ما إن يهدأ فيروس كورونا الذي اجتاح العالم طيلة العامين الماضيين وخلّف وفيات وإصابات بالملايين وأثّر على اقتصاديات البلدان، حتى يعود مجددا بشكل متفجر في عدد الإصابات، بعد تخفيف الإجراءات الوقائية التي اعتمدتها الحكومات.
وتشهد الصين تفشِ جديد شرس لفيروس كورونا في العاصمة بكين، بعد أيام قليلة فقط من إعادة فتح حذرة للأماكن العامة، وطال الفيروس الوبائي 166 شخصًا أمس في حي تشاويانغ أكثر أحياء العاصمة بكين ازدحاما.
يأتي ذلك وسط تخوفات من انتشار الفيروس في العالم مرة أخرى عقب فترة من التعافي الجزئي.
وتعمل بكين على توسيع المسحات الجماعية في المنطقة التي تقع بها الحانة منتصف الأسبوع الجاري مع مراقبة المصابين، وشددت القيود المفروضة مع إغلاق منطقتين، بما في ذلك تشاويانغ، الأكثر اكتظاظًا بالسكان، وبعض أماكن الترفيه.
تحذيرات أوروبية وعالمية
وحذرت متحدث باسم الحكومة الصينية من انفجار في حالات الإصابة، مصدره كان حانة في إحدى المناطق الراقية بالعاصمة، في تكرار لسيناريو الانتشار في مدينة شنغهاي الصينية التي تعد أهم مركز تجاري في البلاد تعرض للإغلاق التام لشهرين متتالين. فيما قالت فاندانا هاري مؤسِّسة موفر التحليل فاندا إنسايتس، في مذكرة لها نقلتها وسائل الإعلام المختلفة: المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي تضعف الاستهلاك العالمي في الأشهر المقبلة وقيود كورونا المستمرة في الصين التي تؤثر على استهلاكها على المدى القصير تهيمن على معنويات السوق.
أيضا حذّر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الإثنين من احتمال انتشار المتحورين الفرعيين الجديدين «بي إيه.4 وبي إيه.5» من سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 داخل الاتحاد الأوروبي الأسابيع المقبلة، خاصة بعد زيادة إصابات بشكل ملحوظ في دولة البرتغال أقصى غرب القارة الأوروبية، مبينا أن السلالات ليست خطيرة لكنها واسعة الانتشار.
قيود في الصين - مشاع
تأجيل المدارس
وأرسلت السلطات الصينية رسالة نصية على هواتف المترددين على الحانة تفيد بضرورة إجراء مسحة والعزل، بعد اعتبار المكان بؤرة نشطة لنشر الفيروس، وبعدها أعلنت الدولة تأجيل عودة الأطفال في بكين إلى مدارسهم هذا الأسبوع.
توسيع الفحوصات
وأشارت وكالة رويترز الإخبارية إلى توسع السلطات الصينية في إجراء الفحوصات الجماعية في شنغهاي أكبر مدينة صينية من حيث عدد السكان وعاصمة البلاد الاقتصادية للسيطرة على التزايد في الإصابات بالمدينة، مع التشديد في القيود المفروضة لمكافحة انتشار كورونا منذ الخميس الماضي في بكين، في ظل تصريح المتحدث الحكومي باسم بلدية بكين الذي قال فيه التفشي الأخير... متفجر بقوة بطبيعته وواسع النطاق.
تزايد الإصابات
وذكرت لجنة الصحة الوطنية أن بر الصين الرئيسي سجل 210 إصابة بفيروس كورونا من بينها 79 إصابة ظهر على أصحابها الأعراض و131 إصابة بلا عرض، أما الجمعة سجلت 151 إصابة جديدة منها 45 ظهرت عليهم الأعراض و106 دون أعراض، ولم تسجل الصين وفيات الجديدة بعد أن استقر عدد الوفيات على 5226 شخصا، وعدد المصابين في بر الصين الرئيسي بكورونا على 224659 شخصا، فيما سجلت اللجنة اليوم الثلاثاء 230 إصابة بينها 95 إصابة مصحوبة بأعراض و135 بلا أعراض، أما الإثنين فكانت الإصابات 220 في منحنى صعودي متنامي يشير إلى زيادة 10 إصابات كل يوم.
تأثر النفط
بعد يومين فقط من ظهور حالات الإصابة في الصين هبطت أسعار النفط أكثر من دولارين بعد أن قلت آمال إقبال الصين ثاني أكبر مستهلك للنفط على استيراد الوقود وسط مخاوف متزايدة من حدوث تضخم عالمي يؤدي إلى مزيد من الكساد في الأسواق التجارية.
الفيروس حول العالم
وأفادت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية في بيان لها بداية الأسبوع الجاري، بارتفاع الإصابات بكورونا حول العالم إلى 536 مليون و877 ألف و491 شخصا، والوفيات إلى 6 ملايين و311 آلاف وفيات، وسط تسجيل الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عدد من الإصابات حول العالم بـ 85.4 مليون إصابة، تلتها الهند بـ 43.2 مليون، ثم البرازيل في المركز الثالث بأكثر من 31.4 مليون إصابة.
إصابات اليابان
وسجلت اليابان بحسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أقرب جيران الصين جغرافيا وأكثرهم عداوة تاريخية، إصابات بلغت 7 آلاف و 956، ووفيات 21 حالة الإثنين، مع انخفاض الإصابات في العاصمة طوكيو للمرة الأولى تحت الألف إصابة منذ 5 أشهر، ووصل إجمالي الإصابات في اليابان منذ ظهور الوباء أكثر من 9 ملايين و63 ألفا، أما الوفيات بلغت 30 ألفا و913 حالة وفاة.
كوريا الشمالية وكورونا
وتضاف كوريا الشمالية إلى الدولة التي استشرى فيها الفيروس، وعبرت منظمة الصحة عن أسفها لعدم قدرتها على الوصول إلى بيانات دقيقة حول الإصابات بالفيروس في البلاد، إذ أوضح مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين، في مؤتمر صحفي منذ أقل من تشككه في راوية بيونغ يانخ بتحسن الوضع، لأن المنظمة تعتقد عدم تحسن الوضع في ظل انغلاق الدولة وعدم إتاحة العمل للمنظمة داخل كوريا الشمالية.
انخفاض سعر البترول - صورة من موقع البنك الدولي