محمد حمدي

مع اقتراب موعد الامتحانات يزداد التوتر والضغط على الطلاب، أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن، هل استطعت الإلمام بالمواد الدراسية؟ كيف أحتفظ بأكبر قدر من المعلومات؟كلها تساؤلات تدور حول الطريقة الصحيحة والفعالة للمذاكرة، لأنه في بعض الأحيان يجد الطالب نفسه لا يستطيع تحصيل المعلومات رغم الوقت الطويل الذي يقضيه في المذاكرة، ما ينتج عنه ضعف الدرجات بنتيجة الامتحانات.. فما هي الطرق السليمة لمذاكرة أكثر فاعلية؟الكاتب بيتر براون يؤكد في كتابه The Science of Successful Learning، أن معظم الطلبة يعتمدون على إعادة قراءة الكتب خلال مذاكرتهم، وهي طريقة خاطئة للتعلم وفقًا لما كشفت عنه الدراسات النفسية على عدد كبير من الطلاب، فيجب أن تتم المذاكرة بهدف المعرفة وليس من أجل الامتحانات فقط، لأنها بمثابة الهدف الأساسي من التعليم، ولا بد من الفهم قبل الحفظ، لأنه الطريق لاستيعاب ما يتعلمه الطالب وزيادة شغفه تجاه العملية التعليمية.الخبير التربوي المصري، عبد الرحمن ماهر، أشار إلى الخطوات التي يمكن أن يتبعها الطالب أثناء المذاكرة، خاصة في فترة قبل الامتحانات، فيجب أن يقوم بعمل جدول زمني للمذاكرة، عن طريق البدء بالمادة التي تحتاج لجهد وتركيز أكثر، وتقسيم الوقت حسب كل مادة، حتى يستطيع الإلمام والتركيز في المعلومات الدراسية، مع ضرورة تدوين الملاحظات الهامة الخاصة بالمادة.

الوقت المناسب

ومن الأمور الهامة أيضا عند المذاكرة، اختيار الوقت المناسب للبدء، فلا يمكن أن يذاكر الطلاب وهو جائع أو متخم بالطعام، مع ضرورة الجلوس في وضع الانتباه لا الاسترخاء، فضلا عن اختيار مكان هادئ يتمتع بإنارة مناسبة بعيدة عن الضوء الخافت، حتى لا يشعر الشخص بالرغبة في النوم.ويرى ماهر أن من الأهمية بمكان تلخيص المعلومات المعقدة، وتقليل عدد الصفحات المطلوب دراستها لتوفير الوقت والجهد وزيادة التركيز، بالإضافة إلى العامل النفسي بالشعور بإنجاز المادة في وقت مناسب وبكفاءة جيدة، ومن الضروري أخذ راحة بعد الانتهاء من مذاكرة مادة والدخول في أخرى، لمدة 15 دقيقة على الأقل، مع عدم مذاكرة المواد المتشابهة على التوالي، مثل الكيمياء والفيزياء؛ لأن ذلك يسبب نوعا من التشويش والتداخل والنسيان السريع للمعلومات.وقد يغفل البعض أهمية المراجعة، لكنها هامة للغاية في خطوات المذاكرة الفعالة، من وجهة نظر ماهر، ويرجع ذلك لأنها تساعد في تثبيت المعلومات وسهولة تذكرها، كذلك الابتعاد عن الأشياء التي تؤثر على انتباه الطالب أثناء المذاكرة والتركيز فقط على إنجاز المادة الدراسية.

طريقة سحرية

أجرى أساتذة بجامعة بايلور الأمريكية للعلوم والفنون دراسة أكدت أن النوم الجيد يرتبط بالمذاكرة السليمة وتحسين الأداء خلال الامتحانات، وهو ما أكده د. مايكل سكولين، الأستاذ المساعد بالجامعة، عندما قال إن النوم الكافي طريقة سحرية من أجل التركيز في المذاكرة وبالتالي رفع المستوى التعليمي وتأدية الامتحانات بشكل جيد.الدراسة أوضحت أيضا أن طلاب المدارس والجامعات الذين يحصلون على عدد الساعات الكافية من النوم بما يتراوح بين 7 و8 ساعات، تكون مذاكرتهم أكثر فاعلية بما يجعلهم من أفضل الطلاب تحقيقا للدرجات خلال الامتحانات.

خريطة ذهنية

وفي دراسة أخرى أجرتها جامعتا كاليفورنيا وجنوب فلوريدا، أثبتت أن أفضل أوقات المذاكرة يكون بعد المحاضرة، مع مراجعة المادة قبل الامتحان، واستخدام ما يسمى بـالخرائط الذهنية، وهي تدوين التفاصيل وتربيط المعلومات، حتى يستطيع الطالب تخزين المعلومات داخل ذهنه بشكل مرتب، واسترجاعها بشكل سهل عند الحاجة إليها.