فهد الخالدي

على مشارف نهاية عام دراسي حافل تتوالى الإعلانات من المدارس والجامعات وحتى مراحل الطفولة المبكرة عن احتفالات التخرج للطلاب والطالبات الذين ينهون المراحل الدراسية المختلفة، سواء الذين يحصلون على درجة البكالوريوس والشهادات الجامعية العليا أو المدارس الثانوية وما دونها، ومع الاستعدادات لهذه الاحتفالات تتوالى طلبات المدارس التي تتعلق بهذه المناسبة، ويبدأ الأبناء يُلحُّون على آبائهم؛ لتوفير هذه المتطلبات التي تحتاج من الأهل جهودًا قد تكون مضنية للحصول عليها؛ لأن كل مدرسة أو جهة تكون لديها مواصفات محددة لما تطلبه من اللوازم، علاوة على التكاليف المادية التي تتضاعف كلما زاد عدد الأبناء والبنات في الأسرة، إضافة إلى ما يقوله البعض إن بعض المدارس، خاصة الأهلية والعالمية، تبالغ في طلباتها، بل وتفرض رسومًا للاشتراك في هذه الحفلات، بل إن بعضها يذهب إلى حد إقامة هذه الاحتفالات في صالات خارج المدرسة مع ما يحمله ذلك للأهل من نفقات إضافية تنوء بها بعض الأسر، خاصة مع وجود أكثر من ابن أو بنت في مراحل التعليم المختلفة.

ومع أن الآباء والأمهات تغلب عليهم مشاعر الفرحة لانتقال أبنائهم من مرحلة دراسية إلى أخرى، ويقبلون على هذا الأمر بكل سعادة، خاصة الآباء الذين يصل أبناؤهم إلى هذه المرحلة لأول مرة في حياتهم، وهم من الشباب غالبًا، إلا أن الفرحة سرعان ما تتبدد تحت كاهل ما يتحمَّلون من أعباء مادية وجهود ربما تتكرر كل عام.

وقد يقول قائل إن الفرحة بنجاح الأبناء تستحق، لكن هذه الفرحة العابرة يمكن أن تتم بقليل من التخطيط الذي يحافظ على إيجابياتها، ويسعد بها الآباء والأمهات دون المبالغة في الجهود والنفقات، إضافة إلى أن هذه المناسبة ينبغي التعامل معها باعتبارها مواقف تعليمية وحياتية ينبغي الاستفادة منها في إعداد الطالب والطالبة للحياة من خلال المشاركة في التخطيط والإعداد لها، والمشاركة في تنظيمها، وفي تقديم فقرات الاحتفال بما يتناسب مع قدرات الطلاب والطالبات ومواهبهم، سواء تنمية روح القيادة أو مهارات الخطابة والإلقاء أو غيرها، مع الحرص على مشاركة أكبر عدد من الطلاب دون حرمان مَن يستطيع أن يقدم أية مشاركة، وألا تقتصر على طلبة دون غيرهم، كما أن الطلبات ينبغي ألا تكون مبالغًا فيها، وأن تتم هذه المناسبات بأقل التكاليف، وداخل أسوار المدرسة التي هي بيت الطلاب والمكان الذي يقضون فيه أجمل أوقات حياتهم، وأن نعتني دائمًا بأن يمارس الطلاب هواياتهم ومهاراتهم، بل وتتم تنميتها من خلال هذه المناسبات وغيرها.

إن وجود ملاحظات معينة على ممارسات تتم في مثل هذه المناسبات لا يعني أن نغض النظر عن إيجابياتها، لكن ما قصدنا إليه هو أن تتم مراجعة تجارب تطبيق هذه المناسبات في الأعوام السابقة، والاستفادة من التغذية الراجعة لاستلهام فرص التحسين؛ مما يحقق الآثار الإيجابية لهذه المناسبات على الطلبة والطالبات وأسرهم، وعلى المؤسسات التعليمية أيضًا، وربما يكون من المناسب أن يتم التأكيد على معايير وشروط ينبغي أن تراعى في جميع الأحوال عند الإعداد لهذه الاحتفالات وتنفيذها، سواء من النواحي الفنية والإدارية أو النفسية والتربوية، بل والاقتصادية أيضًا.. والله الموفق.

@Fahad_otaish