كنت أعتقد أنها طفرة في بعض المصطلحات مع ازدياد دور، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في حياتنا، ثم فكرت في فترة أخرى أن تكرار بعض المصطلحات وبرزها في خطابنا اللغوي جزء تتسبب فيه اعتمادنا على الترجمة من اللغات الأخرى، ولكن تبين لي وهذا رأي شخصي عكس ذلك. سأبدأ معكم الحكاية عندما أصبحت كلمة تَنِمُر تتكرر على أسماعنا عشرات المرات في اليوم الواحد. أعتقدت أن ذلك متاتي من كثرة مناقشة هذا الموضوع في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن جزءا كبيرا مما يسمى بأقسام التنمر أو أنواعه متعلق باستخدام الشبكة العنكبوتية وبرامج وتطبيقات الولوج إليها ومشاركة الآخرين للأنشطة الحياتية اليومية في كل مكان من العالم. ثم قلت الأمر لا يخلو من اعتمادنا كأصحاب لغة ثرية وقادرة على التعبير وتجسيد المعاني الذهنية والعقلية على الترجمة من اللغات الأكثر شيوعاً اليوم وفي طليعتها اللغة الإنجليزية. في الحقيقة، أن المسارين السابقين في التفكير يضاف إليهما مسار جديد وهو مسار التطور في اللغة بمعنى تغير المصطلحات وتبدلها بحسب تبدل الظروف الأخرى في حياة الناس للدلالة على أمور معروفة ومكتشفة من قبل، وأزعم من ملاحظتي الشخصية بأن موضوع التنمر ربما ساهمت في بروزه المسارات الآنفة الذكر لكن الركون إلى المسار الأخير هو الأرجح، والأغلب عندي.
فقبل أن نعرف أن التنمر هو حالة عامة من الاستقواء والإضرار بالآخرين بأحد أشكال الضرر الكثيرة ظناً أنهم أضعف، أو أقل حيلة. لأسباب يطول شرحها لا يختلف في بنيته الضمنية عن (اللقافة) فعندما كنا في سن صغيرة وهي ربما فترة الصبي والفتوة كان يقف وراء كل أذى ملقوف أو نوع من أنواع اللقافة، فقبل أن يبدأ العراك بين شخصين أو أكثر يكون هناك شخص قام بالتنمر أو اللقافة وأشعل فتيل الصراع سواء كان اسم ذلك الصراع مضاربة أو هوشة أو شيء آخر. وفي مرحلة عمرية أكثر تقدماً بقى الملقوف واللقافة حاضرة بين الناس وتحمل معنى التنمر النفسي والمعنوي إلى حد كبير من ذلك شخصية بعض الناس، الذين اعتادوا التعليق على الآخرين وبيان مكامن النقص أو الطرافة فيهم، ومنهم مَن يسمون بالعيارين أو كثيري المراء.
الغريب أن أحد معاني القافة والملقوف يأتي في لغتنا العربية من استقبال الشيء والتقاطه بسرعة، ولدقة اللغة في التعبير يُقال أَنَّ الالتقاط يتضمن المادي كأن يلتقط المرء تفاحة تقذف إليه من بعد، وفي ذات السياق يأتي التقاط المعاني أي الكلمات، حيث يلتقط المرء الكلمة فتنزل عليه كما يقولون موجعة، مؤلمة. وكخلاصة لجملة المعاني التي تطرقنا إليها في السطور السابقة يمكننا القول بثقة أكبر إن التنمر كان موجودا معروفا بين الناس حتى من قبل أن نطلق عليه تنمرا، وربما في مجتمعات أخرى لديها أسماء موازية للتنمر وتتضمن التوصيف العام لأبعاده وأنواعه، وتقسيماته. أتذكر أن بعض المرسين الوطنيين الذين يعرفون اللهجة السعودية المحلية كانوا يطلقون لقب ملقوف على البعض وكثيرا ما كان ينصح الملقوف بترك اللقافة، التي يؤذي بها الآخرين من الطلاب الأقل منه قوة وربما بُنية. من هنا يكمن أن نخلص إلى أن الملقوف القديم هو متنمر جديد والله أعلم.
@salemalyami
فقبل أن نعرف أن التنمر هو حالة عامة من الاستقواء والإضرار بالآخرين بأحد أشكال الضرر الكثيرة ظناً أنهم أضعف، أو أقل حيلة. لأسباب يطول شرحها لا يختلف في بنيته الضمنية عن (اللقافة) فعندما كنا في سن صغيرة وهي ربما فترة الصبي والفتوة كان يقف وراء كل أذى ملقوف أو نوع من أنواع اللقافة، فقبل أن يبدأ العراك بين شخصين أو أكثر يكون هناك شخص قام بالتنمر أو اللقافة وأشعل فتيل الصراع سواء كان اسم ذلك الصراع مضاربة أو هوشة أو شيء آخر. وفي مرحلة عمرية أكثر تقدماً بقى الملقوف واللقافة حاضرة بين الناس وتحمل معنى التنمر النفسي والمعنوي إلى حد كبير من ذلك شخصية بعض الناس، الذين اعتادوا التعليق على الآخرين وبيان مكامن النقص أو الطرافة فيهم، ومنهم مَن يسمون بالعيارين أو كثيري المراء.
الغريب أن أحد معاني القافة والملقوف يأتي في لغتنا العربية من استقبال الشيء والتقاطه بسرعة، ولدقة اللغة في التعبير يُقال أَنَّ الالتقاط يتضمن المادي كأن يلتقط المرء تفاحة تقذف إليه من بعد، وفي ذات السياق يأتي التقاط المعاني أي الكلمات، حيث يلتقط المرء الكلمة فتنزل عليه كما يقولون موجعة، مؤلمة. وكخلاصة لجملة المعاني التي تطرقنا إليها في السطور السابقة يمكننا القول بثقة أكبر إن التنمر كان موجودا معروفا بين الناس حتى من قبل أن نطلق عليه تنمرا، وربما في مجتمعات أخرى لديها أسماء موازية للتنمر وتتضمن التوصيف العام لأبعاده وأنواعه، وتقسيماته. أتذكر أن بعض المرسين الوطنيين الذين يعرفون اللهجة السعودية المحلية كانوا يطلقون لقب ملقوف على البعض وكثيرا ما كان ينصح الملقوف بترك اللقافة، التي يؤذي بها الآخرين من الطلاب الأقل منه قوة وربما بُنية. من هنا يكمن أن نخلص إلى أن الملقوف القديم هو متنمر جديد والله أعلم.
@salemalyami