أوضحت وزارة الداخلية قبل يومين أنه تقرر رفع الإجراءات الوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة فيروس كورونا، يأتي ذلك بعد ما يقارب عامين ونصف العام من الإجراءات المختلفة حسب الأوضاع آنذاك. من يستعرض شريط هذه الفترة يجد أننا مررنا بموجات مختلفة صعودا وهبوطا، حظر وتعليق وإجراءات مختلفة حسب كل حالة راهنة، بلد برقعة جغرافية مترامية وتضاريس مختلفة تماما تمت إدارة أزمته بكل احترافية، المسألة لم تكن مجرد منع لحظر التجول أو لبس للكمامة بل كيف تدير كل شيء وتجعل الحياة كما هي رغم الحظر فهناك سلاسل الإمداد والاحتياجات اليومية والحالات الطارئة والمستشفيات والمطارات والموانئ والدراسة والعمل وغيرها الكثير الكثير، بل قبل كل ذلك كانت مسؤولية التوعية ونشر الوعي بين أفراد المجتمع ومتابعة تطبيقه أمرا آخر عظيم الأهمية. كل ذلك لم يكن بعد الله وتوفيقه وحفظه إلا بحكومة سخية من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وأطال في عمره وسمو ولي العهد الأمين ومتابعتهما المستمرة وتوفير كل ما يحتاجه هذا البلد ومن يعيش فيه وتذليل كل العقبات والعلاج المجاني للمواطن والمقيم وحتى المخالف لنظام الإقامة أيضا لتجاوز هذه الجائحة العالمية، نتيجة ذلك محصلة عظيمة أولها أننا بفضل الله ثم بجهود دولتنا كنا أقل دول العالم تضررا من ناحية الحالات وكذلك من ناحية الوعي باللقاحات وكذلك باتباع الإجراءات وتطبيقها، قرار التعليق هذا لم يكن مجرد قرار بل نتاج عمل عظيم وجبار وشركاء كثر من هذا الوطن عبر دعم قيادته وبسواعد أبنائه وبناته. كل الأجهزة كانت على أهبة الاستعداد، لم نكن كدول أخرى ترفض تقديم العون للناس أو تقول لهم (اجلسوا في البيت) بل كان وزير الصحة يؤكد على ضرورة الاتصال بالرقم المجاني لوزارة الصحة لأي طارئ، وتخصيص نقاط مجانية للفحص في كل مكان. كذلك الأجهزة الأمنية سهلت وساعدت في مراقبة تطبيق الإجراءات ومعاقبة المخالفين ومساعدة من هم من ضمن الحالات الاستثنائية. تجربتنا مع هذه الجائحة ورغم قصر عمرنا - ولله الحمد- بخبرات الجوائح وإدارة الكوارث إلا أننا قدمنا أنموذجا يصدر للعالم، ابتداء من تطبيق توكلنا وكيفية العمل عن بعد واستقبال كل المعاملات الحكومية والخاصة حتى وقت الحظر دون أي عائق رغم كل الظروف القاهرة. المتبقي علينا هو الحفاظ على هذه المكتسبات واستمرارها وعدم العودة خطوة واحدة إلى الوراء فالتكلفة باهظة جدا ماديا وبشريا وعمليا. أدارت المملكة هذه الأزمة بكل حنكة فكلما انفرجت الأمور خففت من الإجراءات بالحد المناسب والعكس صحيح حتى ولله الحمد وصلنا بإذن الله سبحانه إلى خط النهاية بأقل الخسائر، مع أنه لم يتوقف شيء فالمطارات والمتاجر ووسائل النقل والتوصيل والدفع الإلكتروني والإنترنت كانت تعمل بكفاءة عالية. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi
@Majid_alsuhaimi