خالد العبيد

تدخل محافظة الأحساء بتاريخها المجيد الذي يرجع إلى عصور قديمة وحضارة زاهرة، والتي تحتضن تراثا مهما يعود إلى ما قبل الإسلام، تدخل عهدًا جديدًا من التنمية والازدهار الاقتصادي الشامل، بعد صدور الأمر الملكي بالموافقة على إنشاء هيئة تطوير محافظة الأحساء، ضمن ما تقوم به المملكة من نهضة طالت كل مناحي الوطن.

وتتميز الأحساء بموقع إستراتيجي لوجستي مهم، وبأنها أكبر واحة زراعية على مستوى السعودية، وتضم ثروة زراعية كبيرة، إضافة إلى إنتاج نحو آلاف الأطنان من التمور سنويًّا، فضلا عن موروثها التاريخي والثقافي، مثل ميناء العقير الذي يُعد من المواقع التاريخية ‏المهمة في السعودية وأول ميناء بحري فيها.

كما تضم واحة الأحساء مجموعة من المواقع الأثرية، تتمثل في الحصون التاريخية المتبقية، والجوامع والينابيع والقنوات المائية، التي تم تسجيلها في منظمة اليونسكو بوصفها أحد مواقع التراث العالمي، كما تشرفت بثاني مسجد تقام به صلاة الجمعة في عهد الرسالة.

ولقد أبهج هذا الأمر ليس فقط سكان الأحساء والمنطقة الشرقية ولكن كل أبناء مملكتنا الحبيبة.

ومنذ أيام قليلة كان هناك اجتماع لمناقشة الخطط والمراحل التأسيسية لعمل الهيئة ودراسة تعزيز الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتميز بها المحافظة، وتنمية المكونات الطبيعية والسياحية والتراثية والثقافية التي تزخر بها، والمساهمة في إيجاد بيئة تنموية متوازنة ومستدامة، تدعم اقتصاد المحافظة، وتعزز التطوير والتحديث والتنوع.

ويُعد اهتمام سمو سيدي ولي العهد بملف التنمية المناطقية، جزءًا من رؤية 2030 الطموحة في النهوض بكل منطقة من مناطق المملكة اقتصاديًا وتنمويًا واجتماعيًا، في ضوء ما تزخر به من مقومات طبيعية وجغرافية وثقافية وبيئية واقتصادية لم تكن مستغلة في السابق بالشكل الكافي والمطلوب.

ومثلما ترتكز رؤية ولي العهد حفظه الله في تطوير المناطق والنهوض بها، على الاستغلال الأمثل لما تزخر به كل منطقة من مقومات طبيعية وجغرافية وثقافية وبيئية واقتصادية لم تكن مستغلة في السابق بالشكل الكافي والمطلوب، فإن محافظة الأحساء تمتلك مجموعة من المقومات المهمة، فمن ناحية الموقع الإستراتيجي تقع محافظة الأحساء جنوب شرق المملكة، وتُعد البوابة الشرقية للمملكة مع ثلاث دول خليجية هي: الإمارات، وقطر، وسلطنة عمان، وتحظى بشواطئ على ساحل الخليج العربي تمتد إلى مسافة 150 كيلو مترًا، تضم في جزء منها ميناء العقير التاريخي، أقدم ميناء بحري للمملكة، الذي شهد ازدهارا اقتصاديا واكب تأسيس المملكة، بعد إنشاء فروع للجمارك والجوازات به، وتشييد مستودعات للتخزين.

كما تضم الأحساء مقومات اقتصادية كبيرة، وصنفت منظمة اليونسكو الأحساء عام 2018م أكبر واحة في العالم ضمن لائحتها لمواقع التراث العالمي في فرع التراث الثقافي، ودخلت موسوعة جينيس للأرقام القياسية في 8 أكتوبر 2020 كأكبر واحة نخيل في العالم.

ويستند حرص الأمير محمد بن سلمان في تطوير الأحساء مثل غيرها من مناطق المملكة إلى مبدأ إستراتيجي، يتمثل في الاستثمار طويل المدى فيما تملكه من مقومات، فتطوير الأحساء بالاعتماد على ما يتوافر فيها من مقومات متنوعة، سينعكس في أحد مردوداته على أبناء الأحساء وأبناء المنطقه الشرقية بتوفير الوظائف وتوفير الخدمات، والارتقاء بكل ما يتعلق بجودة الحياة، مما سيقلص من هجرة أبنائها إلى المدن الكبيرة، ويجسد مفهوم التنمية الشاملة، كما سينعكس التطوير على اقتصاد المملكة في إيجاد أنشطة اقتصادية جديدة، وتنويع مصادر دخلها، وجذب الاستثمارات الخارجية، وزيادة الناتج القومي.

حفظ الله مملكتنا الحبيبه التي تشهد كل يوم ما يسعد أبناءها وشعبها المجيد ويؤكد على التلاحم بين الشعب والقيادة الرشيدة لملكنا الحبيب وولي عهده الأمين حفظهما الله.

@khalid_ahmed_o