أحمد المسري - سيهات

ضحالة البحيرة تجعلها أكثر تأثرا بالتغيرات المناخية

أرجع مختصون نفوق الأسماك على شريط بحيرة سيهات، لعدة أسباب أبرزها ضحالة البحيرة، وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستوى الأكسجين المذاب بالمياه. لافتين إلى أن أكثر الأسماك نفوقا هي الصغيرة من نوع «الميد» نتيجة لاختناقها وعدم قدرتها على التنفس، وهو ما يحدث غالبا في فصل الصيف وخصوصا في شهور يونيو ويوليو وأغسطس.

علاقة عكسية

وأكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة الشرقية م. عامر المطيري أنه ورد مساء أمس الأول الإثنين، بلاغ بشأن نفوق أسماك بكميات كبيرة على شاطئ بحيرة سيهات، وتوجه المختصون فورا لمباشرة الموقع ولوحظ وجود أسماك من نوع «الميد» ذات أحجام صغيرة وأعد تقرير بذلك. مضيفا إن التقرير بين أن الأسباب الأولية للنفوق ترجع لكون البحيرة ضحلة وشبه مغلقة، الأمر الذي يجعلها سريعة التأثر بدرجة الحرارة، وأن هناك علاقة عكسية بين تركيز الأكسجين ودرجة الحرارة، بمعنى أنه مع ارتفاع درجة الحرارة يقل تركيز الأكسجين المذاب في الماء، وهذا يفسر سبب نفوق الأسماك الصغيرة.

عوامل طبيعيةمن جهته، بين مدير مركز أبحاث الثروة السمكية بالقطيف م. وليد خالد الشويرد، أن النفوق يحدث بشكل طبيعي للأسماك بسبب ارتفاع درجة الحرارة ونقص الأكسجين المذاب بالمياه، وبالتالي نفوق الأسماك الصغيرة نتيجة اختناقها وعدم قدرتها على التنفس، وتعتبر هذه الظاهرة من أكثر العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى نفوق الأسماك، حيث تتعرض لها معظم الشواطئ خلال فصل الصيف.

المواد الكيميائيةومن جانبه، أوضح المهندس الكيميائي والمتابع لشؤون البيئة حسين الحجري أن نفوق الأسماك والكائنات البحرية في هذه الشهور متوقع حدوثه وفي أماكن أخرى متعددة، وأشار إلى أن شهور يونيو ويوليو وأغسطس يكثر فيه نفوق الكائنات البحرية، ونشاهد ذلك يتكرر في مواقع متعددة كل عام، وأن الكائنات البحرية لديها حساسية مفرطة للتغيرات التي تطرأ على بيئتها من تغير في درجات الحرارة والتي تعتبر درجة «35 c» المناسبة، أو وجود الطحالب، وقلة الأكسجين، أو زيادة ملوحة البحر وعالميا متوسط الملوحة هو «PPM 35»، كما أن انتشار المواد الكيميائية، ومياه المجاري كل ذلك له أثر في النفوق وخاصة في الخليج العربي. كما أن محاصرة الأسماك لإنشاء مشاريع يؤدي لنفوقها.

فصل الصيفوأكد م. الحجري أن النفوق يكثر في شهر أغسطس من كل عام وذلك من شدة الحرارة التي تتواجد، وأن الحرارة غزت الأجواء هذا العام في هذا الشهر يونيو وخاصة في الأسبوع الماضي، وأن الحرارة والنفوق يستمران أحيانا حتى شهري سبتمبر وأكتوبر في ساحل الخليج العربي، ونشاهد ذلك على شواطئ الخليج في البلدان المجاورة.

أشجار المانجروفولفت إلى أن أشجار المانجروف تؤمن الغذاء وتزيد من الأكسجين في مياه البحر، وتسهم بتخزين الكربون، ويمكنها أن تكون حلا لتقليل أضرار الطحالب وأضرار البيئة البحرية، وأن موت هذه الطحالب يتسبب باستهلاك كميات كبيرة من الأكسجين الذائب في الماء، وإن قل الأكسجين يتسبب بعملية الاختناق والنفوق الجماعي للكائنات البحرية. مبينا أن مياه الخليج العربي تتواجد فيها الطحالب بكثرة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة ووجود الضوء والتيارات البحرية ووفرة المغذيات التي تنمو عليها كالفوسفور والنيتروجين، وأن الملوثات العضوية وغير العضوية من فوسفور ونيتروجين، تؤدي إلى تكوين بيئات مائية مشبعة بالطحالب الخضراء والحمراء السامة، والمنخفضة التركيز للأكسجين، وهو ما يؤدي إلى اختناق الأسماك وموتها ومشاهدة حالة النفوق الجماعي للأسماك.

المد الأحمروبين الحجري أن المد الأحمر يسبب اختناقا للأسماك أيضا، لاستهلاكه الأكسجين الذائب في الماء في الليل بسبب عملية التنفس للطحالب، وعندما تعبر أسراب الأسماك هذه المناطق فإنها تتعرض للاختناق بسبب تدني مستوى الأكسجين إلى أدنى مستوى له. وأكد أهمية التكاتف من قبل الجميع، للمحافظة على النظم البيئية، أينما كانت، فكما أن للجهات ذات العلاقة دورا في المحافظة على البيئة، يجب على الصياد الاهتمام بذلك، بعدم استخدام الشباك الممنوعة في الصيد، وعدم رمي مخلفات الزيوت في البحر أو شباك الصيد التالفة التي تعتبر مقابر للأسماك في قيعان البحار، وعدم الصيد الجائر، أو المخالفات الأخرى التي تضر بالبيئة البحرية.

أشجار المانجروف تقلل أضرار الطحالب بالبيئة البحرية

الملوثات العضوية ترفع نسب اختناق الكائنات المائية