدة الطويلة التي انقضت منذ تقديم الوعد بمثل هذا التطلع قبل نحو عشر سنوات والآمال الكبيرة التي عقدت عليه في ذلك الوقت.

وفيما يتعلق بصربيا التي تقيم علاقات ودية مع روسيا رغم الهجوم على أوكرانيا، قال شولتس: «كل من يريد أن يصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي يجب أن يقبل النظام بأكمله المرتبط به»، موضحا أن من بين ذلك العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا.

المنطقة الرمادية

إلى ذلك، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي مجددا إلى تسريع وتيرة منح بلاده صفة مرشح للانضمام للتكتل.

وتساءل زيلينسكي في خطاب له أمام قمة كوبنهاجن للديمقراطية التي تنظمها مؤسسة تحالف الديمقراطيات، الجمعة، عن سبب ترك الاتحاد الأوروبي لبلاده في «المنطقة الرمادية» بين التكتل وروسيا، وذلك بعد أن أظهرت نتائج استطلاع أن 71 % من الأوروبيين يعتبرون الأوكرانيين «جزءا من الأسرة الأوروبية».

وقال الرئيس الأوكراني: «إن النظام الأوروبي قد يخسر حال لم يتم تحويل الأقوال إلى أفعال».

في غضون هذا، قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» أمس: إن تراجع صادرات القمح والسلع الغذائية الأخرى من أوكرانيا وروسيا يدفع ما بين 11 مليونا و19 مليون شخص لبراثن الجوع خلال العام المقبل.

وتسبب الصراع في أوكرانيا في أزمة غذاء عالمية، مع ارتفاع أسعار الحبوب وزيوت الطهي والوقود والأسمدة.

وقال بوبكر بن بلحسن، مدير إدارة الأسواق والتجارة في منظمة الأغذية والزراعة: إن الصراع «يمكن أن يترتب عليه سقوط ما بين 11 و19 مليونا آخرين في (براثن) الجوع، وهو جوع مزمن على مدى 2022 و2023».

وقال للصحفيين: إن هذا التقدير الأولي وُضع استنادا إلى انخفاض صادرات السلع الغذائية من أوكرانيا وروسيا.

وأضاف: «إن البلدان الأكثر تضررا هي منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا نظرا لاعتمادها الكبير على الواردات، خاصة القمح، من هذين البلدين، وكذلك الزيوت النباتية وزيت دوار الشمس».