صفاء قره، الوكالات - بيروت

الراعي يدعو لانتفاضة: قوى الأمر الواقع انقلبت على هوية البلد

أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أمس الأحد، أنّ «التوتر القادم مع لبنان سيشهد قصفًا غير مسبوق»، وتوجّه إلى اللبنانيين بالقول: «سنوجه ضربات كبيرة جدا بالحرب، ولكننا سنقوم بإنذار السكان وسنسمح لهم بمغادرة المناطق».

وأعلن كوخافي عن تحديد آلاف الأهداف بينها منظومة الصواريخ والقذائف والراجمات التي سيتم ضربها في حال نشوب حرب مع لبنان.

وفيما شهد أبريل الماضي تصعيدا على الحدود بين البلدين تمثّل بقصف مدفعي إسرائيلي كثيف طال مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، ثارت مؤخرا خلافات بينهما حول تخطيط الحدود البحرية وحقوق التنقيب، بينما اتهمت بيروت تل أبيب بانتهاك سيادتها.

وقال أفيف كوخافي في كلمة ألقاها خلال «المؤتمر الوطني للجبهة الداخلية» حول احتمال اندلاع حرب مع لبنان: «لقد قمنا ببلورة آلاف الأهداف التي سيتم تدميرها في منظومة الصواريخ والقذائف التي يمتلكها العدو».

وأضاف: «كل الأهداف موجودة في خطة هجوم لاستهداف مقرات القيادة والقذائف الصاروخية والراجمات ومزيد من هذه الأهداف، كل ذلك سيتم ضربه في دولة لبنان».

إنذار اللبنانيين

وتوجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى اللبنانيين قائلا: «سنوجه ضربات كبيرة جدا بالحرب، ولكننا سنقوم بإنذار السكان وسنسمح لهم بمغادرة المناطق، وأقول لسكان لبنان أنصحكم بالمغادرة ليس فقط في بداية الحرب، بل منذ بداية التوتر وقبل إطلاق الرصاصة الأولى، أنصحكم بمغادرة تلك المناطق لأن قوة الهجوم ستكون بشكل غير مسبوق».

وتابع: «كل هدف مرتبط بالصواريخ والقذائف الصاروخية سيتم استهدافه في الحرب المقبلة، بيت تتواجد في داخله قذيفة أو يقع بالقرب من قذيفة أو ناشط يتعامل مع قذيفة صاروخية أو مقر قيادة تتعامل مع قذيفة أو كهرباء مرتبط بمجموعة من القذائف الصاروخية - كل هذه الشبكة سيتم ضربها في يوم الحرب».

وأردف قائلا: «راجمة صواريخ داخل منزل تعتبر هدفا عسكريا، مستودع صواريخ داخل منزل يعتبر هدفا عسكريا، مخزن صواريخ في سرداب مبنى يعتبر هدفا عسكريا، مقر قيادة داخل مبنى متعدد الطوابق يعتبر هدفا عسكريا، وأيضا أهداف ثنائية الاستخدام تخدم قتال العدو تعتبر أهدافا عسكرية».

إلى ذلك وفي شأن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل قال البطريرك اللبناني بشارة بطرس الراعي: «بالنسبة إلى الأزمة الناشئة على الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل فإنها تعنينا جميعا، ولا مجال للتفريط بحقوقنا تجاه إسرائيل أو كرمى لأي دولة، الحق حق أمام العدو والصديق، إن الجنوب، أرضا وشعبا، عزيز على قلبِنا، والثروات المنتظرة هي ثروات سيادية وطنية تعد بأرباح طائلة للدولة وللأجيال المقبلة، وجدير بالمسؤولين أن يعالجوا هذه الأزمة وصولًا إلى الحل لا إلى الحرب، ليتمكن لبنان من استخراج الغازِ والنَفط في السرعة القصوى».

تهديدات حزب الله

وفي إشارة لتهديدات من أمين ميليشيا «حزب الله»، قال البطريرك الراعي في كلمة له أمس: وحدها الدولة مسؤولة عن حسم هذا الموضوع، ووحدها مؤتمنة على قضايا السيادة والاستقلال، وعلى ثروات النفط والغاز، ووحدها الدولة مسؤولة عن إدارة المفاوضات مع الجهات الأجنبية، وتحديد دور الوسطاء، واتخاذ القرارات، وعقد المعاهدات، وتقريرِ الحربِ والسلم، وعند الضرورة تستطيع استطلاع مواقف الأطراف السياسية اللبنانية، نظرا لأهمية الموضوع ودقة الظرف.

وطالب الراعي بالإسراع إلى إجراء الاستشارات النيابية لتكليف رئيسِ حكومة وطني وذي صفة تمثيلية، وتأليف حكومة كاملة الصلاحيات تشارك في المفاوضات الحدودية. وقال: لا يجوز دستوريا وميثاقيا تغييب مجلسِ الوزراء.

وفي سياق آخر، دعا البطريرك الراعي إلى انتفاضة شعبية للنهوض من الانهيار، معتبرا أن قوى الأمر الواقع انقلبت على هوية لبنان ودستوره.

وتابع الراعي في كلمته: جميع اللبنانيين يعيشون نتائج الانهيار على كل الصعد، وينبغي إيجاد حل له والنهوض منه، ولا بد من انتفاضة شعبية مصححة، ومن تغيير وطني وخطة تعاف لمصلحة البلد، ومن التوجه إلى الأمم المتحدة لضمان بقاء لبنان حرا حياديا وقويا.