اليوم - الدمام



أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تدرس تغيير اسم جدري القرود، في خطوة جديدة لمحاربة ممارسات الوصم والعنصرية بشأن الأوبئة.

وسبق أن اتخذت المنظمة ذات الموقف مع بداية ظهور متحور كورونا الأكثر انتشارا أوميكرون، إذ نُسب في بداية ظهوره لدولتيّ بوتسوانا وجنوب أفريقيا.

خطوة الصحة العالمية، تعيد أيضا التذكير بالجدل الذي أثير حول تسمية فيروس سارس-كوفيد2، حين تحركت المنظمة لتغيير اسم الفيروس مع بدء شعوب العالم بوصفه بالفيروس الصيني أو فيروس ووهان.

وبحسب بلومبرج، فإن مجموعة من العلماء الدوليين وجهوا خطاباً عبر الإنترنت، يفيد بأن تصنيف المرض كوّنه أفريقيًا وصف غير دقيق وينطوي على تمييز ووصم.

وأضاف متحدث باسم الصحة العالمية أن المنظمة تستشير حالياً خبراء مختصين في علم فيروسات الأورثوبوكس، التي ينتمي إليها جدري القرود، بشأن اختيار الأسماء الأكثر ملاءمة.

جدري القرود - مشاع إبداعي


تسمية الوباء الأخطر



وقبل ما يزيد عن 100 عام اندلعت جائحة كانت الأكثر فتكا، أودت بحياة 50 مليون شخص، كأقصى تقدير بحسب بعض المؤرخين، ونُسبت إلى إسبانيا.

ووصف هذا النوع بالإنفلونزا بـالإسبانية، لأن إسبانيا كانت من أولى الدول التي سجلت وفاة بهذا المرض، وربما أسّس هذا التقليد تسمية العديد من الأمراض والأوبئة بعد ذلك، مثل حُمّى البحر الأبيض المتوسط، والحصبة الألمانية.

آثار سلبية بسبب الاسم



وقبل 7 سنوات وتحديد في عام 2015، دعت الصحة العالمية، العلميين والسلطات الوطنية ووسائل الإعلام إلى اتّباع أفضل الممارسات بشأن تسمية الأمراض المعدية البشرية الجديدة من أجل الحدّ قدر الإمكان من الآثار السلبية غير الضرورية التي تقع على البلدان والاقتصادات والناس.

جاء ذلك بعد أن ظهور أسماء محددة لأمراض معدية بشرية من قبيل أنفلونزا الخنازير ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسي، لما له من آثار سلبية غير مقصودة بسبب وصم مجتمعات أو قطاعات اقتصادية معيّنة.

أمراض معدية - تعبيرية (مشاع إبداعي)


ويقول الدكتور كيجي فوكودا، المدير العام السابق للأمن الصحي في المنظمة، إن الأمر قد يبدو تافهة بالنسبة للبعض، بيد أن أسماء الأمراض شيء مهمّ بالنسبة للناس المعنيين بها مباشرة. وشاهدنا كيف أدت أسماء أمراض معيّنة إلى ردّ فعل قوي ضد أفراد مجتمعات دينية أو عرقية خاصة وأوجدت حواجز لا مبرر لها أمام السفر والتبادل والتجارة وسببت دون داعٍ إعدام حيوانات تُستخدم كغذاء. ويمكن أن يكون لذلك آثار خطيرة على حياة الناس وأسباب معيشتهم.

وبحسب الموقع الرسمي لـالصحة العالمية، فإن أفضل الممارسات تنص على أنه ينبغي لاسم المرض أن يتكون من مصطلحات وصفية عامة، استناداً إلى الأعراض التي يسببها المرض (على سبيل المثال، مرض تنفسي، متلازمة عصبية، إسهال مائي) ومصطلحات وصفية أكثر تحديداً عندما تتوافر معلومات قوية عن مظاهر المرض ومن يتأثر به ووخامته أو موسميته (على سبيل المثال، تدريجي، خاص بالأحداث، وخيم، شتاء).

وإذا كان العامل المسبب للمرض معروفاً، ينبغي أن يكون جزءاً من اسم المرض (على سبيل المثال، فيروس كورونا، فيروس الأنفلونزا، السالمونيلا).

وتشمل الأسماء التي ينبغي تجنبها المواقع الجغرافية (على سبيل المثال، متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، الأنفلونزا الإسبانية، حمى الوادي المتصدع) وأسماء الأشخاص (على سبيل المثال، داء كرويتسفلد- ياكوب، داء شاغاس) وأنواع الحيوانات أو الأغذية (أنفلونزا الخنازير، أنفلونزا الطيور، جدري القرود) والإشارات الثقافية أو السكانية او الصناعية أو المهنية (على سبيل المثال، داء الفيالقة) والمصطلحات التي تثير خوفاً لا داعي له (على سبيل المثال، مجهول، قاتل، وباء).

اختبار الاشتباه الإصابة بفيروس كورونا - مشاع إبداعي

فيروس ووهان

في الأشهر الأولى من تفشي فيروس كورونا، استخدمت العديد من وسائل الإعلام العالمية، مصطلح فيروس ووهان، وتصاعد إلقاء اللوم بين الولايات المتحدة والصين بشأن المعلومات المضللة عن فيروس كورونا.

وواصل بعض المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم أعضاء في إدارة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق، استخدام مصطلح فيروس الصين.

ونفى ترامب حينها أن يكون مصطلح فيروس الصين مصطلح عنصري، وقال: لأنها تأتي من الصين. إنه ليس عنصريًا على الإطلاق، لهذا السبب. أريد أن أكون دقيقًا.

الصين تشكو التنمر

وشكا السفير الصيني لدى لندن ليو شياو مينغ، ما وصفه بالتنمر الأمريكي بسبب فيروس كورونا، مؤكدا أن بلاده لم تتكتم على تفشي الفيروس، قائلا إن الممارسات الأمريكية تذكر العالم بزمن الحروب الاستعمارية في القرن التاسع عشر.



وأَضاف: هناك أشخاص لا يزالوا يعيشون في الأزمان الغابرة، ويظنون أن بإمكانهم التنمر على بكين.. الصين ليست عدوا للولايات المتحدة. إذا اعتبروا الصين عدوا فإنهم يصوبون على الهدف الخطأ.



غضب جنوب أفريقي



وفي واقعة أخرى، شعر علماء الفيروسات في دولة جنوب أفريقيا بالظلم، إذ عوقبت بلادهم بدلا من الثناء عليها بعد اكتشافهم فيروس أوميكرون.

رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا يتلقى اللقاح في مستشفى بكيب تاون (رويترز)


وأبدت جنوب أفريقيا عن استيائها كوّنها تُعاقب، بدلا من أن تحظى بالإشادة، لأنها رصدت السلالة الأكثر انتشارا من فيروس كورونا أوميكرون.

وسارعت الكثير من الدول حول العالم، لتقييد و حظر السفر من دول جنوبي أفريقيا، وذلك في محاولة لاحتواء المتحور الجديد. واعتبرت السلطات الجنوب أفريقية هذا التقييد بمثابة عقاب لها بصفتها منشا هذا المتحور، وفق ما يعتقد البعض.