ترجمة: إسلام فرج

تحرك سلطات إيران لرفع الدعم يؤدي إلى إثارة ثورة شعبية

قال موقع «مجلس العلاقات الخارجية»، إن نظام الملالي في إيران يواجه 3 تحديات.

وبحسب مقال لـ «راي تاكيه»، تواجه إيران ضغوطا دولية بسبب برنامجها النووي والاغتيالات التي تستهدف مسؤولين كبارا، كما أن تحركها لرفع الدعم قد يؤدي إلى إثارة ثورة شعبية.

ومضى الكاتب يقول: لقد مر عام منذ انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران، التي تصارع الاقتصاد الضعيف والفاشل، والدبلوماسية المتوقفة بشأن الاتفاق النووي، وعودة التهديدات الأمنية على شكل اغتيالات مستهدفة.

وأشار إلى أن التحديات الثلاثة تمثل جولة أخرى من التحديات الشاهقة التي يواجهها نظام إيراني يبدو عازما على شن حملات قمع متشددة ضد الاحتجاجات المحلية، وأظهر قدرته على التلاعب بالسياسة الخارجية.

وتابع يقول: بالنسبة للتحدي الأول، تقوم إدارة رئيسي بما تسميه «الجراحة الاقتصادية» للتعامل مع عجز في الميزانية يبلغ عشرات المليارات من الدولارات مع تضخم سنوي يصل إلى 40%.

عقوبات واشنطن

وأردف الكاتب راي تاكيه: لا يهدف هذا الجهد إلى التعامل مع المشاكل الاقتصادية الحالية المدفوعة جزئيا بالعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي وأنشطتها الإقليمية فقط؛ لكنها أيضا محاولة لمعالجة مشكلة الدعم التي ابتلي بها الاقتصاد الإيراني لعقود.

ومضى يقول: لم يكن النظام يدعم المواد الغذائية الأساسية فحسب؛ بل كان يدعم أيضا قطاعات مهمة مثل الرعاية الصحية والتعليم.

وأضاف: لكن رئيسي على ما يبدو عازم على التحرك على هذه الجبهة، وخفض الدعم على منتجات مثل القمح والدقيق، حتى وسط نقص الحبوب الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، أصرت إدارة رئيسي منذ البداية على أنها لن تنتظر إحياء اتفاق نووي لمعالجة أوجه القصور الاقتصادية.

وبحسب الكاتب، كان ثمن القيام بذلك هو الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، حيث ارتفعت تكلفة كيلو الطحين في بعض الأماكن 6 أضعاف.

وتابع: كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل زيت الطهي والدجاج والبيض والحليب، كما يحدث غالبا في إيران، تتحول المظالم الاقتصادية إلى سياسية بسرعة كبيرة وتردد أصداء هتافات «الموت لخامنئي» و«الموت لرئيسي» في الشوارع.

وأردف: تبدو الحكومة واثقة من أن قواتها الأمنية قادرة على التعامل مع هذه الاحتجاجات وكانت قاسية في قمعها، وحتى الآن كانت هذه الإستراتيجية فعالة، ولكن كلما قلص رئيسي الإعانات التي تقدمها الحكومة، زاد خطر خروج المظاهرات عن السيطرة، ومن ثم يمكن أن تعيش إيران صيفا ساخنا طويلا.

التحدي الثاني

ويواصل الكاتب تاكيه: بالنسبة للتحدي الثاني والذي يتمثل في المحادثات النووية المتوقفة، لا تزال محاولة إحياء الاتفاق النووي، خطة العمل الشاملة المشتركة، في طريق مسدود.

وأضاف: رغم أن جميع الأطراف قد تحدثت عن إحراز تقدم في القضايا النووية والعقوبات الحاسمة، فإن إدراج الولايات المتحدة للحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية يبدو مستعصيا على الحل.

وتابع: لا يبدو أن إيران أو الولايات المتحدة على استعداد للتزحزح بشأن هذه القضية، تصر الولايات المتحدة على أن التصنيف خارج شروط الصفقة، بينما تؤكد إيران أن التصنيف تم إجراؤه من قبل إدارة دونالد ترامب للضغط على إيران على الجبهة النووية، وبالتالي يجب أن تكون إزالته جزءا من حزمة الإغاثة.

ومضى يقول: في غضون ذلك، وجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، انتقادات حادة بشكل غير عادي لإيران لعدم تعاونها بشأن التطورات في برنامجها النووي.

وأردف يقول: تدعي الوكالة أن إيران لم تقدم بعد إجابات واضحة على الأسئلة المتعلقة بآثار اليورانيوم المخصب التي تم العثور عليها في 3 مواقع مختلفة، ونفت إيران الاتهامات ووصفتها أنها افتراءات.

وأضاف: نظرا لافتقار إيران إلى التعاون، قدمت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة قرارا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوجه اللوم إلى إيران، ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى إطالة حالة الجمود في المحادثات.

اليورانيوم المخصب

ويقول الكاتب: أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن زيادة حادة في إمدادات إيران من اليورانيوم المخصب، ما جعلها أقرب إلى القدرة على صنع قنبلة نووية، يقول بعض خبراء الحد من التسلح: «إن إيران على بُعد أشهر فقط من هذه القدرة»، رغم أن النظام يصر على أنه ليس لديه خطط لتطوير أسلحة نووية.

وأردف الكاتب: أما التحدي الثالث فهو الاغتيالات التي تستهدف مسؤولين إيرانيين كبارا.

وتابع: في 22 مايو، قُتل العقيد حسن صياد خدائي، وهو ضابط في الحرس الثوري، خارج مكتبه على أيدي مسلحين على متن دراجة نارية، ووجهت السلطات أصابع الاتهام إلى إسرائيل، التي يعتقد أنها نفذت مثل هذه العمليات ضد علماء إيران النوويين في الماضي، كما انخرطت إيران وإسرائيل في صراعات عسكرية مباشرة في سوريا، حيث تصر إسرائيل على منع إيران من بناء منشآت عسكرية دائمة.

ومضى يقول: إذا كانت إسرائيل وراء ذلك، فإن مقتل خدائي سيكون المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مسؤولا إيرانيا في طهران لا علاقة له بالبرنامج النووي، ويقال «إن خُدائي شارك في عمليات ضد إسرائيل مع صلات بمسلحين فلسطينيين»، يُعد هذا تصعيدا خطيرا محتملا، حيث تبلغ إسرائيل إيران برسالة مفادها أن علاقاتها مع المنظمات الإرهابية المختلفة هي أساس لعمليات القتل المستهدف لمسؤوليها.

واختتم بقوله: كان نهج حكومة رئيسي هو الاعتماد على الأجهزة الأمنية للتعامل مع الاحتجاجات المحلية، يبدو النظام واثقا من أن الاضطرابات الداخلية والدبلوماسية التي يواجهها لا تزال تحت السيطرة، وأنه قادر على تحمل الاعتماد على القمع.