اليوم - الدمام

يواصل مرض الحمى النزفية التفشي في بلاد الرافدين، وسط ارتفاع معدل الإصابات والوفيات، إذ أعلنت وزارة الصحة العراقية مؤخرًا تسجيل 162 حالة، توفي من بينها 27 مصابًا.. فما هي خطورة هذا المرض وكيفية انتقاله والوقاية منه؟

تصنف حمى القرم - الكونغو النزفية (CCHF) كمرض واسع الانتشار ناتج عن فيروس تحمله حشرة القراد التي تنتمي إلى عائلة فيروسات بونيا، وينتج عن الفيروس الذي يستوطن بلدان أفريقيا والبلقان والشرق الأوسط؛ حدوث فاشيات الحمى النزفية، وتصل معدلات الوفيات الناتجة عنه من 10 إلى 40% من الإصابات.

انتقال العدوى للبشر

انتقال الحمى النزفية إلى البشر يحدث عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة، وتعيش الفيروسات التي تسبب الإصابة بها، في عوائل حيوانية وحشرية عديدة، وغالبًا ما تكون القراد والبعوض أو القوارض أو الخفافيش، بالإضافة إلى إمكانية انتقال عدة أنواع منها أخرى عبر استنشاق فضلات الفئران المصابة.

سبب التفشي في العراق

ونقلا عن وكالة الأنباء العراقية، فقد أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة، حميد النايف، أن هناك 4 عوامل ساعدت على ارتفاع الإصابات بمرض الحمى النزفية، هي قلة الكوادر البيطرية، واستمرار ذبح الحيوانات العشوائي داخل المدن، وعدم الاهتمام بنظافة الحظائر الحيوانية، فضلا عن تقليص الدوام الرسمي ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا.

لا يوجد لقاح

ولا يوجد حتى الآن لقاح متاح للبشر أو الحيوانات، وإنما يتم استخدام عقار ريبافيرين المضاد للفيروسات، سواء عن طريق الفم أو في الوريد، ومع ذلك لم يثبت أي دليل من التجارب السريرية العشوائية فعالية ريبافيرين في علاج CCHF.

ويبدو أن أزمة الحمى النزفية في طريقها للتفاقم، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك؛ لأنه سيتم ذبح المزيد من الإبل والأبقار والأغنام خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى ذلك لا يمكن استبعاد الانتقال الدولي عبر الحدود نظرًا لزيادة حركة السكان وإمكانية تصدير الحيوانات المرتبطة بالأضاحي، وفقًا لتحذير صادر عن منظمة الصحة العالمية، التي أكدت إمكانية ظهور CCHF في المزيد من الدول المجاورة للعراق.

كيفية الوقاية من العدوى

ومع احتمالية انتشاره في المنطقة، يتحتم اتباع الإجراءات الوقائية، التي تتمثل في اتخاذ التدابير الوقائية أثناء الذبح، والحجر الصحي للحيوانات قبل دخولها المجازر للتأكد من كونها سليمة خالية من المرض، فضلاً عن الحرص على ضمان قيام العاملين في مجال الرعاية الصحية بتنفيذ تدابير مكافحة العدوى عند رعاية حالات CCHF أو الحالات الأخرى المصابة بالحمى النزفية، واستخدام وسائل واقية مناسبة عند التعامل مع الدم أو سوائل الجسم، كارتداء القفازات وواقيات العينين والوجه، والحذر الشديد مع عينات المختبرات والنفايات والتخلص منها بشكل آمن، وذلك وفقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية.

وفي حال السفر إلى منطقة تنتشر فيها الحمى النزفية، فقد تصاب بالفيروس مع عدم ظهور أعراضه إلا بعد العودة إلى الوطن مرة أخرى، لأن الأعراض قد تستغرق من من يومين إلى 21 يوما حسب نوع العدوى.

وتشمل أعراض المرض المبكرة:

  • الحُمى والتعب
  • الضعف والشعور بالتوعك
  • الدوار وآلام العضلات
  • الغثيان والقيء والإسهال

أما الأعراض المتأخرة فتشمل:

  • نزيف تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو الفم أو العينين أو الأذنين
  • الغيبوبة والهذيان
  • الفشل الكلوي والتنفسي والكبدي
  • خلل وظيفي في الجهاز العصبي


ووفقا لموقع مايو كلينيك الطبي الأمريكي، فإن الوفيات تحدث غالبًا في الأسبوع الثاني بعد ظهور أعراض العدوى.